“دعشنة تعز”.. محاولة لتدمير النسيج الاجتماعي اليمني
علماء اجتماع ونفس.. يحللون أبعاد جريمة التنكيل بأسرى ومواطنين من تعز
“دعشنة تعز”.. محاولة لتدمير النسيج الاجتماعي اليمني
استطلاع/ أمل الجندي
> مخطط أمريكي ودعم سعوصهيوني لتحويل اليمن إلى قبائل متناحرة
> الصلاحي: الأخطر من العدوان تعميق ثقافة القتل والكراهية على خلفية جهوية ومذهبية وفق تعبئة خاطئة
محاولة تقسيم اليمن من قبل قوى إقليمية ودولية من خلال إذكاء الصراعات الداخلية ذات الطابع المذهبي والمناطقي تجلت صورها في أبشع الجرائم التي شهدتها الحالمة تعز العاصمة الثقافية لليمن في اليومين الماضيين من خلال أفضظع جرائم القتل والسحل والحرق والتمثيل بالجثث المضاهية لجرائم داعش في العراق وسوريا ..
الأمر الذي يؤكد واحدية هذا المشروع الطائفي الذي تتبناه وتشرف عليه بشكل واضح السعودية ومن خلفها أمريكا لضرب النسيج الاجتماعي في البلد بعد أن سقطت أجنداتهم وتهاوت قواهم القبلية والعسكرية ..وفي الاستطلاع التالي المزيد من تسليط الضوء على الموضوع.!
الكاتبة هبة الله قحوان تقول : إن تسلسل هذه الجرائم التي تحدث في تعز وما قبلها وما بعدها توحي بأن ثمة أجندات خارجية تدفع نحو هذا الاتجاه لضرب النسيج الإجتماعي في اليمن وما تبقى من السلم الأهلي خدمة لأهداف العدو السعودي البربري الغاشم.
داعية الشعب اليمني لمواجهة هذه المشاريع الإجرامية وإفشال مخططاتها الشيطانية.
وطالبت ابناء تعز الشرفاء بإنقاذ المحافظة من العار الذي حاولت جماعات المرتزقة من عبيد العدوان إلصاقه بأبناء تعز لإثارة الفتنة الطائفية بين المحافظات أجمعها.
فشل العدوان
الكاتب والدكتور يوسف الحاضري يقول: لقد حاول المتآمر السعودي بإيعاز صهيوني أمريكي منذ البداية أن يثير في اليمن فتناً عديدة أهمها الطائفية ثم المناطقية ثم الحزبية ثم المذهبية ولكنه فشل فشلا ذريعاً بعد أن نجح في العراق وسوريا فقام بنفسه بقصف اليمن ليهيئ بيئة مناسبة لانتشار هذه الفتن ولكن أيضاً فشل ليتجه إلى خيار جديد من خلال الإعلام وبعض مرتزقته ليقوموا بدورهم في عدن ثم لحج وأخيراً في تعز عبر جرائم ذبح وتنكيل لم يشهد لها التاريخ مثيلاً وبأسلوب مقزز لا إنساني كما شاهد ذلك العالم أجمع ثم صبغوا هذه الجرائم بالمناطقية في عدن بقولهم هذا تعزي هذا إبيّ هذا صنعاني وهذا دحباشي لكي يثيروا أبناء هذه المناطق بالفتن، ليقوموا بنفس الدور على أبناء عدن والجنوب المتواجدين في مناطقهم وكذلك جريمة تعز قام بها بعض المرتزقة في حق بيت الرميمة والجنيد والسقاف وغيرهم بدافع سلالي يريدون أن يثيروا أبناء صنعاء وأهالي هذه الأسر ليثأروا من أناس ينتمون لنفس المنطقة التي تم ذبح أهاليهم فيها وحرقهم وسحلهم بتلك الطريقة الشنيعة.
مشيرا الى أن غالبية المجتمع اليمني بفضل الله يدرك حجم المؤامرة والتي لن يسقط في دركها أبداً ولن ينجح العدوان بل سيفشل فشلا ذريعاً وعلى المجتمع اليمني أن يستمر في ذلك الوعي الرفيع المرتبط بالحكمة اليمانية والإيمان.
أخطر ثقافة
الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء يؤكد أن أخطر ما تعرض له المجتمع اليمني ليس الانقسام السياسي ولا حتى العدوان الخارجي والحروب الداخلية فهذه ستنتهي سريعاً..بل الأخطر هو انتشار ثقافة القتل والكراهية على خلفية جهوية ومذهبية وفق تعبئة خاطئة من أطراف الصراع..فهناك عبث سياسي باليمن يقابله عبث وجنون باستخدام القوة والقتل تجاه الأطفال والنساء وكل الأبرياء وتفجير المنازل من قبل العدوان الخارجي ليزيد معانات الشعب ومآسيه..
وأضاف :للأسف أن اليمن اليوم يعيش فاجعة كبيرة تجاه شيوع القتل والدمار وفي الخصوص نجد قتل وتصفيات موجهة وممنهجة وهناك من يبرر ويشرعن كل هذه الجرائم التي لايمكن قبولها تحت أي مبرر قبلي أو طائفي أو عسكري لأنها ضد الإنسان وضد إنسانيته وخارجة عن الدين والشرع..فهل يتم تحكيم العقل والعودة إلى أخلاق الدين والضمير الإنساني؟
زرع العدوانية في النفوس
الدكتور محمد عامر المعالج النفسي بمستشفى الأمل للطب النفسي يقول : إن الجرائم البشعة التي تنتهك اليمن واليمنيين اليوم وخاصة الجريمة التي ألصقت بأبناء تعز تعبر عن نزعة مناطقية عنصرية جهوية استهدفت بالدرجة الأساسية ضرب النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية من خلال تحويل اليمن إلى قبائل متناحرة.
منوها إلى بأن هذه الجرائم قد تؤثر بشكل مباشر على تفكك الأسر التي تداخلت بالنسب مع مناطق تضررت من هذه الأفعال ورفض أصحاب مناطق معينة لأصحاب تعز من خلال العنصرية بين المناطق المنتمية لمذاهب أخرى وكذلك الرغبة في الثأر والانتقام والحقد والعدوانية وهذه النوعية من الناس هي من اتخذتها قوى الغزو لتمزيق عرى ونسيج المجتمعات المستهدفة وتدمير أوطانها.
ليست أخلاق تعز
الدكتور عبد العليم الصبري ناشط اجتماعي أكد أن ما حصل من سحل وتنكيل للإنسان والإنسانية ليست من قيم وأخلاق الحالمة تعز وإنما أرادوا لتعز أن تكون محطة جديدة لداعش من خلال نسب هذه الجريمة لتعز وإدخال الفتن بين الناس في بقية المحافظات وفي تعز نفسها بين أهلها وحاراتها أيضا الذين يرفضون هذه الجرائم البشعة التي لا تمت للإسلام بأي صلة ليصوروا تعز أنها كذلك بكل ما تعنيه الكلمة من خلال جمعهم للناس وخاصة الأطفال الذين أرادوا من خلالهم غرس الدعوشة في قلوبهم من خلال ما رأينا وهذا هدفهم ليجرفوا حلم وتاريخ وثقافة وسلمية وتاريخ تعز العريقة لكن نحن لا نقبل بهذه الممارسات اللاأخلاقية في الحرب مهما كانت الضغائن.
تغذية للعنف
الأخصائية النفسانية جميلة محمد الفقيه ترى أن الجريمة التي حدثت في تعز انتهاك صارخ لكل الشرائع والأعراف والقيم كونها تكشف عن وحشية تلك العصابات التي لا تمت لمواطني تعز بأي صلة، لأنها جريمة تتنافى مع أبجديات التعاليم الدينية والقيم الأخلاقية وأخلاقيات ومواثيق الحروب والمواجهات.
وختمت بالقول :لذا لابد من التصدي لهذه الثقافات الإجرامية التي تؤسس لتمزيق بلدنا وسائر شعوب المنطقة من خلال شحن النفوس وتغذيتها بالعنف.
التعليقات مغلقة.