انتصرت إرادة اليمنيين، وانكسرت عاصفة العدوان ..هذا هو العنوان العريض للوحة الزاهية التي رسمها اليمانيون هذه اللحظات في يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا.
هنا البركان اليماني هب من مضاجعه ، منتصراً لمظلوميته وكرامته ، ومعلناً عن الحرية والاستقلال والخروج من دائرة الوصاية الخارجية، التي قبعنا تحت رحمتها عقوداً طويلة بسبب الانهزامية السياسية التي طبعت أداء نظم الحكم السابقة في الشمال والجنوب على حد سواء .
يوم من الدهر أعلن فيه اليمانيون رجالا ونساء صغارا وكبار، أنهم ماضون على طريق الحرية والكرامة والوحدة والأمن والاستقرار، وبناء دولة قوية ومقتدرة تحفظ حقوق الوطن والمواطنين ، وتستعيد المجد الحضاري الذي عرف به اليمانيون عبر التاريخ .
يوم من الدهر التحم فيه الشعب بالسيد القائد وبأحلام وطنية مشروعة ضحى الآلاف من أبناء الشعب وبذلوا دماءهم رخيصة لأجل الوصول إليها..وما زال الآلاف منتظرون على درب النصر والشهادة، ولم يبدلوا تبديلا.
فبعد مرور عام من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن فإن 26 مارس 2016م يختلف عن ذلك اليوم الأسود في العام 2015م ، حين باشر تحالف العدوان غاراته على صنعاء في مهمة كان يراد لها أن تكون خاطفة وحاسمة ومذلة للشعب اليمني ، الذي فوجئ بغارات وهجمات صاروخية غير مسبوقة في تاريخ بلادنا.
أراد العدوان أن يكسر إرادة اليمنيين بالتوحش في الإجرام الذي وصل حد الإبادة الجماعية في عدد من المجازر البشعة، التي استهدف بعضها أسراً بأكملها، وخلفت معظمها آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين وعلى الأخص النساء والأطفال.
غير أن الصورة اليوم تختلف جذرياً ، فالاحتشادية الجماهيرية الضخمة التي شهدتها العاصمة صنعاء عصر اليوم السبت 26 مارس 2016، بمشاركة كل القوى السياسية والوطنية المناهضة للعدوان، أعلنت وبصريح العبارة أن اليمن انتصرت بصمود وثبات شعبها الذي سطر ملحمة تاريخية، ويعلن أيضا عن تحول كبير في موازنات المنطقة، عنوانه أن اليمن بات رقماً إقليمياً لا يمكن تجاوزه ، وحتى إن سعى أعداؤه إلى إغراقه بالدم وبالفوضى وبالفتنة ، فإن شعباً هكذا صموده ، هكذا حضوره..وهذه تضحياته، وهذه انتصاراته، لا يمكن إلا أن يكون في القمة دوراً ومسئولية.
في موطني شعبٌ ، أبيٌّ ، صامدٌ
جبروت أمريكا عليه تحطما
شعبٌ سعى كلُّ الوجود لكسرهِ
فأعزَّهُ ربُّ الوجود وأكرما
التعليقات مغلقة.