صنعاء – تقرير: عبدالله بن عبدالكريم
وصَفَ السَّيِّد القائدُ عبدُالملك بدر الدين الحوثي، الشَّهِيْد القائدَ حسين الحوثي بـ حليف القُـرْآن الذي لازم كتاب الله وتمعن فيه وارتبط به ارتباطاً وثيقاً، ليجعل من كتاب الله نهجاً ودليلاً واضحاً لكل ما يجري من حوله.
وقال السَّيِّد عبدالملك في خطاب ألقاه يوم تأبين الشَّهِيْد القائد في 28 رجب 1434هـ: إن السَّيِّد حسين الحوثي كان بحقٍّ حليف القُـرْآن، ومن القُـرْآن الكريم قدَّم للأمة رؤيةً فريدةً مسددةً، جمعت بين العُمق والوضوح، والمصداقية وسعة الأفق، والفاعلية والتأثير، وكشف بها زيفَ الأعداء ومكائدهم، ومؤامراتهم، وقدَّم الحلَّ في زمن اللاحل، في عصر الحيرة، وعزَّزَ الأملَ في دنيا اليأس وفي زمن الإحباط.
وأوضَحَ السَّيِّد أَن الشَّهِيْد القائد كان حليفَ القُـرْآن بكل ما تعنيه الكلمة، وذلك من خلال تحركات الشَّهِيْد على الواقع، وسلوكه الذي لازم القُـرْآن، فحين نتأمَّلُ في معالم هذه الشخصية الفذَّة والعظيمة، نرى فيه بحقٍّ عظمة القُـرْآن الكريم، وأثر القُـرْآن الكريم، ولأنه قرين القُـرْآن، وعاش مع القُـرْآن الكريم، ومن خلال القُـرْآن الكريم، قيَّم هذا الواقع بكله، ونظر إليه النظرة القُـرْآنية، وقيَّمه التقييمَ القُـرْآني، ففعلاً نرى فيه عظمةَ القُـرْآن الكريم، في عُمق الفكرة، وصوابية النظرة، والرؤية الصائبة، والدقّة في التقييم، وبعد ذلك نرى فعلاً عظمةَ المشروع الذي قدمه لخلاص الأُمَّـة من هذا الواقع ولتغييره.
وأكد السَّيِّد عبدالملك أَن الشَّهِيْد القائد انطلق من القُـرْآن لتقييم مجريات الحياة، وكل ما يحيط بالأُمَّـة من تطورات وتغيرات، وكذا كُلّ المؤامرات والمخططات التي تستهدف الأُمَّـة وتستهدف بنيتها الثقافية والسياسية والاقتصادية.
وأن الشَّهِيْد القائد اتخذ من هذا الرؤية الصحيحة المبنية على حقائق قُـرْآنية لا يمكن لأحد أَن يشك فيها، أَوْ أَن يلتبس بها؛ لينطلق في مشروع متكامل، يحقق للإنسان المسلم كُلّ ما يصبو إليه من خير وعزة وارتقاء، بعيداً عن الطرق الهوجاء التي يضعُها البعضُ، والتي لا تُبنى إلّا على عناوين فارغة لا تحقق أي انجاز، وهو ما يؤكده واقع الأُمَّـة اليوم، وكيف أَصْبَح من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة، هم قادة العالم وهم من يديرون أمة العرب والإسْلَام، التي من المفترض أَن تكون هي المتصدرة، في كُلّ المجالات، وهي من تقود العالم بأسره.
وأوضح السَّيِّد عبدالملك الحوثي أَن الشَّهِيْدَ القائدَ نظر إلَـى واقع الأُمَّـة والمجتمع اليمني بعين المسؤولية، وبنظرة عميقة، ولم تكن سطحية واهتم بأمور الأُمَّـة الإسْلَامية ككل، واهتم بكل ما يحصل في واقعها، وتكاثر المؤامرات التي قضت على الأُمَّـة، وكانت تحاول التخلص منها للأبد، ليحمل هَمَّ إحيائها من جـديد وينمي فيها مصادرَ القوة، غيرَ آبه بالمصاعب والمخاطر التي ستواجهه والتي تحاول النيل منه.
وأشار السَّيِّد عبدالملك إلى أَن تحرك الشَّهِيْد القائد ورؤيته العميقة في قراءة الأحداث، كانت نابعةً من الأخلاق والإيمان الذي كان يحمله في نفسه، وثقته الكبيرة بالله وبنصره وتأييده لمن يلتزم بكتابه ونهج نبيه، ولم يخالط هذه الثقة بالاعتماد على أحد، أَوْ بالركون إلَـى الأمور المادية.
وَقال السَّيِّد: البعضُ أيضاً جعل خيارَه في التأقلم، والدخول أيضاً، الدخول عبر هذه الموجة من الأحداث والمتغيرات في إطار المشروع التآمري على الأُمَّـة والاشتراك فيه، يرى ربحه في ذلك، ويرى مصلحته في ذلك.
أما شهيدُنا المقدَّس، ورجلنا العظيم، فقد حكمت قراءته للواقع أخلاقه، وإيمانه، وإنسانيته، ووعيه، شعوره العالي بالمسئولية، أمله الكبير في الله، وثقته بالله، وتوكله على الله، يجمع ذلك كله قُـرْآنيته، بارتباطه بالقُـرْآن الكريم، بتمسكه بالقُـرْآن الكريم، بوعيه للمفاهيم القُـرْآنية، بنظرته القُـرْآنية للواقع، فقد كان موقفه متميزاً ومسئولاً بالدرجة الأولى، وبالقيم التي حملها من خلال القُـرْآن الكريم، ومن خلال ارتباطه بالله سبحانه وتعالى، ومن خلال إيمانه المتكامل والواعي، فقد حمل القيم العظيمة والمتميزة، وتجلى الإيمان في واقعه، تجلَّى في روحيته، تجلى في أخلاقه، تجلى في قيمه، حتى تحول في معالم شخصيته إلَـى إيمانٍ يتحرك، وقُـرْآن ناطق، هكذا كان واقعُه.
ولهذا فقد أَصْبَح الشَّهِيْد القائد رجلَ المرحلة بحقٍّ، فكان خيرَ مَن قيَّم واقع الأُمَّـة، وكشف السببَ الحقيقي في وضعيتها المؤلمة، وكان خير من شخّص حالتها، وَسُبُلَ النجاة مما هي فيه.
حيث انطلق من واقعه، ولم يتأثر بواقعه المناطقي أَوْ المذهبي، وتجرَّد من كُلّ هذه الوضعيات، ووعى كُلّ ما تتطلبه هذه المرحلة الصعبة، وتداعيات كُلّ ما يجري من حولها.
وكشف السَّيِّد أَن الطغاةَ والمستكبرين استهدفوا السَّيِّد ليستهدفوا مشروعَه العظيم، خوفاً منه؛ لأنهم يعرفون ما قيمة هذا المشروع، وما تأثيره على مشاريعِهم الضيّقة، التي تنطلق من حبهم للدنيا ومصالحهم الشخصية، موضحاً أَن الشَّهِيْد كان بحقٍّ رجل المرحلة، يعي هذه المرحلة التي يمر بها شعبه، وتمر بها أمته عموماً، يعيها جيداً، يعي خطورتها، يعي ما تتطلبه هذه المرحلة، يعي تداعياتها، ويعي ما يجب أن تكون عليه الأُمَّـة في مواجهة هذا الواقع، وفي الخروج منه، وفي مواجهة تلك التداعيات، وكان بحقٍّ رجلَ المسئولية، يعي مسئوليته ومسئولية الأُمَّـة من حوله، تجاه هذا الواقع المرير، تجاه هذه المرحلة الخطرة، ويحمل روحية المسئولية بما تحتاج إليه من عزم ومن إرادة، ومن صدق، ومن جد، ومن اهتمام، ومن وعي، ومن إيمان، ومن عزيمة، وكان واسعَ الأفق، كان عالميَّ الرؤية، والنظرة والاهتمام، فلم ينحصرْ أبداً اهتمامَه أَوْ نظرته أَوْ توجهه في محيطه، لا محيطه المذهبي، لا محيطه الجغرافي، ولا محيطه العشائري، ولا بأي مقياس من المقاييس المحدودة والصغيرة؛ لأنه استنار بالقُـرْآن الكريم، فكان فعلاً عالمياً بعالمية القُـرْآن، في رؤيته الواسعة، اهتمامه الواسع، في نظرته الواسعة، وفي أفقه الواسع، كان أمةً من الأخلاق والقيم، رجلاً متكاملاً في إيمانه، في وعيه، في أخلاقه، في سؤدده، في قيمه، وأدرك الواقعَ على المستوى العالمي وعلى مستوى واقع الأُمَّـة، وأدرك بعمق حجم المأساة التي تعيشها أمته ويعيشها شعبه، وخطورة الوضع، وخطورة المرحلة، شخَّص المشكلةَ وقَدَّمَ الحَلَّ في زمن لم نسمع فيه من يُقدِّم الحل، ومرحلة غلب عليها حالة اليأس، تغلبت عليها حالة اليأس وغلب فيها الإحباط والحيرة.
التعليقات مغلقة.