الاقدام الحافية تفرض على السعودية معادلات جديدة بقلم / مختار الشرفي
صنعاء – مقالات
الرد على الشبهات حول زياراته لظهران و غيرها من المدن السعودية و ما تمخض عنها من تفاهمات مع الجانب السعودي المتهافت لوقف الحريق الآخذ في التوسع في عبائة الملك السعودي و تحديدا عند ألطرف الجنوبي منها، أتت في آخر قائمة ما يمكن جدولته من مواضيع كبرى تطرق لها الناطق باسم انصار الله و رئيس وفدهم التفاوضي بالكويت الاستاذ محمد عبد السلام في مقابلته مع قناة الميادين .. ﻷن التفاهم مع السعودي – على أهميته – لم يكن مانعا لاستمرار المعارك و جزاء سيئة السعودية بسيئة سعودية أخرى بلغت في نتائجها البشرية فقط 98 قتيلا و جريحا من العسكريين السعوديين خلال فترة الهدنة المغدور بها سعوديا ، كما لم يغير شيء في عدم إحترام السعودية لأي تفاهمات تحفظ ماء وجهها المراق في حدودها الجنوبية و أمام العالم على مدى اكثر من عام من استيعاب ضرباتها العنيفة على المدنيين اليمنيين و أمتصاص الصدمات و الرد بقوة في اكثر من اتجاه من قبل مقاتلي انصار الله و الجيش اليمني ..
و هنا تتصدر قائمة طويلة للمعادلات الجديدة التي فرضها اليمنيون على البغي السعودي المتهالك قرنه و شيطانه ، و التي جائت على لسان عبد السلام، فمقابل كل شهيد يمني سيكون الرد بنفوق عسكري سعودي ، بحيث تبرز معادلة قتل السعودي لقتله يمني ، بعد عقود من القتل السعودي المجاني لليمنيين ، و كذا الهدر السعودي لحق اليمن و اليمنيين في الحياة ..
و بعد عام و اربعة اشهر من الصعلكة و الفلتان المقدس دوليا لطائرات السعودية و حلفائها و مشغليها ، أوضح عبد السلام أن النار التي نصليكم شيء من لهيبها لن تخفف عنكم او يفتر لضاها إﻷ بإنتهاء عربدتكم في سماء اليمن و عودة طائراتكم لمرابضها و حضائركم ، و المعادلة تفرضها صواريخ محلية الصنع ، قواعدها مثبتة على حدود المغتصبات الثلاث من الاراضي اليمنية ، جيزان ، و نجران ، و عسير ، و قد تنقل هذه القواعد الى ما بعد بعدها ، لتطال ما هو ابعد في جسد المملكة و الملك السعودي ، في معركة فيها الضرب تحت و فوق الحزام مباح و مفضل ، و لا تعتمدوا على ترفعنا عن ضرب مؤخراتكم ..
و في معادلة السيادة و بعد أربعة عقود و اكثر من العصمة اليمنية بيد السعودية، أكد عبد السلام ان السعودية قد خلعت من فوق كل شبر في اليمن ، و ليس للسعودية في اليمن إلا ما لأي دولة تلتزم حسن التعامل و الندية و رعاية المصالح المشتركة ، تماما كبنقلادش و مالي و البيرو ، و إن كان الجوار يفرض الامن في الحدود و صيانته حقا اضافيا مشتركا في قائمة المحترمات مع السعودية ، و ذلك حسب ما هو معروف من ادبيات التعامل بين الدول التي تحترم استقلال الدول و حقها في تقرير مصيرها ، و إن كان تصنيف السعودية كدولة فيه ظلم للعصابات و احراش مافيا المخدرات ..
و في معادلة السيادة ايضا و تأكيدا على تمام فرض معادلتها ، صوب عبد السلام البندقية و البوصلة و اكد أن للسعودية الحق في أن تولي عليها مدمنا او مختلا عقليا أو خائنا، و لكنها لا تملك الحق في ان تولي على اليمن حاكما مماثلا ، كان هذا متاحا للسعودية و – ايضا منذ عقود – و لكن هذا النوع من الحكام المفروض على اليمن سعوديا بات اليوم في المكان المناسب لوضعهها و وضعهم ، و تحديدا في مقالب النفايات الغير قابلة لاعادة التدوير ، هادي لن يعود لليمن و لن يكون له مكان هو او اي شخص بمواصفاته او اي منتج خائن آخر تصنعه هيئة المقاييس السعودية في اي تسوية سياسية في يمن ما بعد طرد الاوصياء و الخونه و سحل هيبة السعودية ..
صحيح أن لا توازن ظاهريا في العدة العسكرية ، لكن دولة تصرف مليارات الدولارات لكي لا يقال ضدها و لو كلمة واحدة في الإعلام ، باتت هدفا للصواريخ التي لم تعد مناسباتية أو دورية و إنما أصبحت تذهب في رحلات يومية الى مواقع الجيش و المرافق الحيوية السعودية ، و في هذه الايام باتت لها أكثر من رحلة في اليوم و لأكثر من منطقه ، و الطريق سالكة امامها و لا تحتاج لتنسيق او تصريح مسبق ، و ربما تصل عدد رحلات هذه الصواريخ مستقبلا الى اكثر من اربع عشرة رحلة يوميا ، معها من المؤكد أن السعودية أصبحت تتمنى أن عدد رحلات الطيران المدني الايراني الى صنعاء بقي و لم تعترض عليه و تستبدلها برحلات صواريخ الزلزال و القاهر و توشكا و اسكود و اروغان الى اراضيها ..
ما بعد ” فرضة ” الخوبة و ” نقيل ” الجابري في جيزان معادلة جديدة اطلقها عبد السلام ، و لو أن عبد السلام تحدث عن جيزان في لقاء تزامن بثه في نفس اليوم الذي دكت فيه مواقع عسكرية فيها بصواريخ الاورغان ، إلا أن العسكري و السياسي المتابع يعرف جيدا أن جيزان ليست وحدها من ستمشي الى ما ورائها الاقدام الحافية الطاهرة و سلاحها الثقيل ، و قد تكون نجران او ما بعد ظهران عسير مناطقا محررة و منها قد يبث الإعلام الحربي على قناة المسيرة مقابلات لرجال الله، ينقلون للشعب فيها تحياتهم و يجددون الولاء للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ،، و من يدري ماذا يحدث بعدها ، فرجال الله الصادقين استطاعوا فرض معادلات و تثبيتها على الارض ، كنا قبل الحادي و العشرين من سبتمبر نحلم بها ، و نتردد عند الجزم بانها متاحة او قابلة للتنفيذ ، فأصبحنا اليوم نشعر و بالثقة بالله و نصره و تأييده بأن ما بعد جيزان و حتى الفيصلية هو أمر بين كاف الله و نونه ، و هذا الشعور نعمة عظيمة ، و إيمان رسخ في القلب ، و كل شيء بحول الله و قوته ..
التعليقات مغلقة.