المشاركة في السراء والضراء لـ 60 عاما، والصداقة التقليدية تسجل صفحة جديدة.. / بقلم سعادة السفير الصيني لدى اليمن تيان تشي
صنعاء – كتابات
إن العام الجاري يصادف الذكرى ال60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية. فأقامت الصين العلاقات الدبلوماسية مع اليمن في عام 1956، واليمن أصبح الدولة العربية الثالثة التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين الجديد بعد مصر وسوريا. وعلى مدى 60 عاما، ظل البلدان يشاركان في السراء والضراء ويتبادلان الفهم والثقة والمساعدات والدعم، وتطورت علاقات البلدين بشكل مطرد ونتائج التعاون مثمرة.
إن علاقات الصداقة الصينية اليمنية تتمتع بالتاريخ الطويل والأساس الشعبي. قبل 2000 سنة ونيف، قد وصل التجار الصينيون إلى اليمن باعتباره محطة مهمة في طريق الحرير. وفي فترة أسرة مينغ الملكية، زار البحار الصيني تشنغ خه اليمن 4 مرات، وما زال نصبه التذكاري قائما في ميناء عدن. وتعززت العلاقات أكثر بعد تأسيس العلاقات الدبلوماسية وخاصة بعد تطبيق الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، اذ أن التبادلات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية تكثفت يوما بعد يوم. وعمل الفريق الطبي الصيني في اليمن ل50 عاما تقريبا وقام بعلاج أكثر من 10 ملايين شخص. كما أن الصين تقدم المنحى الدراسية للطلاب اليمنيين للدراسة في الصين. كل هذه تصبح جسر الصداقة يربط بين الشعبين، وتعمقت الصداقة الصينية اليمنية في قلب الشعبين.
إن علاقات الصداقة الصينية اليمنية تتمتع بالأساس السياسي العميق. إن الصين واليمن كلاهما من الدول النامية، وظل البلدان يتبادلان الدعم والمساعدات. في ستينات وسبعينات القرن الماضي، ظل اليمن يدعم الصين لاستعادة عضويته الشرعية في الأمم المتحدة، ويصوت لصالح الصين في الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما أن اليمن يدعم موقف الحكومة الصينية العادل في قضية تايوان وقضية بحر الصين الجنوبي وإلخ. ومن الجانب الآخر، تعد الصين من أول الدول التي دعمت اليمن في ثورة سبتمبر عام 1962 وتحقيق الوحدة في عام 1990، كما أن الصين تدعم عملية الانتقال السياسي وعملية إعادة البناء الاقتصادي وتلعب دورا إيجابيا والبنّاء منذ بدأ الاضطرابات في اليمن عام 2011. وظلت الصين تقدم المساعدات لليمن على قدر استطاعتها، رغم أن الصين واجهت الصعوبات الاقتصادية في القرن الماضي، إلّا أنها ساعدت اليمن في بناء طريق صنعاء إلى الحديدة وغيره من المشاريع الكثيرة، الأمر يعزز التنمية الاقتصادية اليمنية. وساعدت الصين اليمن في إنشاء المعهد المهني والصناعي بصنعاء الذي يؤهل كثيرا من الأكفاء.
إن علاقات الصداقة الصينية اليمنية تتمتع بالأساس الاقتصادي العميق. وتعتبر الصين أكبر شريك تجاري لليمن منذ عام 2005، ويزيد حجم التبادل التجاري بين البلدين على 5 مليارات دولار، وبالإضافة إلى ذلك، تعد الصين دولة رئيسية للاستثمار والمساعدة لليمن. قامت كثير من الشركات الصينية بالاستثمار في اليمن، بما يعزز التنمية الاقتصادية والتوظيف. كما أن الصين البلد المستورد الرئيسي لليمن، يزيد حجم الصادرات اليمنية إلى الصين في عام 2013 عن 3 مليارات دولار، فيكمل الصين واليمن بعضهما البعض في الاقتصاد ويستفيد كل منهما بمزايا الغير، بما يحقق الكسب المشترك.
إن علاقات الصداقة بين الصين واليمن تتمتع بالمستقبل المشرق. إن الشعب الصيني يبذل جهودا في تحقيق الحلم الصيني المتمثل في نهضة الأمة الصينية، والشعب اليمني يبذل جهودا في تحقيق السلام والتنمية. ويربط “الحزام والطريق” بين الصين واليمن بشكل وثيق، إن الصين واليمن تتكامل مزايا بعضهما للبعض ومجالات التعاون واسعة جدا، فيمكن للبلدين التعاون في المجالات التالية:
أولا، تعزيز التعاون في السكك الحديدية والطرق العامة والموانئ وغيرها من البنية التحتية لتعزيز التواصل والتبادل.
ثانيا، تعزيز التعاون في القدرات الإنتاجية لمساعدة اليمن على تسريع عملية التحديث ورفع القدرة للتنمية الذاتية.
ثالثا، تعزيز التعاون في المجال الثقافي والإنساني، إن الصين واليمن كلاهما من الدول ذات الحضارة القديمة والثقافة الغنية، وإن التبادل الثقافي والإنساني بين الصين واليمن سيساعد في تعزيز المعرفة المتبادلة والصداقة بين الشعبين فقط. إن تعاون البلدين في بناء “الحزام والطريق” يتمتع بمستقبل مشرق وسيحقق المنفعة المتبادلة وسيعود با
التعليقات مغلقة.