عاشوراء 570 يوماً في اليمن؟!. بقلم / زيد البعوه.
صنعاء – مقالات
يوم عاشوراء بالنسبة للمسلمين كألف سنة من الأيام الأخرى فيوم العاشر من محرم كان نقطة تحول حال بينها خذلان الناصر وطغيان المجرمين الا ان ثورة الحسين لم تهزم ولم تنتهي بعد غروب شمس ذلك اليوم فهي مستمرة في وجه يزيد واشباه يزيد الى يومنا هذا والى يوم القيامة وفي اليمن عاشوراء لكنها ليست مجرد يوم واحد فقط بل 170 يوماً من العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني الذي اهلك الحرث والنسل وارتكب الجرائم وانتهك الحرمات واوغل في الحصار والدمار وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والمسافرين .
عاشوراء الحسين بدأت في ذلك العصر لكنها لم تنتهي الى اليوم فهي لاتزال تواجه يزيد وامثال يزيد على مر السنين يزيد العربي ويزيد اليهودي ويزيد الأمريكي وغيريهم يواجههم الامام الحسين بثورته وأهدافها الائتمانية النابعة من ثقافة القران بتضحيات الحسين وال البيت عليهم السلام ليس في العراق فحسب بل في مختلف الامصار والأوطان العربية والإسلامية ولو لم يتخاذل اهل العراق يوم عاشوراء ولم يقف عمر ابن سعد وابن زياد الى صف يزيد لكانت عاشوراء مجرد معركة واحده الى يوم القيامة تفصل بين الحق والباطل ولكنهم جعلوا عاشوراء تلاحقنا الى اليوم .
عاشوراء الامام الحسين حصلت في اليمن في كربلاء مران في عام 2004 مع السيد حسين بدر الدين الحوثي حفيد الحسين ابن علي ابن ابي طالب عليهم السلام واستشهد الحسين كما استشهد جده وكما بقيت عاشوراء كربلاء بقيت ايضاً كربلاء مران ظن الطواغيت انهم قد قضوا على الحق وأهله فأراد الله ان يثبت العكس الذي يقول بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فأذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون وهكذا حروب تلو الحروب ومظلوميات ودماء تسيل على مدى سنوات حتى قرر يزيد اليهودي ان يشن عدواناً على اليمن وتحالف معه عبيده وخدامه أمثال الشمر وابن زياد وغيرهم من ملوك وزعماء العرب ضد الشعب اليمني .
عدوان سعودي امريكي صهيوني عربي تحالف فيه كل مجرمين وطواغيت العالم ضد الشعب اليمني وارتكبوا ابشع الجرائم قطعوا رؤوس النساء والأطفال والشيوخ وحتى المرضى والمكفوفين بل ذهبوا الى استهداف المقابر والطرقات ودمروا المنازل واستهدفوا الأسواق والمدارس والمساجد وفعلوا اكثر مما يتصوره انسان بمعنى كلمة انسان حاصروا الشعب اليمني في لقمة عيشة وفي الأدوية والمستلزمات الطبية ولو كان باستطاعتهم ان يحجبوا الشمس ويمنعوا الهواء لفعلوا ذلك فكانت عاشوراء اليمن تعانق عاشوراء كربلاء على مدى عامين تمر ذكرى عاشوراء الحسين فنرى الحسين واصحابه في مجزرة في سوق مستبا بحجه او في مدرسة أطفال بجمعة ال فاضل بصعده او في مستشفى عبس بحجه او في صالة العزاء الكبرى بصنعاء فنتذكر الامام الحسين وأصحابه ونرى دمائنا تختلط بدمائهم وان اختلف الزمان والمكان والاعداء والأصحاب الا ان الموقف واحد والاهداف واحده.
وهكذا عاشوراء على مدار الساعة قصف ودمار وقتل وحصار ودماء ودموع على مدى 570 يوماً منذ بداية العدوان الى اليوم الذي يصادف يوم العاشر من محرم الذي استشهد فيه الامام الحسين ولكن عاشوراء هذا لعام في اليمن كانت مروعه جداً اقدم فيها يزيد على استهداف صالة عزاء في صنعاء بأربع غارات راح ضحيتها ما يقارب الـ800 مواطن بين شهيد وجريح قبل يوم العاشر بيومين فقط فصار العاشر من محرم في اليمن تختلط الوان الدخان السوداء التي احترقت فيها خيام الحسين بدخان الغارات التي شنتها الطائرات العدوان على الصالة الكبرى بصنعاء واختلط الدم بالدم والمظلومية بالمظلومية والذكرى بالذكرى.
الا ان عاشوراء اليمن تختلف نوعاً ما من حيث التكافؤ العسكري ليس بالقوة ولا بالعتاد ولا بالعدد ولكن بالعزيمة والصمود والنفس الطويل في مواجهة المعتدين من خلال رجال الله ابطال الجيش واللجان الشعبية من أبناء اليمن الذين الحقوا بالعدو خسائر فادحه في الأرواح والعتاد رافعين شعار هيهات منا الذلة.
التعليقات مغلقة.