تفاصيل الندوة التي اقامها انصار الله واحزاب اللقاء المشترك بعنوان (الهوية الوطنية بين إستهداف العدوان ومسؤولية القوى السياسية الوطنية للحفاظ عليها) في بصنعاء
صنعاء – اخبار محلية
عُقدت بصنعاء اليوم ندوة حول الهُوية الوطنية بين إستهداف العدوان ومسؤولية القوى السياسية الوطنية للحفاظ عليها، نظمتها المكونات السياسية المناهضة للعدوان.
ناقشت الندوة، التي نظمها مكون “أنصارالله وتكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان وأحزاب اللقاء المشترك والحراك الجنوبي”، أربع أوراق عمل حول الهوية الوطنية ودور الاحزاب والمكونات السياسية في الحفاظ عليها .
وقدّم عضو المجلس السياسي لأنصار الله حزام الأسد في الورقة الأولى بعنوان “القوى السياسية الوطنية في مواجهة المشاريع العدائية المستهدفة للهوية الوطنية ” .. مبينا أن الهوية تتكون من ثقافة موحدة وذاكرة تاريخية وموقع جغرافي وحقوق وواجبات وإقتصاد مشترك ، مشيرا إلى أن تحالف العدوان يستغل أي حدث أو متغير أو تحرك شعبي في إطار الساحة الوطنية لتنفيذ مخططاته وأجندته عبر مشاريع تتبناها نخب سياسية وفكرية وثقافية وإجتماعية تعكس توجهات ومشاريع العدوان .
وتطرق إلى أن الهوية والموروث الثقافي والفكري والإجتماعي للشعب اليمني أُستهدف منذ بدايات العقد السادس من القرن الماضي، كما تم إستهداف الثقافة العامة والتراث ومناهج التعليم ومنابر المساجد ،لافتا إلى ما تتعرض له اليمن من عدوان سعودي همجي إستخدمت فيه الأسلحة المحرمة واستنفذت فيها مليارات الدولارات من أموال الشعوب العربية والإسلامية المنهوبة .
واعتبر العدوان على اليمن، إستهداف للهوية الوطنية .. لافتا إلى أن اليمن موحد في الهوية ضمن واحدية التاريخ والثقافة والجغرافيا ويراد له عبر مشروع التقسيم الصهيوأمريكي وأدواته أن يتشظى ويقسم إلى مقاطعات وكنتونات تضمن ديمومة الصراع الداخلي .
فيما تناول عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد الشيخ محمد طاهر أنعم في ورقة العمل الثانية، الهوية اليمنية بين إستهداف العدوان ودور القوى السياسية في الحفاظ عليها .. مستعرضا الهوية اليمنية ” الأصل واللغة والدين ” .
وقال ” الأصل أن اليمن، موطن العرب الأصلي عند معظم المؤرخين، وهناك فرضية تاريخية من ست فرضيات أن اليمن مهد الحضارة البشرية الأصلي واشتقت كلمة العرب من إسم يعرب بن قحطان جد اليمانيين الأول الذي تناسلوا منه بعد هجرة النبي هود عليه السلام”، مشيرا الى أن الحيثيات التاريخية واللغوية والدينية تؤكد أن الإستهداف الآثم لليمن سياسيا وإقتصاديا وعسكريا، إستهداف للهوية العربية والإسلامية .
بدوره تطرق أمين عام حزب الحق حسن زيد في ورقة العمل الثالثة إلى الدور السلبي للأحزاب القومية والأممية في الهوية الوطنية .. مستعرضا الإرهاصات التي سادت في القرن الماضي عقب نشأت الأحزاب في اليمن ودور تلك الأحزاب في تعزيز الثقافة الحزبية للأحزاب القومية والأممية وليس الولاء الوطني .
وقال ” إن الإنتماء للتنظيم أو الحزب إنما هو نفي أو إضعاف للإنتماء والولاء الوطني بإعتبار أن نشأة التنظيم أو الحزب ليس لمعالجة الإشكالات أو قضية التنمية أو زيادة الدخل القومي أو الحد من الأمراض ومحو الأمية ورفع مستوى التعليم وحل مشاكل المواطنين ” .
من جهته أكد الناطق الرسمي لمكون الحراك الجنوبي المشارك في الحوار الوطني أحمد القنع أهمية دور القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والمنتديات في الحفاظ على الهوية والإنتماء الوطني من خلال تفعيل دور الدين في حياة المجتمع وإحياء مشروع الثقافة الإسلامية كأساس لبناء الهوية والإنتماء الوطني ، مشددا على ضرورة إحياء المشروع الحضاري للأمة الإسلامية وكذا تعزيز دور الأسرة والمدرسة في تنمية وتعزيز قيم الولاء الوطني وترسيخ حب الوطن في نفوس الناشئة وطلاب وطالبات المدارس والمجتمع بشكل عام.
ولفت إلى أهمية أن تعمل القوى السياسية التي تماسكت وصمدت في مواجهة العدوان على ترسيخ روح الولاء الوطني لدى أعضائها ومنتسبيها وكذا على جماهير الشعب اليمني .
وكان رئيس تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان عبدالملك الحجري والقيادي في الحراك الجنوبي أحمد غالب الرهوي، أشارا إلى أهمية الندوة في التوعية المجتمعية بقيم الهوية والإنتماء الوطني وخاصة والشعب اليمني يمر بظروف صعبة خلال المرحلة الراهنة جراء العدوان، ما يستدعي تضافر جهود الجميع في هذا الجانب.
وأوضحا أن بعض ملامح الهوية الوطنية طمست بفعل العدوان والإحتلال وخاصة في بعض المحافظات الجنوبية التي سيطرت عليها القاعدة وداعش بدعم تحالف العدوان السعودي الأمريكي.
وقدم الحجري والرهوي سردا تاريخيا لدور الأحزاب السياسية الوطنية ذات النزعة القومية العروبية والنزعة اليسارية في مواجهة العدوان الغاشم.
وأوصى المشاركون في ختام الندوة بضرورة تعزيز دور المؤسسات الإعلامية لإبراز ما يتصل بالحفاظ على الهوية الوطنية وإمتدادها العربي والإسلامي.
ودعت توصيات الندوة التي تلاها الناطق الرسمي لتكتل الأحزاب المناهضة للعدوان لطف الجرموزي، المؤسسات الأكاديمية والعلمية إلى الإضطلاع بدورها في تنمية الوعي بالحفاظ على الهوية الوطنية من خلال المناهج التعليمية السليمة والأنشطة والندوات والبحوث.
وأكدت التوصيات أهمية دور جهات الوعظ والإرشاد بتبني خطاب مسؤول ورافض لكل أشكال الإساءة للدين والموروث الثقافي والإجتماعي المستمد من الدين والحضارة النبيلة .. لافتة إلى ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة التي حاولت منابر السوء تشويهها تمهيدا لمسخ الهوية العربية والإسلامية للمجتمع اليمني العربي المسلم.
حضر الندوة عدد من رؤساء وأمناء عموم الأحزاب والتنظيمات السياسية المناهضة للعدوان وممثلو منظمات المجتمع المدني وثلة من الحقوقيين والناشطين والإعلاميين.
سبأ
التعليقات مغلقة.