صنعاء – تقرير
قدّم المرتزِقةُ أَرْوَاحهم وباعوا وطنهم ودماء أهليهم للعدوان الأمريكي السعوديّ طوال أَكْثَـر من عامين، واستماتوا في الدفاع عنه كما لم يفعل أي مرتزقة في التأريخ، مقابل دراهم معدودة، صرفها لهم العدو مع بالغ المن والأذى، فتعامل معهم العدو بالقيمة الدنيئة التي قدّروها لأنفسهم طوال العامين الماضيين، ثم قرر التخلص منهم ورماهم على قارعة الذل الشديد والخذلان، وهو الأمر الذي بات واضحاً بشكل كبير خلال الأَيَّــام الماضية سواء في أحاديث المرتزقة أنفسهم أَوْ في وسائل إعلام العدو الرسمية.
العدوان يصنّفُ مرتزقته في قوائم “الإرهاب”
بعد أن قاتل مرتزقة حزب الإصلاح تحت إمرة تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ وقدم عناصره في كُلّ مكان؛ لأجل أن يحقق العدو أَهْدَافه بات منبوذاً من قبل جميع أَطْرَاف العدوان، وليس من قبل الإمارات وحدها، كما يحاول أن يصوّر ناشطوه، ففيما صنّفته الإمارات ضمن قائمة الإرهاب وسعت إلى حظر أنشطته عبر أدواتها في المحافظات الجنوبية المحتلة ووصفته صحيفة الوطن الرسمية التابعة لدولة العدوان السعوديّة بالتيار الإرهابي.
واعتبر تقرير الوطن في عددها بتأريخ 12يونيو/ حزيران الماضي أن دعم حزب الإصلاح جريمة تفوق في بشاعتها جريمة دعم تنظيم القاعدة، وهذا وإن كانت دولة العدوان السعوديّ لا تزال تدعم هذا الحزب إلا أنه دليل على الحالة التي وصل إليها الحزب ومؤشر على ما ينتظره من السوء في الأَيَّــام القادمة.
في ذات السياق يجري الحديث عن طرد كثير من مرتزقة التجمع اليمني للإصلاح من فنادق الرياض إلى السودان، وفرض الإقامة الجبرية على آخرين والسعي لتجميد أموال رجال الأَعْمَال منهم في الأردن وغيرها.
التخلّصُ من المرتزقة بالغارات الجوية
في السادس والعشرين من يونيو الماضي، وبينما كان مرتزقة العدوان الأمريكي السعوديّ محاصَرون في مواقع بمنطقة المخدرة في مديرية صرواح بمحافظة مأرب، وقامت المنطقة بإرسال مجاميعَ لفك الحصار عنهم تعرضت هذه المجاميع لقصف أَدَّى إلى مقتل وجرح الكثير من عناصرها.
هذا القصف لم يكن بقذائف أبطال الجيش واللجان الشعبية وإنما بغارات العدوان الأمريكي السعوديّ، وفيما قال قادة فصائل المرتزقة إن هذه الغارات كانت عن طريق الخطأ ودفعوا بتعزيزاتٍ أُخْرَى عاد طيران العدوان ليشن عليها أربع غارات جوية أسفرت عن مقتل وجرح أَكْثَـر من ثمانين منهم.
وفي هذا السياق كشف موقع geopoliticsalert عن الأسباب التي دفعت التحالف لقتل 80 من عناصر الفصائل الموالية له يوم الخميس الماضي بمارب واستبعد أن يكون ذلك من قبيل الخطأ، مؤكداً أن ذلك عمل متعمد جداً.
وقال قال تقرير على geopoliticsalert كتبه المحرر “راندي نورد” في الأول من يوليو الماضي بعنوان (لماذا قتلت السعوديّة ثمانين عنصراً من القوات التابعة لها في اليمن؟): إن هذه القوات تتبع مرتزقة حزب الإصلاح وتعرضت للقصف بواسطة طائرة سعوديّة.. مُشيراً إلى أن العدوان السعوديّ قرر التخلص من مرتزقته.
مرتزقة بالـ “آجل”
وكما تتعرض قيادات المرتزقة في فنادق الرياض لمعاملة سيئة ومهينة من قبل العدو السعوديّ، يعيش المرتزقة المقاتلون في صفوف العدوان باليمن حالة كبيرة من البؤس والمعاناة والتعسف وانقطاع الراتب لأشهر عديدة أَوْ نهب ثُلثيه من قبل القادة العسكريين، إن وصل.
وكما تكشف مكالمة لقائد المرتزقة في الجوف المرتزق أمين العكيمي تم تسريبها قبل أيام بانقطاع الرواتب عن الأفراد لأشهر عديدة في الجوف والحالة التي صاروا إليها، يكشف رئيس المركز الإعلامي للمرتزقة في تعز المرتزق محمد مهيوب عن إسقاط 1800 اسم لأفراد من كشوف الراتب وخصم ثلثيه على الأسماء المتبقية.
ويقول المرتزق مهيوب: (1800 اسم تم إسقاطهم هذا الشهر، وهم قد استلموا رواتب في الشهر السابق.. 1800 جندي يا عالم، إضَافَة إلى الجنود الذي سقطت أسماؤهم من قبل.. نسأل قيادة المحور وقيادات اللجان ويقولون أسقطوهم في عدن.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فحتى أسر الذين قُتلوا في صفوف المرتزقة وكذلك مبتورو الأَطْرَاف تم إسقاط أسمائهم أَوْ خصم نصف رواتبهم.
وكما حدث هذا في تعز والجوف فقد حدث أَيْضاً في باقي الجبهات، حيث يعيش الأفراد حالة أَكْثَـر سوءاً.
المرتزِقُ ياسين سعيد نعمان: حالُنا مثيرٌ للشفقة
ولعل أَكْبَـر توصيف يمكن به توصيف حال المرتزقة هو ذلك الذي أطلقه المرتزق ياسين سعيد نعمان سفير الفار هادي في بريطانيا على صفحته بالفيس بوك في قوله “كم يبدو حالنا مثيراً للشفقة”، وقد جاء هذا التوصيف إثر تعبير المرتزق نعمان عن تهميشهم دولياً وغياب وهمهم المسمى “الشرعية”، حيث قال “نغيب في زحمة هذا الوضع، وتغيب معه القضية التي اعتقدنا ذات يوم أنها ستظل في بؤرة الاهتمام الدولي دون أن ندرك حقيقة أن الحروب لها وقت محدّد تنتهي فيه وينتهي معه اهتمام العالم بها”.
وكما يبدو من منشور نعمان فإن المرتزقة كانوا مقتنعين بوهمهم وأن تواطؤ العالم مع العدوان الأمريكي السعوديّ لم يكن من أجل المال السعوديّ وإنما من أجل من الفار هادي الذي تصفه المواقع الأمريكية والأوروبية بالمشؤوم وَغير المقبول شعبياً، كما يظهر أن المرتزقة أدركوا مؤخراً أن العالم رماهم ولم يعد يتفاعل معهم حتى من باب الشفقة!.
يقول المرتزق نعمان: “نبدو على هامش الكون والعالم يتحرك حوالينا في قمم عظمى ليقرر مصير القضايا الكبرى ولا نرى أنفسنا حاضرين ولو من باب الشفقة والإنْسَانية أَوْ التفاعل مع ما سال من دماء”.
التعليقات مغلقة.