صنعاء سيتي – عربي ودولي
لم نتوقع يوماً أن تقرع الحرب طبولها بين الكيان الإسرائيلي وسورية، ولا كنا ننتظر ذلك، إن ما حدث وسقوط الطائرة الإسرائيلية، يُعدُ تتويجاً لتصدياتٍ لطالما سمعنا عنها في الأيام السابقة، إلا أن هذه المرة يبدو الأمر مختلفاً.
ما جرى يعدُ اختراقاً يُحسب للدفاعات السورية، اختراقٌ يحمل العديد من الرسائل، التي مفادها أن دخول “إسرائيل” في مواجهة مع أي طرف من محور المقاومة، لن يكن سهلاً فالطيران الإسرائيلي بات في مرمى ضربات سورية وحلفاؤها، وما حدث اليوم عُرضةٌ لأن يحدث في قادم الأيام مما يبعث برسائل الدعوة للتعقل.
الباعث الآخر الذي يدعو “إسرائيل” للتعقل هو الصمت الروسي الذي يحمل في طياته حياداً حيال ما فعلته الدفاعات السورية ضد حليف وصديق تاريخي فهي في نهاية الأمر لا تملك كف سورية عن عدم الرد.
أما الباعث الثالث الذي يُحتم على “إسرائيل” التفكير ملياً فهو تعدد الجبهات فهذه المرة، الأمر لا يتوقف على مواجهة هنا أو هناك مع ايران وحزب الله والحكومة السورية على الأراضي السورية، فالدولة اللبنانية ونتيجةً للإجراءات الإسرائيلية والمضي ببناء جدار يفصل “إسرائيل” عن لبنان، والتهديد الذي تواجهه الأرض اللبنانية جرّاء هذا الجدار، سيجعل خيار المواجهة مع الجيش اللبناني وليس فقط مع حزب الله.
الباعث الأخير هو الأراضي الفلسطينية، وتفجر الاوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، ففي ظل حالة الغليان والمواجهات مع الاحتلال، قد يبدو الأخير متهوراً أن استمر في حالة التصعيد، محاولاً تسجيل مكاسب وهمية لن تعالج صورة جيشه المجروحة والتي جُرحت من قبلُ في غزة.
إذن وبالرغم من الدعم الأمريكي الذي دفع “إسرائيل” وجعل منها كياناً متهوراً متورطاً في صداماتٍ باتت مباشرة أكثر من أي وقتٍ مضى، إلا أنها اليوم تفكر بالتريث وتصريحاتها بعدم الرغبة بالتصعيد ليس إلا دليلاً على ذلك وما تقوم به وما ستقوم به من طلعاتٍ وخطواتٍ خلال الأيام القليلة القادمة ليس سوى محاولاتٍ لاستعادة الكبرياء الجريح وحق ردٍ قل ما نشاهده.
التعليقات مغلقة.