ها هي أمريكا قد وصلت؟
لا شك بأن من قرأ دروس ومحاضرات وخطابات السيد حسين سيعرف بأنه استشعر خطر أمريكا ومؤامراتها على العالم الإسلامي منذ بداية تحركها وحذر المسلمين جميعا من المؤامرات التي تحيط بالأمة ولكن المؤسف بأن مثل هذا التحذير لم يلق آذانا صاغية وكان البعض يقول ومازال يقول أن السيد حسين ينفذ أجندة أجنبية.
ولم يكتف البعض بالتجاهل لمثل هذه المؤامرات والتعامل معها بحالة اللامبالاة فقط وإنما انط
لقوا لمواجهة هذا العمل بكل الوسائل إعلاميا وثقافيا وفي الأخير عسكريا مدعين بأن ما يقوله السيد حسين دعايات لا أساس لها من الصحة وأنه يهدف بعمله هذا إلى أمور أخرى.. والآن بعد أن حصل ما كان يحذر منه السيد حسين نقول لأولئك جميعا: أمريكا دخلت وأصبحت في البحر والبر والجو فهل آن الأوان أن تقولوا:{ربنا أبصرنا وسمعنا} أم لا زلتم تعيشون الضياع واللامبالاة وما زلتم تغمضون أعينكم عما يجري .
والمضحك المبكي في آن واحد بأن البعض من أولئك الذين قاتلونا لأننا رفعنا شعار الموت لأمريكا بدلا من أن يستيقظوا من غفلتهم وقد شاهدوا مصداق ما كان يقوله السيد حسين ازدادت وتيرة حربهم لهذا العمل مستمرين في غيهم وضلالهم ولم يكن ما يجري بالشكل الذي يجعلهم يستفيقون ويدركون الأخطار الحقيقية على الدين وعلى البلد والبعض منهم غيروا نغمتهم وأصبحوا يقولون لنا: وصل الأمريكيون فلماذا لا تقاتلونهم وأنتم من تقولون الموت لأمريكا !!.
نقول لهؤلاء أولاً: الحمد لله أنكم اعترفتم بدخول الأمريكيين اليمن.
ثانيا نسأل هؤلاء ونقول لهم: من الذي أدخل الأمريكيين اليمن؟ ألستم من أدخلهم سواء كنتم من الساكتين أو من المتواطئين مع الأمريكيين؟ أو ممن يعمل على صنع الذرائع لهم؟ وإذا كنتم واجهتمونا في الفترة الماضية بأكثر من ستة حروب ضارية وكفرتمونا وأطلقتم علينا التهم الباطلة لأننا رفعنا شعارا في مواجهة الأمريكيين فكيف سيكون حالكم معنا وقد دخلوا على أساس طلب منكم وضمن اتفاقيات معكم كيف ستكون مواقفكم منا عندما نقتل أمريكيا فعلا وقد أصحبتم وإياهم أصحاب مشروع واحد وأهداف واحدة!!.
ثالثا: مشكلة العرب أنهم لا يعرفون من أنواع الصراع إلا الحرب العسكرية لا يدركون أن الحرب العسكرية قد أصبحت من الأساليب القديمة التي لم يعد يراهن عليها الإستعمار لأنه جربها سابقا وخسر خسارات كبيرة ودفع أثمانا باهظة. العدو في هذه المرحلة يحاربنا بوسائل هي أخطر بكثير من المواجهة العسكرية ستحقق له أهدافه بأقل تكلفة هي الحرب الثقافية والتربوية احتلال قلوب الناس وأفكارهم ومسخ أخلاقهم وإثارة الفتن الداخلية سواء كانت طائفية أو مذهبية أو قبلية كما يعمل السفير الأمريكي الآن في اليمن. الحرب العسكرية تجعل أبناء البلد موحدين ويقضين وسيتعاطفون مع بعضهم بعض ولكن هذه الأساليب ستجعل الأمة ممزقة متناحرة وسيقتل الناس بعضهم بعض والعدو يوجه ويأمر ويمسك بخيوط اللعبة ويحصل على أهدافه بأقل تكلفة هذه وسائل العدو في هذه المرحلة وهي أخطر وسائل وقد تحدث الله عنها في قوله: { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم } لم يقل بأسلحتهم بأفواههم فالعدو الآن يتحرك بهذا الأسلوب الخطير. ولذلك أكد السيد حسين بأن المواجهة الحقيقية مع العدو وهزيمته في هذه المرحلة تكمن في استخدام الوسائل التي يستخدمها ويتحرك بها أليس العدو يترك بوارجه وسلاحه المتنوع جانبا ويتحرك بهذه الوسائل اليتي هي بأيدينا وفي متناولنا؟ إن المواجهة الناجحة والصحيحة فعلا هي بالعودة إلى ثقافة القرآن الكريم التي تقدم لنا حقيقة هؤلاء الأعداء وكيف نتعامل معهم, هي بالإعتصام الحقيقي بكتاب الله والسير على نهجه وبالأخوة الإيمانية والتلاحم فيما بيننا واليقظة والوعي .
نقول لمن يقول لنا لماذا لا تقاتلون الأمريكيين وقد دخلوا اليمن؟ نقول لهؤلاء إن دخول الأمريكيين اليمن ليس عنوة ليس بالقوة وإنما دخلوا ضمن اتفاقيات بين الدولتين وبالتالي أي اعتداء على أي أمريكي سيكون بنظر سلطتنا الرشيدة وعملاء أمريكا اعتداء على السلطة نفسها.. لقد كفرنا هؤلاء وحاربونا واستباحوا دماءنا ونحن لم نعمل سوى أن رفعنا شعارا ضد أمريكا لا يخالف نظاما ولا قانونا ولا دستورا وهو في إطار الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فكيف لو نعمل عملا عسكريا ضد الأمريكيين وهم من طلب دخولهم سيقولون عنا إرهابيين ومتمردين وامتداد لإيران وانقلابيين وإماميين وتهم لا آخر لها وسيشنون علينا حربا لا هوادة فيها وقد عندهم شرعية بنظرهم.
ثم إن القتل المجدي ليس قتل الأمريكي كرجل في اليمن في هذه الوضعية علينا أن نقتل المؤامرة بكلها من خلال وعينا علينا أن نكشف القناع الأمريكي والزيف الأمريكي علينا أن نقتل الثقافة السيئة التي يعمل الأمريكي على أن يرسخها علينا أن نقتل الهزيمة النفسية التي يسعي الأمريكي إلى تعزيزها أن نقتل الفتنة الطائفية التي يريد الأمريكي حصولها في البلد أن نقتل العمالة التي يتحرك الأمريكي لزرعها أن نقتل حالة اللامبالاة التي تسيطر على ذهنياتنا أن نعمل على بناء بلدنا ليكون بلدا قويا متآخيا أن نهتم بتربية أولادنا أن نحارب أي تواجد أمريكي في مؤسساتنا أن نعمل على الحصول على الإكتفاء الذاتي أن نحارب الجهل والغباء وغير ذلك مما يعمل الأمريكي على أن تكون هي الحالة السائدة في بلدنا هذا هو العمل الصحيح والناجح.
أما القتل للأمريكيين كأشخاص فهذا مما سيستفيد منه الأمريكيون في هذه المرحلة ويساعدهم على تنفيذ مؤامراتهم وأقول لكم بأن الأمريكيين أحيانا يعملون مجازر بأنفسهم حتى يستثمروها في تثبيت تواجدهم في أي بلد وعندما يرون الحاجة ماسة فسيعطون الضوء الأخضر لأدواتهم يقتلون سائحا هنا أو طبيبا هنا يحمل جنسية أمريكية حتى يشدوا الناس إلى هذه الأدوات والجهات العميلة ويثبتوا أيضا تواجدهم في اليمن فعلى الناس أن يكونوا حذرين جدا وواعين للمؤامرات الكبيرة والخطيرة إن أكبر ما يراهن عليه العدو هو غباؤنا وجهلنا حيث يسهل عليه تضليلنا ونصبح لقمة سائغة أمام مؤامراته وتضليله لا يجوز أن نكون أغبياء وبين أيدينا بصائر القرآن الكريم وبيناته وهداه.
التعليقات مغلقة.