“احتجاز ناقلات النفط”: علناً.. الأمم المتحدة شريك في العدوان والحصار على اليمنيين
صنعاء سيتي – تقرير
عًهد اليمنيون على مواقف الأمم المتحدة الباردة تجاه مظلوميتهم، إذ يعتبرونها منحازة بشكل شبه كلي إلى جانب العدوان والحصار التي الذي يقوم به تحالف العدوان السعودي الأمريكي على اليمن منذ سنوات، فعند ارتكاب المجازر بحق المدنيين تجدها تعبر عن قلقها على استحياء وهذا الموقف الباهت غالباً ما يتكرر مع كل مجزرة، في الوقت الذي تزداد حدة في تصريحاتها ما إن كانت تصب في مصلحة السعودية بالمقام الأول.
تعاطى اليمنيون بكل جدية مع كل دعوات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة إلا أنهم في الغالب يصدمون بنهاية المطاف بتلك الدعوات عندما يتثبّتون أن ما هي الا حيلة جديدة تشترك بها الأمم المتحدة مع دول تحالف العدوان لأخذ التنازلات تلو التنازلات من الشعب اليمني ممثلاً بوفوده المفاوضة، في الوقت الذي تعجز فيه الأمم المتحدة عن إيجاد أبسط الحلول لتخفيف الحصار المفروض على الشعب اليمني أو حتى فتح مطار صنعاء الدولي بشكل جزئي أمام المرضى العالقين في الداخل والخارج.
إن جرى الحديث عن تواطؤ الأمم المتحدة مع تحالف العدوان فقد يطول كثيراً، وقد لا تجد له نهاية مع استمرار العدوان، فكل مجزرة ارتكبت بحق المدنيين غالباً ما يتم التغطية عليها أو تكليف المعتدي من قبل الأمم المتحدة للتحقق من تلك المجازر، لينتهي التحقيق بإخفاء معالم الجريمة وتبرئة مرتكبها.
ومن التواطؤ إلى الإشتراك بشكل علني، وفي الوقت الذي يُعاني فيه اليمنيون من اشتداد الحصار عليهم قامت الأمم المتحدة عبر إحدى لجهات التابعة لها على تشديد الحصار على الشعب اليمني بدلا من العمل على تخفيفه، ومنعت دخول آلاف الأطنان من المشتقات النفطية العالقة في عرض البحر إلى اليمنيين.
وأفادت وزارة النفط اليمنية في بيان حصل يمانيون على نسخة منه، بأن (UNVIM) المسماة (آلية التحقق والتفتيش) التابعة للأمم المتحدة تعرقل منح تصاريح دخول كلاً من السفينة (ALMIRQAB) التي تحمل 7500 طن من المشتقات النفطية وكذلك السفينة ( SEA HEART) والتي تحمل 27000 طن من المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.
وأشار بيان وزارة النفط إلى أن السفن استوفت كل المتطلبات والوثائق التي تتطلبها الالية والاجراءات المقرة من الأمم المتحدة، مُستغرباً التناقض في الممارسة بين ما تقوم به (UNVIM) وما تدعوا له كل مكونات المنظومة الدولية، ومعتبراً أن هذا الاجراء الغير مسبوق قد يشير إلى أن القائمين على التحقق والتفتيش قد انسلخوا من تنفيذ المهام المناطة بهم في منع وتوقف الأزمة الانسانية في اليمن والعمل بشفافية وحياد.
بيان وزارة النفط اعتبر أن “التعسف والتأخير لتصاريح السفن يخدم أجندة العدوان في مفاقمة الوضع الانساني، فضلاً على أن هذه الاجراءات تتنافي مع القيم الانسانية ومصفوفة المبادي التي قامت عليها الأمم المتحدة ومنظماتها”، وهذا ما قد يزيد سخط اليمنيين تجاه الأمم المتحدة.
وحمّلت وزارة النفط والمعادن ( UNVIM) كل التبعات الانسانية الناجمة عن تأخير منح تصاريح السفن المحجوزة حالياً او التى ستأتي، وما سيترتب على هذا التأخير من تردي في الخدمات الصحية والزراعية والصناعية المحدودة، مناشدة في ذات الوقت الامين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص إلى اليمن التدخل العاجل ومراجعة اداء القائمين على (UNVIM) واطلاق تصاريح السفن، احتراماً لقيم ومبادي ومواثيق الامم المتحدة التى تجرم الحصار ، وحفاظا على حياديه الأمم المتحدة.
يُشار إلى أن الأمم المتحدة أخلّت بل ونكثت بالعديد من تعهداتها وابرزها العمل على رفع الحظر المفروض على مطار صنعاء الدولي وصرف رواتب موظفي الدولة بعد نقل البنك المركزي إلى عدن، إذ يعيش اليمنيون منذ بدء الحرب والحصار وضعاً اقتصاديا وصحياً شبه منهار، ما جعل سخطهم تجاه الأمم المتحدة يوازي سخطهم تجاه دول تحالف العدوان، وباتت ثقة اليمنيين بالتزامات ومواقف الأمم المتحدة معدومة.
ويرى اليمنيون بعد خذلانهم من قبل الأمم المتحدة أن لا مجال لهم سوى الصمود ومواجهة العدوان حتى يرغموه على التوقف، ويدفعون عن أنفسهم شر المعتدين وتواطؤ المجتمع الدولي.
التعليقات مغلقة.