رجال الله
قف على أعتابها وأتل السـور وأسكب الدمع كذرات المطر
في ثراها المجد والعز ثوى ونجوم وشموس وقـمــــر
وأنحنى حباً وإجلالاً لها إنها مدرسة ليست حفر
مشهد يظّوّع المسك به روضة تحكي جناناً ونهر
والعناوين بها أضرحة لحياة عند رب مقتدر
لرجال شهدوا لله بالقسط محياهم دروس وعـِبر
فسل التاريخ عن أمجادهم وتراب الأرض يأتيك الخبر
وغروب الشمس في آصالها وسل الفجر وربان السفر
وسل السبع السموات العلى وسل الأصداف في عمق البحر
كيف كانوا صيحة قاصمة وجحيماً تتلضى وسقر
أحرقت أعداء ربِّ قاهر تركتهم كهشيم المحتضر
أسقطت كل علوِّ زائفٍ فهوت تيجان كذّاب أشر
فهم الفرسان في ساح الوغى وهم الرهبان في وقت السحر
وهم الغيث إذا ما أزمة أزمت عون الفقير المنتهر
وهم النور إذا الظلم همى وهم الكهف الحصين المعتبر
وضياء في ليالي السالكين وشعاع يهتدي فيه البشر
كل شيء في الدنا يعرفهم سهلها والليل والصبح الأغر
فالثرى يعرف والصخر معاً منهم الأقدام في طيب الأثر
وجذوع النخل حنت لهم هزها الشوق فأسقطن الثمر
شجر الحقل حَنّت أغصانها تلثم الأكتاف منهم والشعر
وَردَنَا والزهر كم عانقهم وانحنى يبكي عليهم في الحفر
قد حبانا الله من خيراتهم عزّة تربو على سطح القمر
فجنيناها رجالاً صدقوا هكذا من ينصر الله ينتصر
التعليقات مغلقة.