الاخوان بالامس راية برتقالية واليوم راية سوداء
في العام 2011 عهدت اجهزة الانقلابات الناعمة إلى التنظيم الدولي للاخوان وفروعه رفع الراية البرتقالية فغادروا مراكزهم سريعا وانخرطوا في احتجاجات اطاحت الانظمة الفاسدة قبل أن تكتشف الشعوب العربية أن الفقاعة البرتقالية لم تكن سوى مخططا لتمكين التنظيم الدولي للإخوان وفروعه من وراثة الانظمة الفاسدة.
فترة حكمهم التي افصحت عن سجل حافل بالإرهاب والإقصاء والعمالة والخيانة لم تعمر طويلا فسقط حكم الإخوان في مصر ثم تونس وليبيا وأخيرا في اليمن، لكن اجهزة المخابرات الصهيونية والدولية لم تيأس فشرعت بالخطة التالية.
بدعاوى طائفية مقيته كرست الصهيونية والقوى الكبرى منابرها الاعلامية الضاربة التي ظن العرب يوما انها من ابتكارهم (قناتي الجزيرة والعربية وأشباهها) لقيادة المخطط الجديد فاقامت على انقاض الانقلابات البرتقالية أخرى حمراء قادتها جماعات عنف أدارت حروبا مسلحة ودمارا.
غير أن فشل هذا المخطط في الاطاحة ببعض الانظمة، أرغم قوى الشر العالمي إلى اطلاق يد الجماعات التكفيرية على خطى “داعش” الذي بدا لهذه الاجهزة خيارا مؤهلا للقيام بدور اسلحة الدمار الشامل في منطقتنا.
عبر وكلائها العرب انتجت هذه الاجهزة ” داعش العراق ” لتقويض بنيان الدولة ذات الغالبية الشيعية وحشرها في صراع مسلح طويل الأمد، ثم اطلقت العنان للتجربة ذاتها في سوريا
فوسعت نشاط هذا السرطان ليشمل الجبهة السورية.
الاجهزة نفسها كانت أطلقت مخطط ” داعش سيناء” في مصر لكنه تحطم سريعا، فانتقلت إلى الجوار المصري واطلقت ” النسخة الليبة من “داعش” لتقويض أي فرص لبناء الدولة الجديدة ولتهديد الشقيقة الكبرى.
هل سيكون السيناريو في اليمن مختلفا ؟ بالطبع لا. فجميع السيناريوهات خرجت من مطبخ واحد.
القبائل الموالين للاخوان المتمترسين في مأرب بدعوى التصدي لتوسع الحوثيين لكنهم أتاحوا المأوى لجيوب القاعدة والتكفيرين القادمين من الخارج وغدا سيفعل الإعلام المعادي ما بوسعه للزج بالجميع في حروب الفرع اليمني لــ “داعش “.
تحتاج “داعش” إلى مناخ سياسي كالذي تعهدته تركيا المطلة على تخوم سوريا والعراق والمناخ الذي تعهدته قطر في ليبيا.. فماذا عن اليمن؟
قد كان .. فعصابة اردوغان التركية اجتهد كثيرا في تجنيد كثير من المسؤولين المحليين في عدن وعدة محافظات، وبمساعدة مراكز التنظيم الدولي للاخوان فتحت مكاتب استخباراتية تحت مسميات كثيرة الاستقبال وترحيل الإرهابيين الوافدين من سوريا والعراق ودول عربية وغربية.
تداعيات الانسداد في العملية السياسية مكنت مراكز نفوذ الاخوان من فتح المطارات والموانئ ومن طريق حملات دعائية كبيرة هيأت الشارع في المحافظات الجنوبية لتقبل هذا التحول امرا واقعا، ووجدناها يوم الاحد تطل بقرونها تحت بروبغاندا ” الاقاليم المساندة للشرعية والرافضة لانقلاب الحوثيين”.
ضحى دكتور الأزمات بن حبتور بتاريخه ثمنا لتنفيذ مخطط الاجهزة التركية ومراكز نفوذ الاخوان فخذله الوطنيون قبل أن يتصدى لقراءة بيان مطابخ الأزمات من دون توقيعات.
ما فعله قائد الطابور الاخواني الخامس في عدن، كان فقط البند السياسي في المخطط فيما كانت فصول “البند الميداني الأكثر خطرا” تجري بصمت في محافظة أبين حيث كانت الحشود.
النسخة اليمنية لداعش صارت خيارا.. بقى فقط اطلاق فيلم هوليود الداعشي لفتح الطريق.
التعليقات مغلقة.