معركة تعز تنطلق من خمس جبهات والهـــدف «جنيف» … 200 قتيل لمرتزقة «التحالف» في كمين لـ«أنصار الله» في باب المندب
في وقتٍ أطلق فيه «التحالف» الذي تقوده السعودية «معركة تحرير تعز» للسيطرة على المحافظة الاستراتيجية، تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من صدّ جميع الهجمات البرية المسنودة بغطاء جوي كثيف خلال نهار المعارك الطويل الذي شهدته بوابة الشمال والجنوب اليمنيين
منذ الصباح الباكر يوم أمس، شنّت قوات «التحالف» والمجموعات المسلحة التابعة لحزب «الإصلاح» وتنظيم «القاعدة» هجمات عدة للتقدم على مختلف الجبهات في محافظة تعز. وبالرغم من مساندة طيران العدوان للهجمات البرية، لم تنجح هذه المحاولات، حيث تمكن الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» من صد هجمات من محاور مختلفة.
جبهة باب المندب
في هذا الوقت، سقط نحو مئتي قتيل لمرتزقة التحالف في محاولة لاقتحام قاعدة عسكرية لأنصار الله في باب المندب. وتفيد المعلومات الواردة من هناك بأن «أنصار الله» أخلوا موقعاً فتقدمت قوات التحالف للسيطرة عليه ظناً منها أنه فارغ. لكن سرعان ما اكتشفت تلك القوات أن ما حصل كان عبارة عن كمين فخخ في خلاله «أنصار الله» المعسكر. وبدأت الألغام تنفجر مع دخول القوات إلى المعسكر حيث عاجلها «أنصار الله» بقصف صاروخي بقوة نارية هائلة.
وأفادت مصادر في عدن بأن «التحالف» استدعى طائرات من الإمارات لنقل الجرحى من المدينة الجنوبية التي اكتظت مستشفياتها بجثث وجرحى كمين باب المندب، حيث أصيب خلال العملية
الشيخ السلفي هاشم السيد، مندوب قوات التحالف والمقرب من الإماراتيين، إصابة بالغة في الرأس، فيما قتل ابن اخته.
ويسعى «التحالف» الذي تقوده السعودية إلى السيطرة على محافظة تعز المهمة، على غرار السيطرة على محافظة عدن وإخراج الجيش و«اللجان الشعبية» منها، بصدد تسجيل إنجازٍ كبير في رصيده قبيل الذهاب إلى محادثات سياسية مرتقبة في جنيف.
جبهة ذوباب
وشهدت جبهة ذوباب المطلة على باب المندب غربي تعز، صباح أمس، مواجهات عنيفة استمرت لساعات. وأفادت مصادر عسكرية بأن المواجهات اندلعت إثر هجوم شنته قوات الغزو والمجموعات المسلحة المؤيدة لها على منطقة العمري في تعز، قبل أن يتمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من صدّ الهجوم الذي كان يرمي إلى التقدم نحو العمري التي تضم «اللواء 17» والجبال والتباب والمعسكرات التي تم تأمينها أخيراً في مديرية ذو باب. وأدت الاشتباكات إلى مقتل وجرح العشرات من الجنود والمسلحين، فضلاً عن إحراق آليات تابعة لهم. وفي الهجوم الفاشل باتجاه معسكر العمري وحده، قُتل 19 مسلحاً، فيما دمر الجيش و«اللجان» أربع مدرعات وطاقمين عسكريين.
الجبهة الشرقية
أما في الجهة الشرقية، لناحية جبهة كرش التي تفصل بين محافظتي تعز ولحج والقريبة من قاعدة العند جنوباً، فقد كانت قوات الجيش و«اللجان الشعبية» منذ أول من أمس فيها تحسباً لهجوم من جهة لحج. وقال المصدر إن مجموعات من مسلحي حزب «الإصلاح» و«القاعدة»، تمركزت أمس، في جبال منطقة كرش وحاولت التقدم باتجاه مواقع الجيش و«اللجان الشعبية» في المناطق المحاذية من جهة تعز، إلا أن الجيش و«اللجان الشعبية» تصدّيا لها بعد معارك ضارية أدت إلى إحراق دبابتين وآلية مدرّعة.
وبحسب المصدر، «حاولت قوات الغزو والمرتزقة مسنودة بالطيران التقدم باتجاه مواقع الشريجه والبوبة، لكن قوات الجيش واللجان تصدت لهم، حيث تمكنت من صد محاولة التقدم وأرغمتهم على التراجع نحو مرابضها في جبال كرش». في هذه الأثناء، أعلنت مواقع إخبارية تابعة لمؤيدي العدوان في عدن، أن عشرين من أبناء عدن قتلوا في المعارك التي دارت في كرش شرق تعز. وبحسب ناشطين جنوبيين، فإن بين القتلى قائد ما يسمى «مقاومة القلوعة» (المؤيدة لـ «التحالف»)، محمد صالح الجمهوري.
جبهة الضباب
جبهة الضباب المتصلة بالمدينة شهدت أيضاً معارك ضارية تزامنت مع الهجمات المتعددة. وبحسب مصدر عسكري، فإن قوات الغزاة والمسلحين حاولوا التقدم باتجاه نجد قسيم التي تم تأمينها أخيراً. وأكد المصدر أن تلك المحاولات باءت بالفشل، مفيداً بأن الجيش و«اللجان الشعبية» تصديا للهجوم، ما أدى إلى تدمير آلية من نوع «همر» قبل أن تتقدم وتسيطر على بعض التباب والمواقع الجديدة في تلك الناحية. أما في محيط مدينة تعز، فقد تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من استعادة إحدى التباب باتجاه الجامعة.
وفي السياق نفسه، أفاد المصدر في «الإعلام الحربي» بمقتل القيادي في ما يسمى «المجلس العسكري في مديرية مشرعة وحدنان»، المدعو مبارك محمد هزاع، وهو أحد أبرز القيادات التكفيرية التابعة لحمود سعيد المخلافي، قائد المجموعات المسلحة التابعة لـ «الإصلاح» في تعز. ويعد هزاع من أهم العناصر المطلوبة للجيش و«اللجان» على خلفية قيامه بعمليات سحل وأسر وقتل الكثيرين من أسرة الرميمة في منطقة مشرعة وحدنان، وهو من أهم القيادات الميدانية التابعة لـ «الإصلاح» وواحد من الذين شاركوا في عمليات تهريب المدرعات الإماراتية إلى جبهة المدينة والضباب.
جبهة الوازعية
وفي جبهة الوازعية جنوبي غربي تعز، والمحاذية لمديرية التربة وهي آخر مديرية تابعة لتعز من جهة الجنوب، شنت قوات الغزو وميليشيات «القاعدة» و«الإصلاح» هجوماً عليها من ثلاثة محاور هي المنصورة وراسن والأحيوق. وأفاد المصدر في «الإعلام الحربي» بأن الجيش و«اللجان الشعبية» خاضت معارك عنيفة مع تلك المجموعات المسنودة بالطيران وتمكنت من صدّ تلك الهجمات. وبحسب المصدر، كبدت تلك المحاولات قوات «التحالف» خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، حيث قُتل أكثر من 30 عنصراً من المسلحين في الوازعية بينهم قيادات بالتزامن مع تدمير ثلاث مدرعات وإعطاب عدد آخر في محاولات التقدم باتجاه مواقع الجيش و«اللجان» تحت غطاء جوي كثيف.
وحاول مسلحو قوات «التحالف» التقدم باتجاه الوازعية من أربعة محاور، فتصدى لهم الجيش و«اللجان»، ما أوقع خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. ونُفذت جميع تلك المحاولات تحت غطاء جوي كثيف شنه طيران العدوان، الذي شن عدداً من الغارات الجوية على سوق منطقة العيار على طريق المخا ومنطقة الجمارك في مديرية الراهدة والطريق الرابط بين مديريتي الراهدة وكرش بين محافظتي تعز ولحج، كذلك بالنسبة إلى محطة وقود في منطقة الجديد جنوب المخا وعلى أحد الأحياء السكنية وسط مدينة تعز، بالإضافة إلى القصر الجمهوري، واستخدم القنابل العنقودية في العمري. في غضون ذلك، استشهد ثمانية مواطنين وأصيب آخرون في حصيلة أولية جراء غارات شنها طيران العدوان السعودي أمس على منزل يؤوي أيتاماً في حي صالة في مدينة تعز.
في سياق متصل، صدّ الجيش و«اللجان الشعبية» أكبر هجومٍ لقوات «التحالف» ومسلحي حزب «الإصلاح» و«القاعدة» على مواقع الجيش و«اللجان الشعبية» في محيط كوفل وصرواح في محافظة مأرب. واستمرت المعركة من الساعة 12 ليل الأحد، إلى الثامنة من صباح الاثنين. وأكد مصدر عسكري أن المعركة أوقعت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. أما على حدود مأرب والجوف، فقد نفذ الجيش و«اللجان الشعبية» عملية قصف كبيرة استهدفت قوات «التحالف» في منطقة السعراء شرق معسكر اللبنات، وبحسب المصدر فإن تلك القوات كانت تتهيأ لفتح جبهة على محافظة الجوف من جهة اللبنات، مؤكداً أن العملية خلفت العشرات من القتلى والجرحى.
* الاخبار اللبنانية – علي جاحز
التعليقات مغلقة.