اعتبر الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور/ ياسين سعيد نعمان ـ عضو اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ـ أن إصدار اللجنة لعدد من الرؤى والتوصيات الهامة في إطار تهيئة الأجواء لانعقاد مؤتمر الحوار، اعتبر ذلك من صلب مهام اللجنة، كونها ـ بحسب نعمان ـ معنية بالبحث عن كافة الشروط لإنجاح الحوار.
وفي حديثه لـ"أخبار اليوم" علق نعمان على الحديث المتداول بعد إقرار تحضيرية الحوار الاعتذار الرسمي لجنوب اليمن وصعدة عن حرب 94م والحروب الستة التي وقعت خلال السنوات الماضية في صعدة، والذي يطرح أنه ليس من مهام اللجنة إصدار مثل هذه القرارات، واصفاً نعمان هذا الطرح بأن "ليس صحيحاً".
وأوضح الدكتور/ نعمان أنه من منطلق مسؤولية اللجنة التي أوكلت إليها في التحضير مؤتمر الحوار الوطني توجب على "تحضيرية الحوار" الوقوف أمام عدد من الموضوعات والقضايا والمشكلات المرحلة والمعلقة وإرسالها لرئيس الجمهورية باعتبارها ـ حد قوله ـ موضوعات من الضروري البدء في حلها لإنجاح الحوار الوطني.
وبشأن الرؤى التي تطرحها شخصيات سياسية وحقوقية والتي اعتبرت إقرار "اللجنة ضرورة الاعتذار فيما يخص حرب 1994م والحروب الست في محافظة صعدة"، أمر من شأنه أن يقطع الطريق أمام أي تحقيقات كان يفترض أن تجري في مثل هكذا قضايا ليتم تحديد الطرف الذي ارتكب جرائم في هذه الحروب والطرف المدان فيها.. هذه الرؤى اعتبرها الدكتور/ نعمان ـ في سياق حديثه للصحيفة ـ بأنها ليست صحيحة، مشيراً إلى أن اللجنة عندما تحدثت عن اعتذار الأطراف المختلفة عن حرب 94م والحرب التي تمت في صعدة، لا يعني ذلك إطلاقاً الصمت عما حدث في هذه الحروب من مآسي، والتي قال نعمان إن الحروب ومآسيها سيعالجها قانون العدالة الانتقالية، معتبراً مسألة الحروب، مترابطة كلياً.
واستدرك نعمان ـ في السياق ذاته ـ أن الهدف من الاعتذار بشأن ما جرى في حروب 94م وحروب صعدة الستة، هو الخروج بموقف أخلاقي جديد إزاء الحروب بشكل عام، لافتاً إلى أن الاعتذار يجب أن يتم توجيهه إلى الشعب اليمني وليس إلى أفراد أو مجاميع أو أحزاب، حيث أن الشعب هو من عانى ويلات هذه الحروب ـ حسب تفسيره نعمان.
ونوه إلى أن اللجنة في طرحها الاعتذار بشأن الحروب لم تخض في التفاصيل بقدر ما تم الحديث على اعتبار أن الحروب كقضية لا أخلاقية يجب أن ترمى "وراء ظهورنا" ـ حسب تعبيره.
وقال إنه من أجل أن يسير البلد إلى الأمام فعلى اليمنيين طي صفحة الماضي بإدانة هذه الحروب التي خلقت الفجوات الوطنية، كما يجب على النظام السياسي ـ بحسب نعمان ـ أن يقدم نفسه ـ ولا سيما بعد ثورة التغيير التي سقط فيها مئات الشهداء ـ أن يقدم نفسه بوجه أخلاقي جديد يدين فيه الحروب والعنف، مستنتجاً من ذلك حديث اللجنة عن الحروب كقضية عامة دون الدخول في تفاصيل، مشيراً إلى أن ما طرحته اللجنة هو اعتذار رسمي واعتذار الأطراف المشاركة في الحروب، مضيفاً: "وبالتالي لا أجد أن هناك من سيتعالى على قضية من هذا النوع، لا يمكن أن يتعالى أحد على هذه القضية.
وأضاف نعمان بأن الاعتذار سيصدر رسمياً ومن كافة الأطراف وسيوجه إلى الشعب في الجنوب وأبناء صعدة وكل المتضررين من هذه الحروب.
التعليقات مغلقة.