صنعاء سيتي – اخبار محلية
أصدر رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، مساء الثلاثاء، بياناً بمناسبة العيد الـ 56 لثورة الـ 26 من سبتمبر.
وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان رئيس اللجنة الثورية العليا
بمناسبة العيد الـ 56 لثورة الـ 26 من سبتمبر
وشعبنا اليمني العظيم يواصل احتفالاته الثورية يطل علينا العيد الـ 56 لثورة الـ 26 من سبتمبر المباركة ليذكر أبناء الشعب بالعديد من الدروس والعبر التي صيغت من مسيرة نضال يمنية لم ولن تتوقف حتى يحصد أبناء الشعب حريتهم واستقلال جمهوريتهم، رغماً عن أعداء اليمن في الخارج والداخل، الذين تآمروا على هذه الثورة وما تلاها من ثورات صادقة.
ويمثل هذا العيد الذي يأتي بالتواكب مع ثلاثة أعوام ونصف من مواجهة الشعب اليمني لدول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الإسرائيلي وحلفائه التي اعتدت على اليمن فرصةً لتسجيل جملة من الحقائق بشأن معاداة تلك الدول للشعب اليمني ولثوراته المباركة، ولتعرية أوهامها بأن بإمكانها الحيلولة دون أن يحقق الشعب أهداف ثورة 26 سبتمبر.
إننا بالعودة إلى أهداف الثورة التي نعمل كثوار على تحقيقها بدءا بالهدف الأول “التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات”، نرى أن الشعب اليمني يتحرك بكل الوسائل المعمدة بالدم لتحقيقه، فأمام غزو الدول الإرهابية الأمريكية السعودية الإماراتية البريطانية الاستعمارية الظالمة ـ بما هي عليه من أنظمة رجعية وديكتاتورية ـ يتجلى بذل الشعب اليمني وتضحياته في مواجهة الاعتداء على اليمن، الرامي إلى إخراجه من العهد النير الديمقراطي إلى عهد يُعاد فيه فرض الوصاية عليه بل واحتلاله، لتخلِّد دول العدوان جرائمها الآن في ذاكرة المواطن بأكثر مما عاناه الآباء من تسلطها خلال ستينيات القرن الماضي في كل المحافظات اليمنية.
لقد جعلت دول العدوان الأهداف الثورية هدفا لعدوانها تعمل بكل جد للنيل منها وتدميرها، كما هو الحال مع الهدف الثاني “بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها”، إذ عملت دول العدوان على استهداف الجيش اليمني مرارا وتكرارا، مباشرة بتدمير معسكراته وضرب قواعده واستهداف مخازنه وقصف كل مقوماته اللوجستية والبنى التحتية ـ وإن كانت متواضعة ولا ترقى إلى التهديد الفعلي ـ وبشكل غير مباشر بما أسمي بالهيكلة، وما تم تدميره من صواريخ أو غيرها من العتاد، أو عدم صيانة منظوماته وراداراته، أو استهداف الطيارين العسكريين، وصولاً إلى إخراج جميع مقدراته العسكرية عن الجاهزية، أو ما هو جارٍ الآن من محاولة من قبل من تم شراء ولاءاتهم والذين يحاولون سرقة أسماء ألوية الجيش، معتقدين أنهم بهذه العملية يستطيعون إلغاء النظرة الدولية عن مليشياتهم، التي لولا ما قيض الله من الأبطال الأحرار من القادة الوطنيين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم في مواجهة العدوان، وأثبتوا في كل الميادين صدق ولائهم وحبهم لوطنهم، وهم الأكثر بفضل الله الذين لم يحنثوا بقسمهم، لما تعرى واقع هذه المليشيات الارهابية وصنفت بالتقارير الدولية هكذا أمام الشعب والعالم.
وبفضل الله فقد استطاع الشعب اليمني من خلال الهدف الثوري الجمهوري أن يفضح دول العدوان بأن ما تقوم به يخالف ما ينص عليه من “رفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعيا وسياسياً وثقافياً”، فنجد أن دول العدوان ـ هي التي لم تسمح سابقاً أو حاضرا بأي نهضة في الاقتصاد اليمني ـ والتي صرح الرئيس الأمريكي “ترامب” بأنها شنت العدوان لنهب الاقتصاد اليمني، كما أنها هي ذاتها من تشن منذ بداية عدوانها حرباً اقتصادية غير إنسانية على الشعب اليمني وتقوم بمحاصرته برا وبحرا وجوا، وهي أيضاً تستهدف بممارساتها كل مواطن في الجمهورية اليمنية من أ،جل تجويعه والفتك به من خلال الأوبئة وانعدام التأمين أو السماح بدخول أصناف من الأدوية.
وحين تكون أنظمة دول العدوان هي أكثر الأنظمة المشهورة بانتهاكها الحاد لحقوق الإنسان سواءً لشعوبها أو لشعوب الدول الأخرى، فإننا نتعجب من أن تنطلي حيلها على المنظمات بفتح ممرات آمنة، وهي التي أذاقتها المر، وعرقلت أعمالها الإنسانية، واستهدفت بالطيران قوافلها، واستهدفت الموانئ والطرق والجسور، وآخر ذلك منع ترحيل المرضى ومنع الرواتب، وإذا كان هذا سلوك دول العدوان وسياستها سنة بعد سنة فهي تؤكد أنه من المستحيل مجيئها لتحقيق هدف الثورة الرابع الذي ينص على “إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الاسلام الحنيف”.
وغني عن البيان أن دول العدوان تعمل بخلاف الهدف الخامس الذي ينص على “العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة”، فهي من جلبت مخططات التقسيم ومشاريع الانفصال، وتعمل على تغذيتها كل يوم في اليمن والمنطقة عموماً، بل وهي اليوم من تثير النعرات المذهبية والمناطقية والجهوية، في محاولة لتغيير الهوية والتسامح الذي يتمتع به أبناء الشعب.
ولقد بات جلياً أن الجمهورية اليمنية على النقيض تماماً من تلك الدول المعتدية، ولهذا فمن الطبيعي أن يتمسك الشعب اليمني بهدف ثورته السادس الذي ينص على “احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز، والعمل على إقرار السلام العالمي، وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم”، في حين أثبت هذا العداون أن الدول التي شنته والمتحالفة معها هي من يضرب بكل تلك القيم والمبادئ والقوانين الدولية والإنسانية عرض الحائط.
ومن كل ما تقدم نؤكد أن الشعب بات مدركا لمشاريع الدمار والتخلف والجهل التي تحملها عاصفة دول تحالف العدوان وأملها المتبخر في مقبرة الغزاة، وأنها بإذن الله لن تتمكن بأي حال من الأحوال من تحقيق أي من أهدافها في سلب الشعب حريته واستقلاله، أو أن تهدم أهداف ثورته، فالشعب اليمني حرٌ كريمٌ أبيٌ يأبى الضيم عصيٌ على الإذلال، وسيواصل نضاله حتى يحقق الحرية والكرامة والاستقلال ويبني المستقبل المشرق بإذن الله تعالى.
حفظ الله اليمن مستقلة، وأعز الشعب بحريته.
الرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى والفرج، والخلاص للأسرى بإذن الله تعالى.
التحية والإجلال للأبطال في الجيش والأمن واللجان الشعبية ولكل الثوار.
والخزي والعار للخونة والعملاء، والشقاء والوبال للغزاة والمحتلين.
رئيس اللجنة الثورية العليا
محمد علي الحوثي
15 – محرم ـ 1440 هـ
25 – سبتمبر – 2018م
التعليقات مغلقة.