لاقى الهجوم الذي استهدف تجمعاً لمشاركين في فعالية تحيي ذكرى عاشوراء بالعاصمة اليمنية صنعاء مساء أمس السبت، إدانات واسعة من الحكومة والبرلمان، وأحزاب وقوى سياسية وثورية.
وقتل ثلاثة أشخاص وجرح 13 آخرون في الهجوم، الذي قالت وسائل إعلام حكومية إنها بفعل عبوة ناسفة زرعت بالقرب من الصالة التي شهدت إحياءً لذكرى عاشوراء أقامها موالون لجماعة الحوثيين.
وأعربت الحكومة اليمنية عبر مصدر مسؤول إدانتها واستنكارها الشديد لحادث التفجير، وقالت إنها تؤكد على أن أجهزة الأمن لن تتوانى في بذل أقصى الجهود في سبيل التحري والبحث والمتابعة لكشف الجناة.
وأضافت – وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) – إن من يقفون وراء هذا الحادث المؤسف يسعون لتقويض أجواء الوفاق وإعاقة سير العملية الانتقالية السلمية وعرقلة الجهود الوطنية المبذولة للتحضير للحوار الوطني الشامل.
وأدان البرلمان في جلسته اليوم الأحد الهجوم الذي استهدف المشاركين في ذكرى عاشوراء، معتبراً هذه الأعمال مسيئة لمجتمعنا اليمني «ولا تمت بصلة إلى تقاليد وعادات شعبنا اليمني».
وعبر البرلمان عن قلقه للإختلالات الأمنية التي شهدتها بعض المدن اليمنية، مطالباً حكومة الوفاق الوطني وخاصة أجهزتها الأمنية برفع درجة اليقظة والوعي الأمني وتطبيق القوانين النافذة إزاء أي حادث يخل بالأمن والاستقرار والكشف عنه قبل وقوعه.
وقال إنه وجه رسالة لوزيري الدفاع والداخلية بطلب الحضور لتوضيح الإختلالات الأمنية التي جرت مؤخراً في بعض المدن.
وأعربت اللجنة العسكرية عن ادانتها واستنكارها لهذا العمل الاجرامي الذي يستهدف حياة الابرياء ويسعى لجر الوطن مجدداً إلى اتون الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار.
وأقرت في اجتماعها اليوم الأحد تشكيل لجنة للتحقيق في الهجوم على المشاركين في الفعالية.
وطبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فإن اللجنة المشكلة يترأسها وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن العام وعضوية أمين العاصمة وممثلين عن أجهزة الأمن القومي والأمن السياسي والاستخبارات العسكرية، لكشف ملابسات الحادث وملاحقة الجناة واحالتهم للقضاء لينالوا جزائهم الرادع.
وأمس السبت، أدانت أحزاب اللقاء المشترك الهجوم الذي وصفته بـ«الإجرامي والإرهابي»، واستنكرت أحزاب المشترك في بيان لها الاعتداء ومن يقف وراءه، معتبرة «الحادث الإرهابي محاولة يائسة من القوى التي تعادي الوطن وتريد جره إلى صراعات داخلية». حسب تعبيرها.
ودعا المشترك «القوى الوطنية والخيرين في هذا البلد إلى التصدي له والوقوف صفاً واحداً في مواجهة مثل هذه الأعمال الإجرامية الرامية إلى إقلال السكينة العامة وقتل الأبرياء ومحاولة عرقلة التسوية السياسية وافشال الحوار الوطني».
وطالبت أحزاب اللقاء المشترك وزارة الداخلية والجهات المعنية بالتحقيق الجاد والسريع والكشف عن الجناة ومن يقف ورائهم وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزائهم العادل جراء ما اقترفوه من جريمة شنعاء، بحسب البيان.
وأدان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الهجوم الذي تعرض له المشاركون في فعالية ذكرى عاشوارء معتبراً إياها جريمة إرهابية.
وقال إن ذلك لم يكن ليحدث لولا الانفلات الأمني والانقسام المستمر داخل الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة.
ودعا التنظيم الناصري في بيان صادر عنه اليوم «كافة وسائل الإعلام الرسمية والأهلية والحزبية إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية في إشاعة ثقافة الحوار والقبول بالأخر والإيمان بالتعدد والتنوع والكف عن المناكفات لما فيه المصلحة العليا للوطن».
وعبر حزب الحق عن إدانته الشديدة للهجوم، وقال في بيان صحفي صدر أمس السبت إن «الاعتداء الإجرامي جاء على خلفية التحريض الطائفي والمذهبي التي تتبناه بعض الحركات الإسلامية المتشددة، والتي لا تقبل بالآخر وترفض التعدد المذهبي والفكري».
وحمل الحزب الجهات الأمنية مسؤولية الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة، كما طالب بتوفير الحماية اللازمة لمثل هذه المناسبات.
وطالب من الأحزاب والمنظمات الحقوقية إدانة هذا الحادث الذي وصفه بالإجرامي، والذي قال إنه يحاول ان يعكر أجواء التمهيد للحوار الوطني ويقضي على مناخ الحرية النسبي الذي تحقق بفعل الثورة الشعبية.
وقال حزب الحق إن هذا الحادث «لن يؤثر في مسيرة التحول نحو بناء الدولة المدنية التي تكفل للجميع حريات التعبير عن رؤاهم وأفكارهم ومعتقداتهم بعيداً عن الإرهاب والقمع»، مشدداً على ضرورة «قيام العقلاء بدورهم لترشيد الخطاب الديني المتشدد الذي لن يجني منه الوطن سوى الفتنه وانعدام الأمن والاستقرار».
وأدان مجلس شباب الثورة بصنعاء الهجوم الذي استهدف المشاركين في فعالية ذكرى عاشوراء، وقال إن إن «ما يجري اليوم من أحداث فوضى وأعمال عنف تشهدها البلاد ( شرقها وغربها شمالها وجنوبها ) ما هي إلا محصلة لعدم قراءة واقعية لحقيقة الواقع الذي عانه ويعيشه الشعب ورغبةً لوصاية إقليمية ودولية».
وقال في بيان له اليوم الأحد إن حصيلة الضحايا الذين وقعوا أمس بمناسبة الاحتفال بعاشوراء او بمطعم الخضراء وبقية المحافظات سواء من الذين اعلن عنهم او من الذين سقطوا سهوء هم ضحايا التوافق والقوى التي أحكمت قبضتها على ثورة اليمن تحت مبرر تخفيض الكلفة.
وحمل المجلس الحكومة المسئولية الكاملة عن الضحايا الذين سقطوا أمس والذين لقوا حتفهم جراء تقصيرها،، مطالباً وزارة الداخلية بسرعة الإعلان عن ملابسات الحادث الأخير وإعلان الحقائق للرأي العام.
عين اليمن المصدر أونلاين
التعليقات مغلقة.