مـــاذا لـــــو ابتعدنا عن العمالة والارتزاق ؟! بقلم / عبدالله عبدالكريم
كثرت الاحاديث والنقاشات عن العمالة للأجنبي والارتزاق والوطنية الحقيقة، فلا تجد مقيلاً ولا تجمعا للناس الا والحديث عن الوطنية والعمالة اهم النقاط التي تدار بين الناس، وتكثر الاتهامات المتبادلة بينهم حسب الانتماء والتوجه.
فالعمالة في نظر البعض هي الاختلاف في الطريقة والاسلوب، والبعض الاخر يوجه اصابع الاتهام حسب ما تملية الجماعة والحزب، غير مستوعب ولو بشيء بسيط بالفارق بين الوطنية والعمالة فيصبح الوطني عميل والعميل وطني والعكس حين تحضر المصلحة، متناسين ان العمالة هي انتهاء الارادة الشخصية وتحقيق الهدف الجامع للأمة وابناء الوطن الواحد لـمصلحة قوى ودول اجنبية لم تكن يوما من الايام تحب للوطن والامة الخير والبناء.
والارتزاق هو سعي الحزب او الشخص لاستغلال كل شيء في محيطة لتحقيق اهوائه الشخصية، دون الاهتمام بالمبادئ والقيم التي يستخدمها للحصول على مبتغاه، فالمهم لــديه هو كيف يحقق مطامعه الشخصية والانية فقط.
وبالرغم من ان للعمالة والانبطاح وكذا الارتزاق اسباب لا تبررها إلا ان الجميع لا ينتبه لهذه الاسباب ان لم يتجاهلها ويحاول القضاء عليها ويجعل من العميل مجرد عن اي قواعد او مبررات لما يقوم به، ضد الوطن واخيه الذي لا يكتمل الوطن الا باجتماعهما معاً ووضع اليد فوق اليد للبناء ليزدهر الوطن.
مبررات البعض لـ العمالة وبيع وطن وشعب بأكمله هو وصوله او وصول فريقه للحكم والانفراد بثروات الوطن وخيراته وجعل الناس عبيدا له ولما تشتهي رغباته، سواء بالطريقة السلمية باستخدام الحيلة والاموال او بالعنف واستباحة دماء الاخرين، وفي الحقيقة هذه ليست مبررات للعمالة ان نظرنا اليها بالعين المجردة عن الحقد والانحياز الاعمى .
العمالة هي التبعية العمياء للمصالح الشخصية والآنية سواء للحزب او الفرد او الدولة دون النظر الى المصلحة العامة التي تفيد الجميع بما فيها العميل نفسه، فليست العمالة ان تقدم تضحيات كبيرة وتقدم اغلى ما لديك واحب ما لديك لتشارك الآخر لبناء الوطن، وليست العمالة ان تتنازل عن الكثير والكثير من الحقوق لتشارك فيها من يختلف معك في الفكرة والاسلوب، بـل العمــالة ان تضحي بالوطن وخيراته ورجاله من اجل تحقيق مصلحة آنية لحزبك او قياداتك، او ان تحصل على رضى دولة او شخص او دلة.
التاريخ لا يرحم والطرق القبيحة في الحصول على الاهداف والامنيات لن يهملها التاريخ، حتى وان وصل الشخص او الحزب لمبتغاه لـــ فترة من الزمن فمصير الزمن يتغير وتنكشف الحقائق، ويظهر الوجه الحقيقي بعد ازالة القناع القبيح واللئيم الذي كان يستخدم.
ولـــو نتجنب العمالة والارتزاق ونفكر بالوطن ستنتهي كل الازمات في الوطن ويبدأ الجميع بالبناء والتفكير في افضل الاساليب والطرق لازدهار الوطن ورقيه، ولاتفق الجميع بأن تقديم الخدمة للناس وتحقيق الحياة الطيبة للناس وحياة الكرامة والعزة هي الطريقة الوحيدة ليجتمع الناس حول الشخص الذي يقدم هذه الخدمة والاسلوب.
التعليقات مغلقة.