فيما توجه يوم أمس السبت إلى العاصمة العمانية مسقط وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام لمناقشة مسودة الحوار المقدمة من الأمم المتحدة، تصاعدت حدة المواجهات الميدانية، والغارات العدوانية على اليمن، في تطور يقرأه البعض من زاوية تحسين شروط المفاوضات، فيما يرى البعض أنها على مؤشر على فشل مفاوضات جنيف 2 قبل أن تبدأ.
وقال الناطق الرسمي لأنصار الله: إننا نريد حواراً جاداً سواء في سويسرا أو في أي مكان يؤدي إلى إيقاف العدوان على بلدنا وفك الحصار واستئناف العملية السياسية ” .. لافتا إلى أن الرد من الأمم المتحدة على الملاحظات كان إيجابيا ولديهم بعض التفاصيل التي يتطلب النقاش فيها ، وتوقع أن يكون النقاش المفترض في مسقط مع ولد الشيخ ايجابيا.
وكشف محمد عبد السلام انهم تلقوا ضمن النشاط السياسي العام دعوات من دولٍ أوروبية ترغب في استيضاح رؤيتنا السياسية عن كثب بشأن اليمن .
ويزور وفد اللجنة الثورية العليا دولا أوروبية ، في إطار جولة خارجية مستمرة منذ نحو شهرين. والتقى الوفد يوم أمس نائب مسئول الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية ، وبحث الوفد مع المسئول الفرنسي العدوان وما يقوم به الرياض في اليمن ، وتعتبر فرنسا من الدول الأكثر تأييدا للسعودية في سياساتها العدوانية تجاه اليمن. ويبدو أن تغير الموقف الفرنسي مرتبط بهجمات داعش على باريس مؤخرا.
ميدانيا سيطرت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية على موقع “الشبكة” بجبل الشرفة المطل على مدينة نجران السعودية وقصفت مناطق عدة بمحيط محافظتي جيزان وعسير وغنموا ثلاث دبابات سعودية في موقع الشبكة”. وأضاف المصدر ان “قوات الجيش واللجان قصفت مواقع قرناء وخلف المعنق ومثلث راحة بالدود في جيزان ومنفذ علب ومركز ملطة بعسير”. ما يعني أن مدينة نجران غدت تحت السيطرة ا النارية للجيش، ما يسهل أي عملية اقتحام للمدينة في أي وقت.
وفي مأرب تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليوم من إستكمال تطهير جبل الأشقري بمنطقة كوفل مديرية صرواح محافظة مأرب ، بعد دحر المرتزقة والقوات الغازية من الجبل في وقت سابق وأكدت المصادر مصرع عشرات المرتزقة خلال العمليات العسكرية وتدمير دبابة وآليتين تابعة لتحالف العدوان السعودي.
وفي تعز تمكن الجيش واللجان الشعبية من التقدم باتجاه الروضة بمدينة تعز حيث تعتبر معقل المرتزقة .ويحشد العدوان قواه باتجاه تعز من عدة جهات ، فيما وصف بمعركة كسر العظم استباقا للمفاوضات السياسية المزمعة نهاية الشهر الجاري.
في السياق نفسه يرى مهتمون بالِشأن اليمني ان مسودة المبعوث الدولي بشأن المفاوضات تكشف عن أن المحادثات السياسية المنتظرة ذاهبة نحو جنيف1 ، فمن الواضح ان المسودة تسعى إلى فرض إملاءات وشروط جديدة ، لا إلى التوصل لحلٍّ جدّي يوقف العدوان ويرفع الحصار ، ويرون أن جنيف لا امل منه كون المسودة لم تتضمن ما يفترض ان يتم مناقشته في المحادثات.
ويُعتقد بأن المسودة وبرغم انها حملت «روح» وثيقة «النقاط السبع» لكنها لا تنصّ عليها بصورة واضحة ومحددة، وإذ لم تتجاهل قضية إنهاء العدوان العسكري مثلما تجاهلت الحصار، إلا أنها ربطتها بنقاط وحزمة إجراءات وآليات وخريطة طريق، من الصعب أن تنفذ في الواقع.
وفيما يفترض أن تخرج الجولة المرتقبة بنتيجة وقف العدوان ورفع الحصار البرّي والبحري والجوي عن اليمن، كان من المتوقع أن تكون الجولة التي تليها معنية بإحياء العملية السياسية وبإجراء حوار سياسي بين المكونات، او هكذا يفترض كما صرح الناطق الرسمي لأنصار الله لدى مغادرته مطار صنعاء .
وقال محمد عبدالسلام أن انصار الله سلموا ردّاً رسمياً لولد الشيخ تضمّن ملاحظاتهم على المسودة، ، ووصفها ولد الشيخ في ردّ لاحق بأنها «ملاحظات إيجابية» يمكن مناقشتها في العاصمة العمانية مسقط، ، وعليه غادر وفد أنصار الله والمؤتمر للقاء ولد الشيخ، موضحاً أن الأيام المقبلة ستفصح عن مدى استيعاب ولد الشيخ لملاحظات أنصار الله على المسودة لأن عدم استيعابها يعني الفشل ، وهو الأمر الذي اقتضى من الناطق الرسمي أن يدعو لاستمرار الزخم الشعبي في مقاومة العدوان وان يحذر من مخططاته.
التعليقات مغلقة.