صنعاء – تقارير
الولايات المتحدة هي التي خططت ولعبت الدور الاساسي ليتم غزو الكويت، واقامة قواعد عسكرية ضخمة في الخليج العربي وانزال قواتها في السعودية لتبقى لحماية مصالحها في كل الخليج، ولتصبح قاعدة انطلاق لغزو المنطقة وتفتيتها.. خاصة في العراق وسوريا ولتصبح اسرائيل القوة الاقليمية الحامية لمصالح الغرب والصهيونية، والقادرة على مواجهة تحالف ايران، روسيا والصين .
صنعاء – د. عبدالعزيز القطان
عندما سيطرت ايران على الجزر الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، وجزيرة ابو موسى)، اعلن صدام انه لن يشن حربا لتحرير هذه الجزر .لكنه بعد مجيء الخميني، اشعل حربا حول شط العرب، وكان هذا بتشجيع مباشر غير معلن من الولايات المتحدة والغرب، وهكذا رتبت امريكا خطواتها الاولى لغزو المنطقة، ولتفعل ما يجري الان .
بعد الغزو جاءت الفرصة لانزال قواتها وسلمت تشيني صورا مزورة لاستعدادات عراقية للهجوم على السعودية، ووافقت المملكة العربية السعودية على نزول قوات اميركية باتفاق مسبق مع اميركا واسرائيل.
القمة العربية في القاهرة كانت محاولة جادة للحل السياسي لكن امريكا امرت بافشالها لانها تريد الحرب والضرب.. ضرب جيش العراق وتمزيقه والبعث وكل شيء يرمز لوحدة العرب وهو ما مكن الامريكان والسعودية واسرائيل وتركيا من اقامة داعش دولة العراق والشام الذراع العسكري لتنظيم القاعدة وتسليح عدد كبير من سنة العراق وشيعته .الشيعة للسيطرة والسنة لضرب سيطرة الشيعة ولذلك كانت الانبار المكان لداعش صناعة السعوديه وامريكا .
اما الشمال الاكراد فتركيا كانت هي الواسطة .هذا هو المخطط .
ضرب الرئيس الاسد هو لنفس الهدف ، تفتيت سوريا ، كي يضمن امن اسرائيل لخمسين سنة قادمة وشطب قضية فلسطين .ما جرى في تركيا ويجري يجب ان يكون جرس انذار للاتراك، انها امريكا واسرائيل ، لا يريدون ان تستمر تركيا في ذكر فلسطين، ومن الممكن ان تغير تركيا سياستها ازاء سوريا !!ربما حفاظا على النظام في تركيا .
وزودت امركيا والغرب ، العراق ، باسلحة حديثة استخدمت في الحرب ، مما جعل ايران تستسلم .وهنا بدأ صدام حسين يقع في الفخ الاميركي ، فقد ظن ان الولايات المتحدة تسنده وانه ربما يتحول العراق بموافقة اميركا لقوة اقليمية تحمي الخليج ، لكنه نسي او غابت عنه قضية جوهرية ، هي موقفه من فلسطين .. فمحور تحرك الغرب هو تثبيت اسرائيل ، وضمان امنها وتحويلها الى قوة اقليمية ، ولذلك فانها تصر دائما في اتفاقاتها مع الشرق ( روسيا والصين ) على الا يختل ميزان القوى في الشرق الاوسط بحيث تتحول دولة عربية الى دولة مسلحة بقوة توازي قوة تسليح اسرائيل .. صدام كان يقف الى جانب فلسطين وضد اسرائيل وهذا ما جعل اعتماد العراق قوة اقليمية امرا مستحيلا عند الغرب ..وعلى العكس من ذلك ، خطط الغرب والولايات المتحدة واسرائيل لتحطيم صدام والعراق. .وضربت اسرائيل المفاعل النووي ، والصقت تهما بالعراق ، تبين الان انها كذب حول اسلحة كيماوية ونووية (فضيحة بلير)، وكذلك لضرب صدام والعراق لأن القوة التي تشكل خطرا على اسرائيل هي العراق ، ونفطه وقدراته وامكانية التصنيع كما تقول ايران اليوم .
لكن صدام كان العنوان والبعث هو التنظيم القوي القادر على المواجهة .البعث بعيد عن الطائفية ولا يفرق بين سني وشيعي ، وهذا ما لم يعجب الغرب واسرائيل معلومات مؤكدة حول تخطيط ضرب العراق قبل غزو العراق للكويت اجتمع وزير خارجية العراق طارق عزيزبالسفيرة الاميركية غلاسبي بناء على طلبها .كانت غلاسبي مرحة وتتحدث بمحبة وغيرة على حقوق العراق .
وابلغت طارق عزيز بوثائق قدمت له ، ان الكويت نهبت من نفط العراق خلال حربه مع ايران كمية قيمتها تسعة مليارات دولار .شكرها ابو زياد ونقل المعلومات للقيادة .وازداد هنا احساس صدام حسين الخاطئ ، بان واشنطن تسعى لود العراق !!فامر بالتوجه سياسيا للطلب من الكويت دفع المبالغ المستحقة من النفط المنهوب .واشار العراق لمصدر تاكيد المعلومات .فقامت الكويت بابلاغ واشنطن بذلك.فكان جواب واشنطن ، لا تدفعوا ، ارفضوا الدفع ونحن نحميكم .وامسكت سنارة واشنطن بالسمكات اللواتي التهمن الطعم، مباشرة دعا سكوكروفت لاجتماع لمجلس الامن القومي وقال بالحرف الواحد ( ترجمة حرفية) ايها السادة (ونظر الى وجوه اعضاء مجلس الأمن القومي مبتسماً)، يبدو انه سيكون لدينا حرباً وشيكة في الشرق الاوسط، وشرح لهم الاهداف.. النفط -أمن اسرائيل تقسيم العراق- تحويل الصراع الى طائفي وعرقي، لانهاك العراق وتفليسه، وشرح ان مخزون العراق من النفط يوازي احتياطي ايران والسعودية وفنزويلا معاً .
لذلك يجب السيطرة عليه.. وابلغهم ان لدى الجهات والاجهزة المسؤولة علاقات متينة مع مسؤولين عراقيين في جيش ومخابرات صدام، وان علاقات واشنطن بالبرازاني اكثر من متينة وانهم على اتفاق معه، وحدد هدفاً هاماً وهو تحطيم الجيش العراقي، اقدم جيش عربي، وضمان عدم تهديده لاسرائيل وعدم قيام ضباطه بانقلاب لاحقاً، وان خطة واشنطن ستؤخر نمو العراق نصف قرن على الاقل ( نص من محضر اجتماع سكوكروفت لمجلس الامن القومي قبل الغزو)، كلف طارق عزيز بابلاغ غلاسبي بان الكويت ترفض دفع المستحقات وان هذا يؤثر على العلاقة وطلب من واشنطن اقناع الكويت بالدفع .
اجابت غلاسبي بعد اسبوع، بان واشنطن لا تتدخل ولن تتدخل في الشؤون الاقليمية بين دول المنطقة وان الامر يعود للعراقيين، واعتبر هذا ضوء اخضر اميركي وهذا ما كانت تقصده اميركا .
وعندما طرح الكويت (الامير الحالي لدولة الكويت سمو الشيخ صباح الجابر الأحمد الجابر الصباح كان وزير الخارجية) الامر على واشنطن وخشيته من التهديد العسكري العراقي، كان جواب واشنطن، لا ترضخوا، سوف نكون عندكم خلال اربعة ايام، ان قام صدام بعمل عسكري .
الشيخ سعد العبدالله ولي العهد الكويتي قال هذا بالحرف لرئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات كما جاء على لسانه في مقابلة الـ”إم بي سي «وكان ابو عمار يحاول منع نشوب حرب وهكذا رتبت امريكا خطواتها الاولى لغزو المنطقة.
التعليقات مغلقة.