جلالة الملك المفدى (عبدالملك) ابن اليمن المعظم… بقلم /خنفعر القضاعي
صنعاء – مقالات
**( محاولة للإجابة عن استفهامية لمن الملك غدا )**
{أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }
لا يمكن ان تقع عيني على صورة له وهو في موقع عسكري او زيارة ميدانية دون ان يتوقف عقلي متأملا تفاصيل الصورة .. مستقرءا لتفاصيلها .. متأملا عناصرها .. مستغرقا في التفكير مليا ؛ حول ابعاد زوايا أي صورة يظهر فيها القائد اليمني عبدالملك الحوثي بأي شكل وبأية هيئة وملامح .. سواء كانت الصورة قديمة او حديثة .. خاصة او عامة .. رسمية أو عائلية من ألبوم الذكريات ؛ تجمعه بأفراد أسرته أو برجاله ورفاق دربه ؛ أو بمسؤولين حكوميين وسياسيين بارزين ورجال دولة ومبعوثين ووسطاء دوليين أجانب وعرب .. أو حتى صورته منفردا ؛ يقوم بجولة تفقدية لمكان ما ؛ هنا او هناك .. في تلك القرية او في هذه المنطقة .. متماهي اللون والسحنة مع تضاريس ذاك الجبل أو في سهول هذا الوادي وساحل ذاك الشاطئ .. بين أشجار المزارع .. أو وسط شارع مكتظ بالحياة والحركة .. داخل بيت ريفي او بتجويف كهف صخري .. في مكتب فاره أو بديوان راق ومجلس عامر .. يخطب للجماهير بمنصة مظاهرة شعبية حاشدة .. او يختطب بمحراب جامع خاشع الروحانية .. يدعو بالرحمة للشهداء بروضة مقبرة ؛ او يصلي فرادى ؛ جمعا وقصرا ؛ على سجادة رملية في فيافي مترامية الاطراف .. سواء كان تحت الشمس وفوق ثرى الارض .. او معتليا كرسي وثير بأي مناسبة .. ملتحفا غيمة السماء وحصير القاع بجوار خيمة بدوي او متمنطقا بندقيته وجعبته وبزته الكاكية في مترس قتال بجبهة حرب .. مبتسما ببراءة وحوله أطفال صغار أو محتفظا بالشكيمة والوقار في اجتماع هام مع الكبار .. معتمرا شاله وغترته وثوبه القطني يمشي بين الناس ببساطته وتواضعه في الاسواق نهارا ؛ أو متشحا بأسه وشجاعته يتفقد ليلا ؛ الأبطال المرابطين خلف خطوط النار .
لب الفكرة ومحور المعادلة العالمية
لافرق عندي في كافة الحالات .. اذ يبقى هذا الشاب الثلاثيني – بالنسبة لي ولسواي كثر بلا حصر – مسيطرا على بؤبؤ العين من مجرد نظرة خاطفة .. مستحوذا على العقل وعالقا في الذاكرة والخيال ؛ من مجرد حدث عابر او صورة متداولة .. لأنه يسيطر على المشهد بانسيابية لافتة رغم تزاحم الأحداث وتكاثر شخوص وصناع الحوادث في شتى الاصقاع .. محتكرا التفكير والجدل والهيبة لشخصه بجدارة ومهارة ؛ ومتربعا – بيقين ووجه صدق وسيف حق مبين – قلب الحديث والحدث الأهم بأي مجال وأي مسار .. سياسة وتحديات ومعركة ؛ كمحور أساسي ودائم في المعادلة الكبرى .. يدور الجميع حول هليمانه ؛ ويستحيل طواغيت ومشاهير العالم من حواليه مجرد هامش ومتن ؛ وهو اللب والنجم والكوكب والمجرة .. فكرة وقضية وشخصية قيادية تتجاوز بروبجندا الصورة الى فضاءات ثقة وثبات واستشعارا للمهمة الصعبة ؛ أبعد من حدود مؤامرة أعدائه عليه وأوسع من نطاق تربصهم به وحربهم العالمية الشعواء لوضع نهاية لجموح وطموح وعزيمة وحنكة وحكمة شاب يمني شغل الكون بأمره وانشغل حكام الدنيا بشأنه ؛ حدا لم يحصل عبر التاريخ مع أحد سواه .. وهو وحده المفعم بالحيوية والعطاء والمغايرة الكلية والفرائدية الشاملة .. سيرة ومسيرة وبطولة ونبوغ .. للأنداد والاقران والمحشورين في خانة المقابلين له في المقاربات والطاولات وغرف العمليات والتحكم وأقنية الميديا وحقائب اسرار ودفاتر وروزنامات الجيل الرابع من الحروب .
ملهم لا يتكرر وظاهرة كونية استثنائية
معذرة للإسهاب قليلا في المقدمة .. فالمقدمات الطويلة لا تفي بالغرض ولا تكفي الاطنابة في الكتابة مجلدات من الكتب والمقالات لإعطاء رجل خارق للعادة حقه من السرد والتدوين والتوثيق والرصد لما يتصل بيومياته وحياته وشئونه وعمله وقدرته الاسطورية على مواجهة كل جبارة المعمورة مجتمعين؛ بترسانتهم الحربية وثروتهم الطائلة وسطوتهم الباطشة ؛ بمفرده ؛ وبفقره وقلة حيلته وخلو يده وانعدام المال والسلاح والنفوذ لديه قياسا بما لدى عدوه من امكانات وجيوش وعتاد .
لكن هذا القائد الثلاثيني الفقير الأعزل من كل شيئ ينتصر في النهاية .. يكسب المواجهة ويربح النزال .. يسحق الجمع المتلاطم ويصنع من العدم ومن المستحيل ؛ الانتصار دائما .. ليثير الجنون العالمي والاقليمي واسعا .. جنون يستهدفه اولا واخيرا؛ بالحقد والانتقام وشهوانية الثأر منه بأي ثمن .. ولكن بلا جدوى ولا نتيجة .. لدرجة صارت فيها “لكن” لصيقة بكل التحليلات والقراءات والاخبار والتناولات والبحوث والتوقعات وتكهنات الخبراء الاستراتيجيون عما يتعلق بالشاب اليمني القادم من بلدة اسمها “مران” ليغير شكل كرة الماء كما يشاء .. متخذا من محافظة “صعدة” كعبة المعجزات .. ونقطة عنفوان ينطلق منها المواطن “عبدالملك الحوثي” الى صهوة الإسراء الوجداني العذب بإتجاه الشمس ؛ ليجعل ضوء الوطن طاغيا بهالة نور تنير الدياجير وتبدد السواد الحالك .. كما ان بوصلة الشمال هي خط الاستواء لعملية الاعراج الحميمي ناحية القمر ليعيد لبلاد اليمانيين انصارا ومهاجرين وقحطانيون وحميريون أمجاد الظفر المؤزر .. وإعادة بقية البلدان والاقطار كالعرجون القديم كوضع طبيعي لها وحتمية لا مفك من تبلورها واقعا وحقيقة ملموسة ؛ جزاءا وفاقا بما كسبت أيادي حكامها ؛ إجراما وسفكا لدماء اليمنيين ؛ ظلما وعدوانا .. لتغدو كل دولة بما قصفت أرضنا وإنساننا ومساكننا وممتلكاتنا ؛ رهينة بسوء أفعالها .. تسوقها ذنوبها للحتف المحتوم .
الفارس اليماني يدك ملوك وممالك الشر
يتساءل الموغلون في غرور الأسلحة المترسنة وخيلاء تريلونات النفط المكدسة : لمن الملك اليوم !! .. ظانين انها دائمة لهم وأنهم خالدون في الملك والهيمنة واستمرارية سيادة وحكم العالم للأبد .. غافلين عما يتداعى في الملكوت من اجابات إلهية قاصمة لغطرسة ملوك وزعماء ورؤساء وامراء ورؤساء الدنيا .. وفقا لقاعدة أن الأرض يرثها ويحكمها ويسودها عباد الله الصالحون .. وهل في البشرية بشر صالح ونقي النية والفطرة والسريرة ؛ أكثر من عبدالملك .
هل هنالك غيره يستحق وراثة الكوكب ويستطيع انهاء امبراطوريات طواغيت العصر وينطبق عليه علامات الامتداد لإعمال سنن حياتية ووعود سماوية عصفت بملك فرعون واملاك قارون واسقطت قياصرة الروم وأكاسرة الفرس واجتثت لات وهبل قريش والسوفيت والاغريق والرومان والعثمانيون والالمان واليونان .. وتتداعى الآن كإضبارة متجددة ؛ لإنهاء مملكة بني سعود ؛ بطوفان يماني يزحف من حيث استوت على الجودي سفينة نوح عليه السلام بالعاصمة صنعاء المسماة مدينة سام .. حتى يبلغ الطوفان نجد والحجاز وما وراء وبعد الرياض ناحية القدس والشرق الاوسط والشام .. فيما يتكفل سيل عرمرمي طافح بالنخوة ؛ من سد مأرب وناضح بالبأس الشديد من عروش سبأ وبلقيس وكندة وشمريهرعش ؛ لاكتساح ما خلف صحاري الربع الخالي ؛ شرقا ؛ من دويلات وامارات ومشيخات فتنة ودمار وأدوات احتلال واستعمار .. حان لاستكبارها ورؤوس كبرائها ان تخر صاغرة مذعنة عند فوهات كلاشنكوفات رجال اليمن الصماميم .
الموعود بالمجد في اللوح المحفوظ
هم اليوم يسبقون اسماءهم بصفات التقديس ويتنادون بألقاب جلالة الملك وسمو الأمير والشيخ المعظم وصاحب الفخامة و سيادة الرئيس .. ونحن أهل اليمن ينكرون علينا الريادة والقيادة والإمارة والإمامة والزعامة والفخامة والرئاسة والجلالة .. يعتبروننا أتباعا خاضعين وخداما خانعين ؛ وبؤساء لا يحق لنا ان نكون ملائكة وملوك وملاك الجزيرة العربية ابتداء ؛ وسلاطين المشرق والمغرب والقارات الهندية والاسترالية وأوربا وافريقيا وامريكا المتحدة واللاتينية كطموح مشروع ورغبة افتراضية وقودها عزيمة وارادة لا تلين .. ما دامنا نملك قائد بحجم عبدالملك .. يستعذب بفخر واعتزاز تسميته بالمواطن ؛ متخليا عن مسميات وصفات التعظيم والترميز لذاته .. غير مهتم ولا مكترث بتنميطات التبجيل والتمييز والتعالي .. مؤثرا الانتساب والانتماء لعامة الناس كفرد من ابناء الشعب كانسان عادي مثل بقية اليمنيين الفقراء والشرفاء والمعدمين المنتمون للتربة اليمنية ؛ اولئك الميامين الذين يقدمون فداء لها وتضحية في سبيل كرامتها وعزتها ارواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية .. وبإخلاص متناه واخلاق ونبل وايمان مهيب ومطمئن تحت راية قائدهم القريب جدا من قلوبهم وخلجات صدورهم .
القائد الذي تترقبه المؤشرات والدلائل جازمة انه سيكون ذات يوم قريب معتلياً عرش الجزيرة معتصباً عمامة العدل متدثراً جلباب القسط .. حين تزول على يديه وأيادي رجاله الأفذاذ ؛ الممالك والملوك القائمة في منطقتنا العربية والاسلامية .. ومعه سترجع لليمن مع القائد اليماني الشاب عبدالملك حضارات ملوك اليمن الضاربة الحضور في عمق التاريخ البشري وثقافات الانسانية على مدى قرون متعاقبة من الدهر ؛ تقص قصصه وتقتص إثره وآثاره محتويات المتاحف والمكتبات وشواهد ومآثر وأحافير لا زالت باقية تتوارثها الاجيال على مدى الزمن وتتحدث تجاعيدها المنقوشة ببصمات ذهبية في السفوح والقمم بأن قوم تبع وبني هلال مروا من هنا وان العروبة جاءها مخاض الولادة على ثرانا فهزت اليها بجذع اليمن فجادت عليها بالإباء والأصالة والشهامة رطبا جنية قبل ان تسقط تفاحة نيوتن وبعد فترة قصيرة من سقوط ورقة التوت عن آدم فطفق يخصف لمداراة فعلته فلم يجد من يقيل عثرته ويلملم شتاته سوى اليمانيين الذين من يومها صاروا إباء كل عمل عظيم وأهل كل مجد تليد .
يتشبث بالنصر ويفتديه الآلاف بالأرواح
يكفي عبدالملك الحوثي تشبثا بتلابيب الذاكرة العصية على النسيان .. استحالة أفوله كحالة طارئة وصعوبة زواله كظاهرة وقتية تذوى بسرعة .. انه الاستثناء المتفرد بهذا الوقت بجوانب كثيرة ومثيرة وكأسطورة فينيقية مؤثرة .. أولها ولادته من رحم المخاض اليمني في مرحلة عرف عنها ان القيادات والقادة يولدون من دهاليز اجهزة المخابرات الاجنبية وكواليس اللوبيات الخارجية ؛ وليس آخرها استطاعة عبدالملك في بناء حركته من الصفر ونجاحه في تكوين أمة من لا شيئ ؛ وقدرته في الدفع بها للخضم العسير ؛ بجموح ثوري قل نظيره وبثقة وتماسك وصلابة لم يعهد مثلها أن شهدته الخليقة قبلا ؛ وقطعا ؛ لن تشهد الخلائق مثله لاحقا .. كيف لا وهناك عشرات الآلاف من المقاتلين الأشداء يفتدون بأنفسهم حياة وسلامة “عبدالملك الحوثي” على نحو غير مسبوق مطلقا .. وبفدائية وايثار قد لا يقوم به هؤلاء الصناديد الاوفياء مع اقرب الأقارب اليهم آباء وامهات واشقاء وابناء .. لكنهم لا يترددون لحظة في تقديم الروح رخيصة مع القائد عبدالملك .
القائد الذي يمضون معه على العهد ولا يعصون له أمرا ولو ضرب بهم البحار والمحيطات لسلكوه تنفيذا لما وجههم ودعاهم اليه دون نقاش ولا تراجع او نكوص ورفض وبلا انتظار لأي مقابل او أجر او مطمع ومكاسب ترتجى وتشترط كما يحدث عادة مع القادة والملوك في الرؤساء في الحروب وعند اشتداد الخطوب وكل شيئ بمقابل باهض يدفع مقدما .
فهل هناك ملك او قائد هذه الايام يمتلك ما يملكه هذا القائد اليمني الذي جادت به الاقدار تبسما وخلق قائدا وفي فمه ملعقة من لهب وترانيم حرب واهازيج سلام وكلمات فخر وحب تنهال مطرا في صباحات ومساءات الغسق والشفق فتبعث المشاعر التواقة للفجر وتوقد الشوق للانعتاق .. بينما أفواه بقية المواليد كانت وما زالت ممتلئة بالشوكلاتة والملاعق الذهبية .
بالطبع ليس هنالك أحد قط غير هذا الملك الثلاثيني الشاب المواطن اليمني الاشعث الأغبر المكنى “ابوجبريل” المستحوذ بتلقائية وقابلية وتوفيق ومحبة واعجاب على قلوب ملايين اليمنيين .
ابو جبريل الكنية الجديرة بان يكون لها تتمة قادمة عن ملك يتراءى طيفه كحلم يتسلل على جنح براق يتلو على الأنام آية من آيات وعود اللوح المحفوظ وتفسير رباني عن الطور المسطور .. ايذانا بخلاص كينوني لمقهوري الأراضين السبع من الذل والظلم والاستعباد .. واقتصاصا للحق من الباطل والزيف .. قبيل نفخ اسرافيل في الصور بقليل ؛ وقبل ان يفتح ميكافيل وعزرائيل ابواب البرزخ .. كي لا تتبعثر الحياة فجأة ؛ وتصير في غمضة عين كالعهن المنفوش ؛ فتقوم القيامة مستبقة اليوم المحدد لقيام الساعة بيومين مقياسها بألف يوم من ايام ذهول المرضعات من الهول .. وها قد حان للساعة ان تقوم قيامتها – اليوم وليس غدا – لتقذف بأعداء اليمن في غياهب جهنم .
* نقلا عن صحيفة عين الحقيقة:
التعليقات مغلقة.