«طفل الميزان» … بصمة جريمة دار الرئاسة
صنعاء سيتي – تقرير
مع عودة صنعاء حكومة وشعباً إلى ممارسات الحياة اليومية، بقي الطفل أمين فيصل وازع، البالغ من العمر 13 عاماً، وحده غائباً، ولم يعد إلى ممارسة نشاطة اليومي، في كسب رزقة من ميزانه الصغير. لاحقاً، عثر على «طفل الميزان» الذي أدمى قلوب اليمنيين، جثة هامدة. كان أول قتيل جراء غارات «التحالف» الأخيرة، التي استهدفت مكتب رئاسة الجمهورية، والذي يعمل فيه ما يقارب الـ 1000 موظف مدني يعيشون منذ أكثر من عام، من دون رواتب.
ينحدر«طفل الميزان» أمين، من أسرة تدهورت أوضاعها بسبب الحرب، ما اضطره إلى العمل قبل عامين، على ميزان صغير في رصيف مكتب الرئاسة، وفي رصيف نادي ضباط الشرطة المقابل لمكتب الرئاسة، للحصول على ما كتب له من رزق.
الناشط نبيل الخولاني، علق على مقتل الطفل بالقول إن «طفل الميزان مات اليوم في غارة التحالف أمام مبني الرئاسة. لم يعد لليمن ميزان في نظري، ولا أعرف كيف أقيس حزني. هذا الطفل كان يصل النهار بالليل، حاملاً ميزانه بجوار سور القصر الجمهوري في صنعاء، ليعيل أسرته من الأجرة التي يدفعها بعض المارة، مقابل استخدام الميزان الذي يملكه، إلا أن اليوم، كان وزن الصاروخ الذي ألقي عليه، أكبر من قدرة ميزانه، فوجدوه تحت الأنقاض… جثة هامدة».
وكتب بن جابر العميسي، في منشور في «فيس بوك»، إن «هذا الطفل لم يكن في صف أول ولا ثاني، لم تسمح له ظروفه بمواصلة دراسته يا تحالف، هذا الطفل كان يشقى على أسرة كاملة، بميزانه البسيط».
أما الناشط محمد عامر، فقال «كنت أقف دائماً عند طفل الميزان، وأزن نفسي، وأنظر إليه وهو فخور بكونه يعمل، والله إني هممت بتقبيله عدة مرات، خاصة عندما كنت أراجله في السعر، وهو ملتزم بتسعيرة الميزان، وغير متنازل عنها، عندما عرف أني أحببته، قال لي في إحدى المرات: أوزن بلاش يا عم».
ويتابع: «طفل الميزان أضاع طفولته على الرصيف، ورغم ذلك، لم يهدى لآل سعود بال، حتى قتلوه. حلق بروحك الطاهرة يا صغيري، فعالم الروح أنقى وأريح مما كنت فيه».
أكثر من وسم (هاشتاج) ظهروا على جريمة مقتل الطفل أمين وارغ، من «طفل الميزان» إلى «آآآه يا وجعي عليك يا صغيري». سخط شعبي كبير على جريمة استهداف مكتب رئاسة الجمهورية، نظم الآلاف من الناشطين اليمنيين، على إثرها، حملة في «تويتر» باسم «طفل الميزان»، لكشف جرائم «التحالف» بحق الشعب اليمني، وإسقاط ذرائعه التي يتخدها لتبرير جرائمة ضد المدنيين اليمنيين.
ناطق «التحالف» تركي المالكي، برر جريمة إستهداف مكتب دار الرئاسة، بإستهداف شخصيات من الصف الأول والثاني في حركة «أنصار الله»، لكن الصورة كشفت أن المستهدف في الغارات، كانوا المواطنين والموظفين الأبرياء، الذين ارتفع عدد الضحايا في صفوفهم اليوم الثلاثاء، إلى 9 قتلى وأكثر من 90 جريجاً. وفق مصادر في مكتب رئاسة الجمهورية لـ«العربي»، «فإن المكتب خسر أحد موظفيه فقط، وأصيب 34 موظفاً بإصابات مختلفة، وبقية الضحايا من المواطنين والمعاملين في المكتب».
ونتيجة للدمار الذي ألحقته تلك الغارات بالمباني ومصالح المواطنين، والصدمة الإجتماعية الناتجة عن جريمة إستهداف مكتب الرئاسة بمن فيه، خلى مكتب الرئاسة صباح اليوم من زواره وموظفيه، وأغلقت شركات الأدوية الواقعة أمام المكتب المستهدف أبوابها، وشلت الحركة التجارية في الإتجاهات الأربعة التي تحيط بمكتب رئاسة الجمهورية.
مدير مكتب رئاسة الجمهورية، أحمد حامد، الذي كان أحد أبرز المستهدفين في الغارات، لم يصب بأي أذى، فقد ظهر اليوم خلال زيارة لذوي الموظف الذي قضى في جريمة إستهداف المكتب، نصر المقحفي، حيث قدم تعازية لأسرة وذوي الفقيد.
التعليقات مغلقة.