الشعب اليمني بين المارينز والصرخة والصمت
أثار الفيلم الأمريكي المسي لرسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى اله حفيظة وغضب الكثير من المسلمين وجعلتهم يخرجون إلى الشوارع والساحات في مسيرات مليونية منددين بالجرائم الأمريكية ومطالبين حكومات شعوبهم بقطع كافة أشكال علاقاتها بالأمريكيين وطرد سفرائهم من بلدانهم حتى تقوم أمريكا بتقديم إعتذار رسمي للشعوب الإسلامية تتعهد من خلاله بعدم تكرار الإساءة لنبيهم وتحترم أيضا شعائرهم ومقدساتهم الإسلامية ولكن ما حدث بعد ذلك وأفرزه الواقع أن الفيلم الأمريكي المسي لرسول الله لم يكن عملاً فردياً أو عفويا هكذا بل انه جاء وفق خطوات معدة ومدروسة خططت لها الاستخبارات الأمريكية وأرادت من ورائها جس نبض المسلمين ومدى غيرتهم على مقدساتهم ومحبتهم لنبيهم كذلك أرادت نشر فتنة طائفية تسيل فيها الكثير من الدماء داخل الشعوب التي يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون والأهم من ذلك كله هو تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في بلاد المسلمين كما هو واضح من قيامهم بإرسال بارجتين محملتين بالآليات والجنود والطائرات إلى سواحل ليبيا بذريعة ملاحقة ما قيل عنهم قتلة السفير الأمريكي أما في اليمن وما أدراك ما اليمن فلم تكتفي بقتل اليمنيين وانتهاك سيادة بلدهم بل أنها استغلت هبة الشعب وغضبه لرسول الله بإدخال أفواج جديدة من جنود المارينز والمئات من الآليات والمصفحات العسكرية التي وصلت إلى العاصمة صنعاء عبر ميناء الحديدة والمطارات اليمنية بأوامر رئاسية من عبد ربه وموافقة من حكومة ما يسمى بالوفاق في تحد واضح لليمنيين وسيادة وطنهم واستقلاله على كل هذه الخطوات والتطورات الجديدة على الساحة اليمنية لم تكن لتأتي من فراغ بل جاءت وفق خطوات معدة ومدروسة مسبقاً فمن غير المتوقع أو المعقول أن تقدم الولايات المتحدة على إرسال هذه القوة العسكرية إلى عمق الأراضي اليمنية في الوقت الذي تكتظ الشوارع اليمنية بمئات الآلاف من المحتجين الغاضبين على أمريكا وجرائمها لو لم يكن هناك تواطئ مع الأمريكيين من بعض القوى الداخلية تكفلت لهم بحماية جنودهم والياتهم العسكرية من هبة الشعب الغاضبة هذه القوى المأجورة قد لا نحتاج ونحن نبحث عنها وعمن تكون إلى إمعان نظر وبحث وتحري حتى نكتشف هويتها ومن تكون ومن تخدم فما على المرء إلا أن يحوم حول السفارة الأمريكية ليكتشفها ويكتشف خيانتها وتواطئها مع الأمريكيين ما عليه إلا أن يتابع الأخبار ويتنقل بين المواقع الالكترونية والصحف اليومية وما يطرحونه من مقولات ومنشورات ورسوم عبر شبكة التواصل الاجتماعي ليكتشفهم ويكتشف سفالتهم ودناءتهم ففي الوقت الذي ينتهك الأمريكيون فيه حرمة رسول الله ويدخلون اليمن بكتائب متعددة من جنودهم نراهم أذلاء أمام الأمريكيين يسارعون فيهم ويتوددون لهم ويعتذرون منهم ويصفون كل من خرج ليثأر لكرامة رسول الله بالغوغائيين المتخلفين وكل من يحمل شعارات تندد بالجرائم الأمريكية بأنهم مثيري الفتن عملاء يجب إزالتهم وتطهير اليمن منهم هؤلاء هم من أصبحت بعد أن حل جنود المارينز ضيوفاً عليهم أوداجهم منتفخة يستعرضون عضلاتهم ويتحرشون باليمنيين ويحاولن قمع كل من يريد التحرك أو الصرخة في وجه المحتلين المستكبرين ونراهم يسجنون المحتجين حتى وهم جرحى من رصاصات قناصة سفارة الأمريكيين وأخيرا أقدموا على قتل الشاب عباس شرف الدين لا لشئ إلا انه اعترض على طمس الشعارات المنددة بالجرائم الأمريكية على كل ما نستطيع أن نقوله لهؤلاء المدجنيين أمريكا قبل أن ننهي هذا الموضوع أن الأمريكيين لا أمان لهم وسيغدرون بهم بمجرد انتهاء صلاحيتهم مثلما غدروا بمن سبقهم من عملائهم هذا أولاً أما ثانياً فعندما يدعون أحرار اليمن إلى مواجهة جنود المارينز ويقولون بكل سخرية واستهزاء أين انتم يا من ترفعون الشعارات المناوئة للأمريكيين والإسرائيليين هاهم جنود المارينز قد وصلوا فأين سيوفكم فإننا نستطيع أن نقول لهم بأن الشعب اليمني لم يكن يوماً بمستوى أن يجبن عن مواجهة من ضرب الله عليه الذلة والمسكنة فقد واجهوا في السابق كل من حاول احتلال اليمن وهزموهم وأخرجوهم من اليمن وهم يجرون أذيال الهزيمة والخسران ولكن المشكلة معكم أنتم يا من ماتت ضمائرهم ودفنت تحت أقدام المستعمر الأمريكي يا من يتمرس بكم الأمريكيون في الجنوب "العند" وفي فندق شيراتون وحول السفارة الأمريكية فكم يتمنى أحرار اليمن أن تكون مواجهتهم مع أبناء القردة والخنازير مباشرة وأنتم بعيدين عنها ولكن أنىّ لهم ذلك وقد وضعتم أجسادكم دروعاً لهم ِتحمونهم وتدافعون عنهم وتسترخصون دمائكم في سبيل أمريكا ومشروعها الاستعماري
الشعب اليمني يعرف بأنه إذا ما قرر المواجهة فلن تكون مع الأمريكيين بل ستكون معكم أنتم وهذا الشئ هو ما يتحاشاه اليمنيين ولا يريدونه أن يحدث لأنه سيأتي حينئذ وفق مخططات الأعداء ولن يخدم الشعب بقدر ما يخدم المشروع الاستعماري لأمريكا وإسرائيل الهادف إلى نشر الفتن والصراعات والحروب الطائفية والمذهبية
التعليقات مغلقة.