ثقافة حديث الولاية تحصن الأمة من الا تقبل بان تفرض عليها ولاية امر يهودية

لقد تعاقب على هذه الأمة على مدى تاريخها الكثير الكثير ممن كانوا ينتهزون ولاية أمرها ويتقافزون على أكتافها جيلاً بعد جيل وإذا ما رأوا أنفسهم غير جديرين بأن يكونوا ولاةً لأمر هذه الأمة فإنهم سلكوا طريقة أسهل من أن يكون – ولن يستطيع أن يكون – بمستوى ولاية أمر هذه الأمة، فسلكوا طريقة أخرى هي: تَدْجِيْن الأمة لتتقبل ولاية أمرهم، هي: تَثْقِيْف الأمة ثقافة مغلوطة لتتقبل ولاية أمرهم، فكان الضحية هو: المفهوم الصحيح العظيم لما تعنيه ولاية الأمر في الإسلام، فبدا مثل معاوية أميراً للمؤمنين، ويزيد أميراً للمؤمنين، ويقول هذا أو ذاك من الخطباء أو العلماء أو المؤرخين: تجب طاعته! يجب طاعته، لا يجوز الخروج عليه، يجب النصح له!! وما زال ذلك المنطق من ذلك الزمن إلى اليوم, إلى اليوم ما زال قائماً.
ان مفهوم  ولاية الامر في الاسلام  يعتبر القضية أساسية،  فهو مفهوم يعطينا رؤية حول إقامة القسط في هذه الحياة يبين لنا  ماهي ولاية الأمر في الإسلام، كيف هي، لكنها حينما قدمت بشكل منقوص عند المسلمين   قدمت في الاخير على  انها  تعني ماذا؟ [رئاسة عامة]: تجييش جيوش، جمع زكاة، إقامة حدود، تعيين ولاة، عزل ولاة، وبالله التوفيق ان ولاية أمر الأمة في ديننا في قرآننا ، ليست قضية تنفيذية بحتة،  انها  قضية فهم للواقع  ومعرفه لعلاقة هذا الواقع  او ذاك بهذا التوجيه القرآني في هذا المقام أو هذا المقام قضية دقيقة،: فليست فقط مجرد تنفيذ أشياء قد هي موجودة حرفياً بالتفصيل، انها قضية تطبقيه  وتجسيدية  للقران أ انها قضية تقديم  دين الله سبحانه وتعالى  كمسيرة شاملة وواسعة تستوعب الحياة كلها خصوصاً فيما يشكل ضمانة، أن يكون هذا الدين على هذا النحو ويكون إنزاله تعبيرا عن ماذا؟ عن إقامة قسط عن الحكم بين الناس بالعدل، عن تربية الناس على أساس ما يريد الله أن يكونوا عليه، أنها قضية تحتاج إلى من؟ إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ومن يقوم مقامه، من يقومون مقامه قضية أوسع بكثير من مسألة سلطة تنفيذية ـ التي يسمونها ـ سلطة تنفيذية سواء ما هو معروف الآن في أنظمة الدول أو ما قدم حتى داخل كتب الفقه بالنسبة لولاية الأمر، جعلوا ولاية الأمر معناها ماذا؟ مجرد سلطة تنفيذية، السلطة التنفيذية معناها: الأشياء التي حددت هناك، قد صارت مقننة واضحة مفصلة بنودها واضحة.
ان ، قضية  ولاية الامر في الاسلام أوسع من هذه بكثير؛ فلهذا أمر بطاعته سبحانه وتعالى وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر منكم، فأولي الأمر هنا  ليست قضية دعوة كل واحد يدعي أنه هو من أولي الأمر، أولي الأمر قضية هنا مرتبطة بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، الرسول مرتبط بالله سبحانه وتعالى، وقضية لا تأتي عن طريق انتخابات ولا عن طريق شورى
ولا عن أي طريق مما يقدم … قضية الله هو الذي يتولاها هو، هو الذي اصطفى الرسول، هو الذي سيصطفي هو أولي أمر،
  من هنا  فان القضية لم تترك لكل واحد يدعي، خمسين حاكم في البلاد الإسلامية أو سبعة وخمسين حاكماً، وكل واحد يأخذ هذه الآية له، وتجدهم سواء كانوا فرادى أو مجتمعين لا يقيمون أي أمر، هل أقاموا أمر الأمة الآن؟ مع أن لديهم سلطة، لديهم جنود لديهم عتاد عسكري لديهم إمكانيات كبيرة، لكن ليست القضية تنتهي عند هذه، من يعرف كيف يعمل من يعرف كيف ينزل هذا القرآن في واقع الأمة من يبني الأمة على أساس هدى الله في القرآن الكريم.
ان  الانحراف عن  ثقافة ومنهجية ولاية الامر كما قدمها الله ورسوله  وكما  اختارها الله وبلغها رسوله  هو هذا الضياع  الذي تعيشه الامة   تحت حكام وولاة امور  كل واحد يدعي أنه تجب طاعته على أساس: {وَأُولِي الْأَمْرِ} بينما وجدناهم لا يقيمون الأشياء الواضحة ولا أعطوا الناس شيئاً لا وهم مجتمعون في القمم، قمة عربية، أو قمة إسلامية، ولا وهم فرادى، كل واحد في بلاده، هذا من التلاعب بكتاب الله حقيقةً، من التلاعب بكتاب الله، ان ولاية الامر  التي تشكل ضمانة للدين بأن يسير بشكل صحيح، تحتاج إلى ورثة لكتاب الله وأن لا تتحطم الأشياء وينزل الدين بشكل [مقلوب] ويوجه الناس به توجيها تضليليا، إن الأمة أحوج ما تكون إلى ثقافة صحيحة بكل ما تعنيه الكلمة، ثقافة ((حديث الغدير))، ثقافة ((حديث الولاية)) ((أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله)). إن هذا الحديث مع تلك الآية القرآنية تعطي ثقافة كاملة لهذه الأمة تحصنها من الثقافة التي تُقَدَّم إليها لتكون قابلة لأن تُفرض عليها ولاية أمْرٍ يهودية.

التعليقات مغلقة.