خلاف بين الفيصل وكيري في باريس بسبب الاسد
خرج اجتماع وزيري خارجية السعودية الامير سعود الفيصل والاميركي جون كيري في باريس اليوم بفشل ذريع وذلك بسبب مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد.
ووفق معلومات قال الفيصل ان الصيغة التي تم الاتفاق حولها بشأن جنيف واحد واضحة فهي تلحظ قيام حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة ما يعني ان على الاسد ان يتنحى عن السلطة ، واذا لم يفعل فلا حاجة لمؤتمر جنيف اثنين ولا الائتلاف المعارض سيذهب اليها .
الوزير السعودي يعتقد بان " تراخي " الغرب مع دمشق والانفتاح على ايران هو الذي يقلب المعادلة في سورية ويساهم في ابقاء الاسد في السلطة .
لوحظ انه في خلال لقاء الفيصل وكيري اعلن الائتلاف انه لن يذهب الى جنيف الا اذا كان الهدف اطاحة الاسد، كما ان كيري نفسه وقبل لقائه بالفيصل كان قد المح الى معارضة ترشح الاسد للرئاسة وذلك بغية ترطيب الاجواء مع السعودية. تصاعدت المواقف مع اعلان الاسد عبر قناة الميادين نفسه انه لا يجد مانعا للترشح في الانتخابات المقبلة .
في المعلومات ايضا ان كيري قال للفيصل ان اميركا تتفهم القلق السعودي، ولكنها دخلت في مسار سياسي اوسع مع الروس وبات لديها التزامات مع موسكو وعدد من دول العالم ، وبالتالي ينبغي الذهاب الى جنيف دون شروط مسبقة اذا كان الهدف هو الحل السياسي الذي يرضي الجميع. وقال كيري ايضا انه في خلال جنيف 2 يمكن الاتفاق على كل المسائل .
وفي خلال الحديث عن وفد المعارضة الى جنيف 2 تمسك الوزير السعودي بان يكون وفد المعارضة تحت مظلة الائتلاف وبرئاسة رئيسه، فاجاب كيري نحن نتفهم هذا ، ولكن هناك وجهات نظر اخرى حتى داخل المعارضة .
كان كيري يشير خصوصا الى موقف هيئة التنسيق المعارضة، ذلك ان رئيسها في الخارج هيثم المناع الذي التقى مسؤولين كبار غربيين وروس وايرانيين ويكمل اللقاءات قريبا في عدد من العواصم العربية، قال بالحرف الواحد : " لا نقبل ان يكون وفد الائتلاف هو الاكبر ولا ان يرأس رئيسه وفد المعارضة، وليس دورنا ان ننقذ غريقا ونعتقد ان الاتئلاف بات ائتلافات " . ووفق المعلومات كذلك ، ان حديث كيري مع الفيصل تطرق الى الانفتاح الاميركي والغربي على ايران ، وهنا كالمعتاد ابدى الوزير السعودي استياء واضحا معتبرا ان اميركا تضحي بكل حلفائها وبدورها لاجل هذا الانفتاح ..
يبدو ان الاجتماع انتهى على استياء وربما على خلاف ايضا . وتؤكد المعلومات ان واشنطن سترفع مستوى ضغطها على الائتلاف للذهاب الى جنيف 2 على اعتبار ان فشلها في ذلك يعني عدم القدرة على التأثير على المعارضة وهو ما سيدفع موسكو للقول انها نفذت الجانب المتعلق بها لجهة اقناع السلطة السورية بالذهاب الى جنيف بينما واشنطن فشلت . وفي حال الفشل تستطيع السلطة السورية القول انها اعطت الفرصة لحل سياسي وطالما فشل الحل فليستمر الحسم العسكري .
وتفيد المعلومات بان السعودية تسعى منذ فترة لاقناع عدد من الدول العربية بعدم الانجرار وراء الاتفاق الاميركي الروسي والاستمرار بالضغط على السلطة السورية، ولكن يبدو ان هذا الامر يبوء بالفشل خصوصا ان قطر كانت قد ارسلت مؤخرا بوارد انفتاح على السلطة السورية بينما دول الخليج الاخرى لا تريد صداما مع واشنطن وباتت مقتنعة بان الحل يجب ان يكون سياسيا ولا بأس ان بقي الاسد جزءا من هذا الحل ولو فترة .
ويبدو ان الاميركيين ودولا غربية باتوا مقتنعين بان الاولوية الان هي لمكافحة الارهاب في سورية والاتفاق مع الروس واستكمال التقارب مع ايران. امور تشير بوضوح الى اسباب الراحة التي بدت على الاسد في خلال حواره مع " الميادين " خصوصا ان ذلك يترافق مع تقدم واضح للجيش السوري على الارض ، ومع استعار الخلافات والاقتتال بين اطراف المعارضة المسلحة .
فهل يستمر الخلاف السعودي الاميركي ، ام تتراجع الرياض ؟ من الصعب ان تستمر السعودية في صدام مع ابرز حلفائها في العالم . لا بد اذا من انعقاد جنيف 2 حتى ولو تأخر قليلا .
التعليقات مغلقة.