اختطــاف ســرّاء.. الأسباب والدوافع
ليس هناك أكثر حقارةً من الأمريكي المُخطّط سوى العميل المُنفّذ.. فبعد أن كانوا يقتلونهن، باتوا يختطفونهن.. وهذا الانتقال السريع من اغتيال رجالات أنصار الله، إلى اختطاف النساء من أنصار الله، يشي وبكل وضوحٍ بأنّ الصهيوني الأمريكي مع العميل المتصهين لم يَرُق لهما موقف أنصارالله من اغتيال الشهيد جدبان، من التزامهم بضبط النفس وتوجيه الاتهام إلى أمريكا عبر أدواتها؛ بغية إقفال الباب أمام الولايات المتحدة لإسقاط اليمن في براثن الفتنة الطائفية.
ولهذا لم تكن الإعلامية الثائرة: سرّاء الشهاري البالغة من العمر 20 عامًا تشكل خطرًا بالغـًا عليهم، مما قد يستدعي اختطافها وإسكاتها، بقدر ما أرادوا استفزاز مشاعر أنصار الله بهذه الطريقة القذرة والدنيئة؛ علّهم يقعون في الكبوة التي نجحوا في تجاوزها من أجل الوطن حين تم اغتيال الشهيد جدبان، كما أن الانتقال من اغتيال رجالهم إلى اختطاف نسائهم في الفترة الأخيرة؛ كانَ لإرباك أنصار الله وإلهاءهم عن مواجهة المخطط الأمريكي الذي يستهدف اليمن برمّته -والذي كان آخرهُ اعتزام الولايات المتحدة بناء سجنٍ لليمنيين في جزيرة سقطرى- وهذا من الأمريكيين كيلا يلتقط الأنصار أنفاسهم؛ بعد ملاحظة أولئك بأن حروب دماج وكتاف وغيرها لم تحدّ من تحركات الأنصار في صنعاء وغيرها للدفاع عن الوطن ككل، بالتزامن مع تحركاتهم الرامية للدفاع عن أنفسهم في تلك المناطق.
وليس هذا وحسب.. بل أرادوا إيصال رسالةٍ إلى أنصار الله بأنّهُ لا وجود لثمة خطوطٍ حمراء في هذه المواجهة، وبأنه حين نعجزُ عن مواجهة رجالكم فسنستبدلها باستهداف نسائكم.. بالإضافة إلى أنهم أرادوا كذلك إيصال رسالةٍ خاصّةٍ إلى الكادر النسائي لأنصار الله، مفادها أيضًا أنه من أرادت منكنّ التعرّض لمثل هذه التجربة المرعبة فما عليها سوى الاستمرار في هذا الخط وهذه المسيرة.
صحيحٌ أنهم قد أعادوا المختطَفة المذكورة بعد قرابة الـ 24 ساعة، إلا أنّ هذا لا يعودُ إلى إنسانية الأمريكيين ولا العملاء المنفذين، وإنما خشيةً مِنْ أن تـُحدِث عملية الاختطاف أثرًا عكسيًّا كذاك الذي أحدثته عملية الاغتيال للشهيد جدبان، بالإضافة إلى تيقنهم بأن الرسالة قد وصلت إلى أنصار الله.. كما أن إعادتها سريعًا سيتيحُ لأقلامهم المأجورة التي يأتي الدور عليها في تصوير الأمر على أنه قضية هروبٍ بإرادة المذكورة، لا عمليةَ اختطافٍ قسرية؛ لينالوا منها بأكثر مما عانتهُ جرّاء اختطافها.. متناسين بأن إحداهنّ لا تحتاج -للقيام بنزوةٍ عابرةٍ- إلى كل هذا الضجيج، وإلى اختفاءٍ في منتصف النهار، وفي وقتٍ تنتظرها والدتها على وجبة الغداء بعد أن تواصلت بها هاتفيًّا، وإلى إغلاق هاتفها طيلة الوقت..!!
إنها إذن حربُ من لا يُقِمْ وزنـًا للأخلاق والمبادئ، مع مَنْ يقيمُ لها اعتبارًا وأهمية في هذا الصراع، لكنّ أولئك المأزومون لا يعرفون حتمًا بأنهم يُطلقون الشرارة تلو الشرارة؛ لاستنهاض من لم ينهض من أبناء اليمن؛ للاصطفاف ضد مشروع الأمركة الذي ينفذهُ العبيدُ المأجورون في هذا البلد.
التعليقات مغلقة.