موقع واشنطن من هجوم مجمع الدفاع
عندما نقول أن أمريكا تُخطط لعمل ما وجريمة في مكان ما ، فإنها تُجهز لها سياق إعلامي يعمل على توظيف وتعزيز حالة الإنقسام الوطني لتظهر في مظهر المُخلّص والمنقذ لمن أطمئنوا لصداقتها وهي لم تكن يوماً صديقةً لأي عميل ولا لأي ضعيف ..
عِندما جهّزت الخُطط للتنفيذ في مكاتب الدوائر الإستخباراتية، كانت الدوائر الدوبلوماسية في وزارة الخارجية الأمريكية ترسل تقارير إلى سفارة صنعاء عبر مراسلات تحتوي في طياتها على الخطوط العريضة للمرحلة القادمة في اليمن .. يعَلم الرئيس اليمني " الإنتقالي" عبد ربه منصور هادي ما هي التوجهات الأمريكية الحالية، وأن التوجه الحقيقي هو دفع البلاد إلى حالة من الإنقسام الطائفي والمذهبي لتمرير مشاريع سياسية تُبقي على اليمن تحت الوصاية، ويبقى البلد ضعيفاً، كانت زيارة مساعد نائب وزير الدفاع الامريكي وليام وسيسويلير في نهاية شهر نوفمبر الماضي وكما نشرت وسائل الإعلام عن هذه الزيارة وكأن الرئيس اليمني يطلب نَجدة أمريكية من ما يسمى تنظيم القاعدة، أما ما أكد عليه المساعد على أن هـُناك تقارير إستخباراتية (نعلم أنها من تأليف الإستخبارات فهي دائماً تغذي المخاوف التي تصنع أحداثها) مؤكدة على أن هـُناك هجوم وشيك على مؤسسة أمنية ودفاعية، وأن هـُناك إستهداف حتمي لشخص الرئيس اليمني..
هـُنا أقترحت (الولايات المتحدة) بوضع تدابير أمنية جديدة لحماية الرئيس هادي، وهـُنا يبدأ الإختراق والتهئية -وهـٌنا نؤكد أن اللقاء الذي تم بحضور كلاً من مدير مكتب رئاسة الجمهورية نصر طه مصطفى والقائم بأعمال السفارة الأمريكية كارين ساساهارا، جاء بالتأكيدات والتطمينات الأمريكية أن الجهاز الأمني للسفارة الأمريكية يضع كل إمكانياته لحماية الرئيس وأن أمريكا لن تسمح بأي محاولة للإغتيال- حيث عبر المساعد عن الإعجاب الشديد والتقدير البالغ والدور القيادي الحيوي لهادي. يشار إلى أن كلاً من رئيس الأركان ووزير الدفاع والمفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن محمد علي القاسمي وقائد قوات العمليات الخاصة اللواء الركن عبدربه القشيبي ومدير دائرة الاستخبارات العسكرية العميد الركن احمد محسن اليافعي ورئيس مصلحة خفر السواحل، إلتقوا بالمساعد، حيث وأن أحد مهام المساعد الأمريكي العمليات الخاصة ومكافحة الارهاب.
جاءت الخطوة الثانية بإرسال وزير الدفاع اليمني إلى الولايات المتحدة الأمريكية لحضور مباحاثات أمنية، حد تعبيرهم؛ يمنية أمريكية مشتركة، تحت عنوان ( الدورة الثانية من مباحثات الحوار الاستراتيجي اليمني الأميركي بالخارجية الأميركية في واشنطن) ورغم أن العنوان للمباحاث في إطار وزارة الخارجية الأمريكية وبمسمى إستراتيجية، لكن حضور توم كيلي ـمساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية والعسكريةـ يؤكد أن الموضوع أبعد من هذا وأن القضية هي دراسة الوضع الأمني والدفاع للجيش اليمني ..
نعَم إن هذا اللقاء تمحور على توسيع نطاق عمليات الطائرات بدون طيار، وتقديم الحلول العاجلة والسريعة والمساعدة الأمنية للمؤسسة العسكرية اليمنية ، الجدير بالذكر أن الأمريكيين أثناء الزيارة الأخيرة أبلغوا اليمنيين أن الوضع يحتاج إعادة تقييم شامل لما أسموه المساعدات الأمريكية العسكرية، وبعد أن عرضت أمريكا المساعدة العاجلة حين التقى المساعد بالرئيس، تقدم وزير الدفاع اليمني للجانب الأميركي بطلب خطة مساعدات جديدة تشمل أموالاً وأسلحة جديدة لمكافحة ما يسمى بالإرهاب).
بعد المباحثات التي تمت مساء الثلاثاء في العاصمة واشنطن، جاء الضوء الأخضر لتنفيذ العملية في وزارة الدفاع، وتحركت الأطراف بعد إشارة مكتب التواصل الإستخباراتي عبر الوسيط الدبلوماسي إلى تنفيذ العملية على وجه السرعة، وكما قلنا في مقال سابق؛ عملت الدوائر الإستخباراتية على بعث كم هائل من المعلومات المسربة لغرض التشويش، ليبقى الإنسان اليمني في دوامة التسريبات؛ من المنفذ ؟! كيف تمت العملية ؟! من المستهدف ؟! ..الخ، وتعمل هذه التسريبات على استغلال حالة التجاذب السياسي في الإتهامات المتبادلة لأطراف حكومة الوفاق، وتحريك العصبيات لدى بعض القوى الإسلامية ضد بعض التيارات والقوى في المعارضة اليمنية الرافضة للمبادرة الخليجية..
ومضة : زيادة التوتر وفرض حالة القلق على المواطن اليمني وعلى الوضع السياسي في اليمن يضع اليمنيين أمام خارطة طريق أمريكية جديدة، رُسمت ملامحها بسبب فشل تمرير مخرجات شيطانية بإسم الحوار الوطني والغباء السياسي للقوى الحاكمة الآن بسبب النظرة الضيقة للمصلحة الوطنية سوف يضع اليمن على جرف هار ..
تغريدة : القنصل العام في مدينة القدس – عاصمة دولة فلسطين المحتلة – مايكل آلان راتني ، يكون زوج كارين ساساهارا – القائمة بأعمال السفارة الأمريكية في صنعاء – ..
التعليقات مغلقة.