هجوم خلط الأوراق
كلما اقتربت اليمن من خلق حاله من التفاهم السياسي والاجتماعي بما ينعكس على الوضع الاقتصادي واستقرار المواطن نجد أن البعد المحلي بصوره خاصة والبعد الاقليمي والدولي بصوره عامة يسهمان في خلط الأوراق ولكي يكون الأمر واضحاً يجب العودة إلى المبادرة الخليجية التي هدفت عقب أحداث ثورة التغيير إلى السيطرة على الحراك السياسي في اليمن لفتره زمنية محددة لحين العثور على الشخص المناسب لقيادة المرحلة القادمة و الذي سيسير في أجنداتها دون تردد كما يمكن القول أن دول المبادرة قد وصلت إلى مرحلة القناعة أن استمرار السير في مؤتمر الحوار سوف يفقدها زمام السيطرة والتدخل في اختيار السلطة المناسبة لها نظراً للشراكة الوطنية لجميع القوى وللمخرجات الوطنية التي انتجها المؤتمر والذي سيحد من التدخلات الخارجية في الشؤون اليمنية ويحدد آليه اختيار النظام الحاكم .
خلال الفترة الماضية أكدت الكثير من التسريبات الإعلامية بغض النظر عن صحتها على تقديم دعم مالي خليجي سخي للنظام السابق لسحب البساط من تحت النظام الانتقالي عبر تنفيذ الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد في المبادرة الخليجية وقد كان هذا واضحاً من خلال تأكيد المؤتمر الشعبي ممثلاً بصالح رفضه السير في أي عمليه تأسيسيه تسهم في التمديد لهادي كونه يعرف أن التمديد لهادي يعني التمديد لنفوذ تجمع الاصلاح ويسهم في اعطاءهم الكثير من الوقت لاستكمال تغيير القيادات العسكرية والأمنية والإدارية ما يسهم في تعزيز سيطرتهم الكلية على البلد ويضمن لهم الفوز في أي انتخابات قادمة .
في حين نجد أن تجمع الاصلاح والذي يملك نفوذ قوي على المؤسسة العسكرية والأمنية والذي استطاع الانقلاب على نظام صالح وعزله وتولي زمام الأمور عبر الدخول في شراكة مع بقية القوى وسيطرته على أغلب الوزارات والقطاعات الحكومية مستمداً قوته من التحالف الأجنبي وبالأخص الأمريكي ومن الجانب القبلي المتمثل بأولاد الأحمر و الجانب العسكري المتمثل بعلي محسن الأحمر ومستغلاً الحاجة لدى الغالبية من المجتمع للسير ضمن أجنداته نجده يعتبر أن بقاء صالح في العمل السياسي يمثل عائقاً أمام رغبته في الوصول إلى السلطة كونه خصماً قويًا وقد يسهم في إضعاف تحالف الإصلاح و لهذا حاولوا تضمين مادة العزل السياسي ضمن مخرجات الحوار كما يرى الاخوان ان الدور السعودي سلبي تجاه الاخوان في مصر والآن في اليمن وعليه تعتقد هذه القوى ضرورة مواجهته وتحجيمه عبر ازعاج المملكة بمجموعه من الأعمال منها توتير الأوضاع على الحدود وكذلك خلق غضب شعبي قوي عبر مجموعه من الأعمال واستخدام الكثير من قضايا الابتزاز كأوراق ضغط .
أخيراً يحمل الهجوم على مقر مجمع الدفاع الكثير من الدلائل والرسائل التي تؤكد على الدخول في صراع جديد و مواجهة فعلية تهدف إلى خلق بؤرة صراع في منطقه حساسة كالعاصمة بحيث يتم من خلالها تصفية الخصوم وكذلك التخلص من البقايا لتهيئة الساحة للقوى الحاكمة القادمة كما يؤكد استهداف هرم الدولة ممثلا برئيس الجمهورية والقيادات العسكرية بحسب بعض التسريبات الإعلامية السعي إلى إدخال اليمن في حالة فراغ دستوري يسقط خلالها البلد في مربع الحرب الأهلية التي ستمنع الشعب من التفرغ لبناء دولته المدنية التي تحمي حقوقه وحرياته كما سيصبح اليمن مأسور وتحت سيطرة القوى الأجنبية التي ستسهم في تغذية الصراع الذي سيقتل الشعب أرضاً وإنسانًا ويعطيهم فرصة السيطرة على موارده لمراحل قادمه .
التعليقات مغلقة.