أصحاب شعار ( الوحدة أو الموت ) لماذا يصرون على تقسيم اليمن الى سته أقاليم؟
لقد أكتشف اليمنيون خلال عامين من الحقائق عن زمرة الفساد والإفساد مالم يكتشفوه خلال 33 عام من عمرهم السياسي والسلطوي, ولن نبالغ إذا قلنا أن المشروع القرآني القادم من العمق الاستراتيجي للجمهورية اليمنية كان له الفضل الكبير في كشف الأقنعة وتعرية الوجوه المزيفة التي تدعي النزاهة وهي غائرة في وحل الفساد وتتظاهر بالوطنية وهي في خندق التآمر على تمزيق اليمن وتفتيت نسيجه الاجتماعي لقد ظلوا طيلة تلك العقود يعملون على إقصاء الاخرين والغاء هويتهم وتاريخهم واختزالهم من التاريخ اليمني حتى يتسنى لهم غرس أفكارهم الدخيلة المتلحفة بعباءة الدين الإسلامي, معتمدين على قلب الحقائق وتزييف الوقائع مستغلين عواطف اليمنيين وتسامحهم وشراء النفوس الرخيصة.
إن أصحاب شعار ( الوحدة او الموت ) الذين أرهقوا الرأي العام بشعارهم المتوعد ومسيراتهم المتتالية ضد مطالب ابناء الجنوب باسترداد حقوقهم لم تكن من منطلق الحفاظ على الوحدة كغاية سامية ومطلب ديني وقومي بل من منطلق الحفاظ على المصالح التي نهبوها من ثروات الجنوب وهذا ما جعلهم يلبسون الحق بالباطل من أن تقسيم اليمن هو من أجل الحفاظ على الوحدة, والحقيقة ان استماتتهم في تقسيم اليمن الى سته أقاليم له اهداف وغايات أخرى وان لم تكن ظاهرة على السطح فالمشروع القرآني الذي تبناه انصار الله ووجد الأقبال الكبير من قبل مختلف أطياف الشعب اليمني لما لمسوا فيه من الشعور بالكرامة والعزة والواقعية وقدرته على إكساب المواطن الشعور بمواطنته وإنسانيته هو الخطر الذي شعر بها أصحاب الشعار الآنف الذكر.
فالمشروع القرآني عمل على تجسيد الوحدة النفسية والإيمانية بين أبناء المجتمع قبل الوحدة الجغرافية وهذا مكنهم من إعادة توحيد النسيج الاجتماعي في المناطق التي سيطروا عليها بعدما كانت ممزقة بين حروب الثأرات والولاءات العمياء لمشائخ الارتزاق وعصابات قطع الطرقات والفراغ الذي يعصف بالكثير من الشباب. التوسع المتنامي لأنصار الله بمشروعهم القرآني وبذات القدرة الهائلة على توحيد نفسيات الناس وفتح المجال أمام الكل للأنتهال من ثقافة القرآن الكريم التي تربي النفسيات وتزكيها وتكسب الناس صغاراً وكباراً وعياً عاليا بما يجري على الواقع وقدرة كبيرة على تحليله والاستفادة منه ووضع اللآليات المناسبة لمواجهة المخاطر التي تتربص بهم وبناء خططهم على ضوء القرآن الكريم مكنهم من كسب جولات المعارك على كل المستويات وهذا ما أربك الخصوم وجعلهم يعملون ليل نهار على إيجاد الوسائل الوقائية ضد تمدد هذا المشروع الى المزيد من المناطق الذي ما توقف يوماً واحداً وهو ينتشر بقدرة الله سبحانه, لقد استعلموا كل الوسائل اشعلوا الحروب وورطوا الجيش في حروب خرج خاسراً ومنكسراً ودفعوا بمشائخ الفتنة لتأجيج الحرب الطائفية وخسروا ولم يعد بأيديهم الا مشروع تقسيم اليمن في محاولة لإيقاف الهدي القرآني معتقدين أن تقسيم اليمن الى سته أقاليم سيحد من استمرار توسع المشروع القرآني غير مدركين انه سيكون هناك اكثر من مشروع قرآني و سيكون في كل اقليم مشروع قرآني متشابك مع ما هو موجود في الاقاليم الأخرى وبقيادة موحدة بما يمكن أنصار الله من أعادة توحيد اليمن وفق الوحدة التي أرادها الله للناس وليس وفق الحسابات التي طرحها أصحاب شعار ( الوحدة او الموت )..
التعليقات مغلقة.