إلى عشاق الوصاية الدولية : كلا لا وزر!!
سمعنا جميعاً الضجة الإعلامية اثر وضع اليمن تحت البند السابع ، كما أن الجميع شاهد منهم الذين هللوا لهذا الحدث وبالأحرى منهم الذين أثبتت الأحداث أنهم من كانوا يسعون بل ويطالبون إن لم يكن في العلن ففي الخفاء لحصوله ؛ للتشفي فقط من الآخرين ، يضعون الشعب اليمني أرضاً وإنساناً تحت الوصاية الدولية التي ما انفكت عنه منذ تولي المجرم صالح للحكم خلال العقود الماضية بمشاركة طيور الجنة من حزب ما يسمى الإصلاح ، فقد حكموا لأكثر من ثلاثة عقود انتهكوا خلالها كل ما هو جميل ، أفقدوا اليمن عذريتها ، أفقدوا الإنسان اليمني كرامته ، أهانوه، استعبدوه ، ملأوا اليمن بالفساد ، أنشأوا عصابات المافيا ليس على مستوى المواطن بل على مستوى المسؤولين وحتى الوزراء ، فقتلوا ودمروا وأباحوا واستباحوا وكل ذلك باسم الوطنية ولئلا تعود ما يسمونها عجلة التاريخ إلى الوراء، أرادوا أن تكون كلمتهم العلياء وكلمة الشعب هي السفلى ، ولأجل ذلك ختموا مشوارهم مع المجرم صالح بست حروب أهلكوا بها الحرث والنسل واستباحوا ما حرمه الله سبحانه وطبعاً باسم الدين وبتهمة التمرد وادعاء النبوة والإمامة وغيرها من الاسطوانات المشروخة التي يرددونها منذ بدء انطلاقة مشوارهم التكفيري بمشاركة المجرم صالح وحتى اليوم ، لم تسعفهم تلك الحروب ولم تمثل جرجرتهم دول اقليمية للمشاركة في حربهم ضد الشعب اليمني إلا خسارة وهزيمة وانتكاسة أكبر وبقيت كلمة المستضعفين هي الأقوى رغم الجراح والدمار والمآسي التي أحدثوها في الشعب .
بلغ السيل الزبى وطفح الإناء فأيقظ الأحرار من أبناء الشعب اليمني ليثور ثورة أطاحت برأس الإجرام ، نعم شاركوا فيها لكنهم ما إن رأوا الكعكة تقترب منهم حتى سال لعابهم فداسوا على جراح الثوار واستخدموا شهداء الثورة كمنصة للوصول إلى الحكم ، رأت جهات أجنبية مستعمرة أن هذه الجهة هي من ستسعف مشروعهم الاستعماري بعد أن كان أوشك على السقوط تحت أقدام الأحرار من أبناء الشعب اليمني فعمدت إلى تمهيد الطريق لهم للوصول إلى كرسي السلطة ، وصلوا إليها فتنكروا لكل شيء ، تنكروا لجرحى الثورة، ولشهدائها ، ولم يعودوا أولئك الذين يريدون التعايش السلمي ويرفضون الوصاية حسب ما كانوا يدعون، بل كشف بريق المال الغربي والإقليمي زيف ادعائهم فكشروا عن أنيابهم ، ومن موقع السلطة والحكم تسلطوا على الشرفاء من أبناء اليمن فهذا اغتالوه وهذا جرحوه وذاك اعتقلوه ، وعمدوا أيضاً إلى تقريب المفسدين وجنرالات الحروب إلى مناصب عليا ، كما عمدوا إلى قتل كل من تبقى من الشرفاء يمسك منصباً أو وضيفة في الدولة ولو كان مجرد محامياً ، كي تبق الساحة لهم يفسدون فيها كيفما يشاؤون ، فبدأت المحاصصة والمقاسمة وانتشر القتل والاغتيال لكل أطياف الشعب اليمني وخصوصاً الكوادر الشريفة التي تؤمن بالعدل وترفض الوصاية الخارجية، وأصبحت عمليات القتل منظمة تنفذ في وضح النهار لأن أفرادها يعرفون مفاصل الدولة ويعرفون منافذ المنشآت ومناطق ضعفها كون خرائطها موجودة في أدراج الألوية والمستشارين العسكرييين وملوك النفط ، فما كان للثورة أن تتوقف ولا لجذوتها ان تنخفض أو تقل بل واصل أحرار هذا الشعب مشوارهم الثوري مطالبين بحكومة للشعب لا على الشعب وبجيش للشعب لا على الشعب ، بحكومة تقيم العدل حكومة كفاءات وليس ولاءات ، حكومة تنطلق في مهامها من منطلق الشعور بالمسؤولية أمام الله وأمام الشعب لا أمام أمريكا والسعودية وغيرها ،لكن جنرالات الحروب وملوك النفط لم يستسيغوا ذلك فشنوا الحروب هنا وهناك ودعموا جهات تكفيرية لقتال أبناء اليمن واستوردوا أجانب لقتال أبناء الشعب اليمني كي يبقى لهم حكمهم وسلطتهم وتسلم لهم مناصبهم ، وبكل ثبات وصمود وقف الشعب اليمني الثائر في وجه هذه المؤامرات ولم تسعف المجرمين كل هذه الأعمال والحروب والتآمر الدولي والإقليمي ورأوا أن أوراقهم تتساقط وتحترق الواحدة تلو الأخرى.
على المستوى المحلي لم يعد لهم نصير فسافروا وعبروا القارات كي يجلبوا التدخل الدولي باسم مجلس الأمن لكي يساند التدخل الأمريكي في اليمن ، متناسين أن الغرب وبالذات امريكا لا ترعى لعملائها جميلاً مهما كان حجمه وإن وصل إلى مستوى الترحيب بهم محتلين ومستعمرين لليمن تحت عناوين مختلفة وأن مآلهم ومصيرهم سيكون كمصير اسلافهم من الزعماء والشخصيات التي كانت ولا زالت تستخدمها أمريكا كذريعة لها للتدخل بل واحتلال البلدان العربية ، فكان أن عادوا بالبند السابع لمجلس الأمن بغرض التشفي من الأطراف المناوئة لحكمهم الظالم والفاسد ، ولكن الذي عليهم ان يعرفوه أن لا سابع ولا سادس ولا تاسع سيحول دون اقتلاع فسادهم من جذوره وأن ما يسمى بمجلس الأمن لن يستطيع أن يعمل شيء في مواجهة ثورة عمدها الأحرار بدمائهم ، ومن دخل في حرب شعب بحجم شعب اليمن سيكون مصيره الفشل والهزيمة ، ومن أودع كيله عند مجلس الأمن فلا كيل له عند الشعب ، والأيام حبلى بالمفاجآت وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
التعليقات مغلقة.