سواعد الحسم
ألم تروا كيف صار الفيلُ برميلا
يضُخُّ من كيدهِ زيفاً وتضليلا
ألمْ تروا كيف ضمَّ النفطُ أنظمةً
لقُبحهِ ، واشترى الخرطومَ والنِيلا
لمَّا أضاعَ ملوكُ الذُلّ وُجهتهُمْ
بفرز أحقادهم باتوا مشاغيلا
ماذا تبقى لأرباب الخليج ، وقد
باعوا العروبة إجمالاً وتفصيلا
وأظهروا الحزمَ للشعب الشقيق ، وهُم
للغرب لم يحزموا حتى السراويلا
تحالفَ العالَمُ المعتوه واجتمعت
أمضى قُوى الشرِّ إجراماً وتدجيلا
ليُرغمونا على ما يشتهون ، فمَن
أعطى لهم في مصير الشعب توكيلا ؟
عن أيِّ سلمٍ تنادي مسرحيتهُم ؟
وهُم على السلم يبنون العراقيلا
ويزعمون بأن الأمن غايتهُم
زعمَ الجراد بأنْ يحمي المحاصيلا !
لأنّ أذنابهُم من أرضنا اقتُلعت
بالحرب جاءوا يُعيدون التماثيلا
وسَعودوا من فئات الشعب أرذلها
ليمنحوا الحرب تشريعاً وتعليلا
لكنَّ صنعاء تحت القصف ما خضعت
خوفاً ، وأبناؤها لم ينزحوا مِيلا
لو أنّهم قرأوا التأريخ لانطفئوا
وأدركوا أنهم كانوا مساطيلا
نحنُ البراكين إنْ جئتُم بعاصفةٍ
نحنُ الحقائق إن كنتُم أباطيلا
سلاحنا الصبر ، لا زلنا نُجيِّشهُ
حتى نصير بهِ طيراً أبابيلا
سواعد الحسم أعتى من عواصفكم
أشدُّ من حزمكم بأساً وتنكيلا
بحسبنا الله أربكنا قذائفكم
وبالبنادق واجهنا الأساطيلا
هيَ الإرادةُ بالإيمان إن جُمِعت
في أعزَلٍ ، أصبحَت ناراً وسِجِّيلا
لن تُسكتوا في دم الأحرار صرختهم
لن تُطفئوا في صدور الناس قنديلا
الآن أنتم تصوغون انتكاستكم
ونحنُ نمتدُّ في الدنيا آكاليلا
لَعلَّ ساعة نزع المُلك قد أذنَت
(( ليقضيَ الله أمراً كان مفعولا ))
التعليقات مغلقة.