رئيس عمليات التنسيق والاستجابة العالمية في مكتب الأمم المتحدة خلال لقائه رئيس اللجنة الثورية العليا: فرض الحصار من عقليات القرون الوسطى
التقى الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا اليوم بصنعاء رئيس عمليات التنسيق والاستجابة العالمية في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون غنغ والوفد المرافق له.
جرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع الإنسانية في اليمن جراء العدوان السعودي الغاشم وما ارتكبه من جرائم استهدفت كل مقومات الحياة، إضافة الى مناقشة جوانب التنسيق مع الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية بهذا الخصوص وكذا دورها في العمل على ايقاف العدوان والحصائر الجائر.
وفي بداية اللقاء رحب رئيس اللجنة الثورية العليا بالمسؤول الأممي، كما حمله نقل تحياته للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.. مشيرا في الوقت نفسه إلى استياء الشعب اليمني من الأمم المتحدة وخصوصا ما تضمنه تقرير ستيفين اولبراين.
وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن العدوان يستهدف المدنيين والمنشأت الحيوية والخدمية والصحية ومشاريع المياه واستهدف كل شيء حتى والأثار والمدن المسجلة بقائمة التراث العالمي وفي الجوف وزبيد وقلعة القاهرة بتعز وغيرها من المواقع الأثرية.
وعبر عن أن أمله في أن ترفع التقارير للأمم المتحدة حتى يكون لديها تقرير كامل عن حقيقة الأوضاع في اليمن وأيضا للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن.
ودعا رئيس اللجنة الثورية العليا رئيس عمليات التنسيق في الأمم المتحدة إلى القيام بزيارة ميدانية للاطلاع على ما يعانيه الشعب اليمني جراء العدوان والحصار طيلة ثمانية أشهر.
ولفت إلى أن محافظة صعدة لا يوجد فيها أي مكان أمن يستطيع المواطنين النزوح اليه ولا يستطيعون البقاء في أي مكان ويصعب انتقالهم إلى أي محافظات اخرى جراء استهداف العدوان لهم في الطرقات.
وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن هذه الزيارة للوفد الأممي فرصة لتصحيح وتقويم النظرة السلبية تجاه الشعب اليمني المعطاء الذي يرفض الوصاية والاستعمار ولكنه يمتلك من القيم ما يجعله لا يتحدث عما يعانيه.
وقال” نحن ننظر بايجابية إلى تصريحات وزير خارجية بريطانيا وتغير موقفه تجاه ما يحصل في اليمن وإن كانوا مشاركين في العدوان إلا أن هذا يعتبر تغير ايجابي ونحن ندعم مثل هذا التوجه”.
وأضاف” دخلوا في العدوان وممثل الأمم المتحدة ما زال متواجد في اليمن وقاموا بالعدوان واعاقوا الحوار الذي كان مثمرا وكنا وصلنا معهم فيه الى حلول، وكذا ما قاله المبعوث السابق جمال بنعمر، ونحن نعتبر أنهم هم من افشلوا الحوار في الماضي ومن يعوقلون تحقيقه في الحاضر، ومن يرفضون وقف العمليات العسكرية والحرب والغزو لليمن”.
ولفت أن هذا العدوان هدفه الأول دعم الجماعات الأرهابية ومساندتها..مشيرا إلى أن كل ما قام به الجيش واللجان الشعبية في الماضي هو دحر المجاميع الارهابية من محافظة البيضاء وفي غيرها من المحافظات وهذا هو ما اغضبهم واعاقوا الحوار لاجله.
وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن كل ما يحصل في اليمن هو جرائم والحصار الشامل جريمة ابادة للشعب باكمله..وقال” بصفتك من يدير النشاط الإنساني في اليمن يجب أن تنظر لليمن اكثر مما كان في الماضي ولا يتم اعتمادكم على من يقتل الشعب اليمني من أجل اغاثته”.
وأضاف” لسنا في حاجة الى مساعداتهم لا نريد مساعدات السعودية، ويؤسفنا أن يشكرهم الأمين العام للأمم المتحدة في الوقت الذي لا نرى منهم إلا القنابل والأسلحة المحرمة دوليا إلا إذا كانت مجاملة”.
وتابع” أن حديثنا عن النزول الميداني حتى تعرف الحقيقة كاملة وعندما زارنا ستيفن كان هناك بعض الضحايا وتحدث معهم ونتمنى أن تسمع من ابناء الشعب اليمني عن معاناتهم”.. معبرا عن أمله في أن تبحث الأمم المتحدة عن كيفية نقل المواطنين من بعض المديريات في صعدة الى محافظات أخرى لان العدوان يستهدفهم حتى عند محاولتهم النزوح .
وأشار الى ان العدوان يستهدف مختلف المناطق والصيادين والموانئ التي تعهدت الأمم المتحدة بحمايتها وما قامت به الأمم المتحدة من افتتاح لمكتب لها في الحديدة اعتراف منها بحرمة استهداف هذه المنشأت.
من جانبه قدم رئيس عمليات التنسيق والاستجابة العالمية في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الشكر لرئيس اللجنة الثورية العليا.
وأشار إلى أن هناك مشاكل عدة في العالم لكن لا يوجد أي أزمة أخرى تطغى على ما يحدث في اليمن.. وقال” أنا لم أت لخلق أي أعذار لأي اخفاقات وإنما جئت لمهمة أنسانية ضرورية ومهمة.
وأضاف” ندعوا إلى أن تتغلب الحكمة على ما يحدث الأن في اليمن لأن الشعب اليمني يحتاج أن يتخلص من هذه النزاعات ويستحق الحرية والسلام ويستحق الأمن والأمان وان يعيش حياته بعيدا عن العنف وبعيدا عن الحصار وبعيدا عن كل ما يعانيه”.
وأشار إلى أن أكثر الأضرار التي تنتج في كثير من النزاعات هي الأضرار على الحقيقة.. وقال” لذا أحيي حماسمك لدعوتي للنزول الميداني لأشهد بعيني ما الذي يجري” .
ولفت جون غنغ الى أن تركيز الفريق الأساسي والأول هو عملية الاستجابة الإنسانية ومساعدة الناس، لكن أيضا من مسؤولياتنا الهامة كذلك نقل الحقائق..معبرا عن شكره للعاملين مع الأمم المتحدة الاجانب واليمنيين الذين يعملون ولم يغادروا اليمن رغم هذه الظروف.
وقال ” نؤكد للشعب اليمني أن الأمم المتحدة موجودة هنا لمساعدتكم ولن نتوقف عن المحاولة للقيام بالمزيد والمزيد من العمل وعلينا أن ننقل الى العالم انه مهما فعلنا ليس كافيا لما يحتاجه الشعب اليمني”.
وأضاف” هذه هي رسالتنا رسالة الشعب اليمني وكل الخيرين في هذا العالم رفع الحصار لأن فرض الحصار من عقليات القرون الوسطى.
وأكد ضرورة أن تسير العملية السياسية وأن كل الجهود التي نقوم بها في مقر الأمم المتحدة هي لوقف القتال.
وقال” نركز على رفع الحصار الذي يمنع الواردات أو الصادرات وهذا الأمر يضر بالأبرياء في اليمن ويسبب معاناة للأطفال ونقص الغذاء والدواء، فالمدارس تضررت ودمرت واغلقت المرافق الصحية والمستشفيات ومعيشة الناس ومصادر دخلهم حيث لم يعودوا قادرين على العمل وهذه قائمة طويلة جدا من المعاناة”.
وأكد جون غنغ الأستمرار في العمل حتى تنتهي هذه المعاناة، كون مهمتنا كاطراف عمل انساني هي مساعدة الناس الموجودين في أوضاع كارثية.
وقال” نحن جئنا لمواجهة مسؤولياتنا وسنستمر في العمل وتركيزنا الأن ينصب على السماح بالواردات والصادرات وزيادة المساعدات الإنسانية وحجمها ونقل معاناة الناس الى الأخرين لان المدنيين يدفعون الثمن وفقدوا الخدمات الأساسية وهذه كارثة.
وأضاف” الأوضاع الأن في اليمن بالنسبة لنا أكثر الكوارث تسارعا في العالم ويجب أن نذكر الجميع أن هذا الأمر يجب أن يتوقف، نحن لا نستطيع ايقاف الأعصاير الطبيعية يجب أن نركز على ايقاف النزاع” .
وتابع” اشكر كافة من قابلتهم بحوارهم المفتوح والصريح ونحييهم على جهودهم التي يبذلونها في اعمالهم وعلينا أن نتعلم من اليمنيين طريقتهم في الحياة وكيف يقومون باداء اعمالهم في ظل هذه الظروف”.
وفي ختام اللقاء سلم رئيس اللجنة الثورية العليا تقرير عن الأضرار التي خلفها العدوان لرئيس عمليات التنسيق والاستجابة العالمية في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون غنغ وكذا هدية تذكارية.
حضر اللقاء القائم باعمال وزارة الادارة المحلية عبد السلام الضلعي ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان دير كلاو.
التعليقات مغلقة.