بدأت دار الافتاء المصرية حملة كبيرة ضد الشيخ محمد بن صالح العثيمين، أحد كبار العلماء في السعودية؛ بسبب فتواه التي تبيح قتل النساء والصبيان، واتخاذ الجماعات الجهادية من حديثه مرجع لها في العمليات الإرهابية، إلا إن «الإفتاء المصرية» لم تستطع أن تستكمل ما بدأته، بعد طوفان من الهجوم الذي شن عليها من عدد كبير من علماء السعودية، وأتباع «ابن عثيمين».
الأزمة في البداية كانت بطلها مرصد الفتاوى المصري، عندما أصدر بيانا يؤكد أن عمليات قتل المدنيين من قبل جماعات العنف والدم، اعتمدت بالأساس على مجموعة من الفتاوى الضالة حملتهم على ذلك، منها فتوى الشيخ الراحل محمد بن صالح العثيمين، التى أحل فيها قتل النساء والصبيان.
وأضاف المرصد أن تلك الفتوى اتخذها المتطرفون مرجعًا لهم لقتل المدنيين من النساء والأطفال، مبينًا أن مثل هذه الفتاوى الشاذة يستغلها الإعلام الغربى فى تعزيز “الإسلاموفوبيا” فى الغرب واستعداء الرأي العام على المسلمين هناك.
وذكر أنه رصد فتوى للشيخ ابن عثيمين، يبيح فيها قتل النساء والأطفال من المدنيين بقوله “الظاهر أنه لنا أن نقتل النساء والصبيان؛ لما في ذلك من كسر لقلوب الأعداء وإهانتهم”.
ومن جانبه قال الشيخ محمد ذكي، أمين عام اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، إن مثل هذه الفتاوى تخالف نهى النبي عن قتل النساء والصبيان فى الحرب، مضيفا أن الفتوى تتعارض مع القاعدة الشرعية التي تقول “ولا تزر وازرة وزر أخرى”، فليس من العدل أن يؤخذ أحد بفعلة غيره، كما أن الصحابة كانوا ينهون في الغزوات من قتل النساء.
الأمر الذي أثار جدلًا واسعًأ داخل السعودية، فخرج الأمين العام لهيئة كبار العلماء المسلمين، الشيخ فهد الماجد، ببيان شديد اللهجة وصف خلاله دار الإفتاء المصرية بالكاذبة والمدلسة.
وقال “الماجد” إن بيان دار الإفتاء أخرج كلام ابن العثيمين عن سياقه، مشيرًا إلى أن علماء المملكة العربية السعودية كانوا وما زالوا يمثلون الإسلام في وسطيته واعتداله، ويؤكدون أن سماحة الإسلام أول أوصاف الشريعة ومن أكبر مقاصدها.
لم يتوقف هجوم آل سعود على بيان هيئة كبار العلماء، بل أصدر أيضًا الشيخ عبد العزيز بن ريس الريس، المشرف العام على شبكة «الإسلام العتيق»، بيانًا طالب فيه دار الإفتاء المصرية بتقديم بيان تعتذر فيه عما قالته بحق محمد بن صالح العثيمين، متابعا: «على مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، أن يتوخى العدل والدقة لتثبت مصداقيته، يتثبت ويتحرى الأحكام بالأدلة في هذا وغيره، كمثل زعم أن داعش توافق منهج محمد بن عبد الوهاب» – بحسب تعبيره.
واستكمل “الريس” أن دار الافتاء المصرية التي يتبعها المرصد، أجازت قتل النساء في حالات استثنائية، ومنها فتوى برقم “10/ 415″ بناء على تقدير للضرورة بقدرها، إذا كانت النساء سلاحًا يضعف به العدو، مضيفا: «استشهدت دار الافتاء وقتها بحديث ابن عباس الذي قال فيه: لا بأس بقتل النساء والذراري إذا لم يميزوا عن غيرهم وهو مذهبنا ومذهب مالك وأبى حنيفة والجمهور، ومعنى البيات ويبيتون أن يغار عليهم بالليل بحيث لا يعرف الرجل من المرأة والصبى».
وتساءل عبد العزيز بن ريس الريس: هل سيجرؤ مرصد الفتاوى الشاذة التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن يصنف دار الافتاء المصرية بأنه من يفتي بالفتاوى الضالة الشاذة؟
لم تستطع أن تصمد دار الإفتاء المصرية في وجه آل سعود وشيوخهم بعد سلسلة التصريحات والبيانات التي خرجت ضدهم، واستسلمت في نهاية الأمر لما طالبت به السعودية، وبالفعل أصدرت دار الإفتاء، بيانًا رسميًا تعتذر فيه.
وأعربت دار الإفتاء في بيانها، عن بالغ تقديرها للشيخ محمد بن صالح العثيمين، وأن هناك جماعات إرهابية تحرف فتواه لإباحة قتل المدنيين، وأنهم يؤكدون على القراءة والفهم الخاطئ الذي حدث لفتواه، مؤكدة احترامها الكامل لكبار علماء الدين بالسعودية، خاصة “بن عثيمين”، وأن ما أثير بعد بيان مرصد الإفتاء كان بناء على فهم خاطئ لفتوى الشيخ، التي تستخدمها الجماعات الإرهابية لتبرير العنف والقتل.
موقع البديل المصري
التعليقات مغلقة.