نهايـة آل سعــود .. على يــد الشعـــب اليمنــي: تقرير مفصل لنتائج الحروب بين اليمن والسعودية منذ عشرينيات القرن الماضي
في ظل العدوان السعودي المدعوم من امريكاء وأسرائيل والمنظّم الذي يستهدف اليمن بشعبه وجيشه ومؤسساته، عاد ملف العلاقات اليمنية السعودية إلى واجهة الأحداث، لا سيما وأنها تشهد منذ سنوات توتراً كبيراً جراء الممارسات السعودية العبثية الساعية لاستتباع اليمن وإخضاعها عبر شراء ذمم قياداتها.
وكان للسعودية منذ عقود هدفان رئيسان في اليمن:
* منع أي شكل من أشكال الوحدة اليمنية لأنها قد تكون دافعاً لنقض المعاهدة التي تمت عام 1934. وقد أثرت السعودية على قرارات الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) بشأن الوحدة من سبعينيات القرن الماضي.
* منع بناء قواعد تأثير لأي دولة في اليمن حتى تبقى اليمن مستتبعة لها، كحال الإمارات الصغيرة.
لذا، فإن السعودية لم تكن يوما حليفةً للشعب اليمني، بل إنها تصنع من بعض القوى اليمنية تابعاً لها على حساب السيادة وشرعية المؤسسات. فقد دفعت الأموال لشراء ذمم بعض المأجورين للابقاء على مصالحها في اليمن وللتأثير على القرار السياسي في الجمهورية.
كما ورّطت الحكومات المتعاقبة بالفساد ونظام المحسوبيات حرصاً منها على ضمان عدم تقدّم اليمن وتطوّره، وباالتالي لإبقائه تحت وصايتها.
الحدود اليمنية-السعودية
– وفي استعادة لتاريخ العلاقات اليمنية – السعودية، نستعرض المحطات المفصلية التالية:
أولًا: حرب عام 1934م “اتفاق الطائف”
هي معاهدة تمت عام 1934 م بين المملكة المتوكلية اليمنية، والمملكة العربية السعودية، عقب مفاوضات بين الجانبين تمت في أيار/مايو 1934، بوساطة المجلس الإسلامي الأعلى، حيث أعلن الاتفاق نهاية الحرب السعودية – اليمنية التي اشتعلت في الثلاثينيات من القرن العشرين، وإقامة علاقات سلمية بين الدولتين.
إضافة إلى اعتراف كل طرف باستقلال وسيادة الطرف الآخر، وأعادت المملكة العربية السعودية إلى اليمن بعض الأراضي التي احتلتها إبان الحرب بينهما، كما أبدى الاتفاق اهتماماً خاصاً بتعاون الطرفين في الكشف عن العناصر المعادية لنظاميهما.
ويشار إلى أن الحرب وقعت بين السعودية والأدارسة على فترات متقطعة، بدأت منذ 1924 وكانت المرحلة الحاسمة سنة 1934، حيث أحتلت السعودية عسير ونجران وجازان اليمنيه.
ثانيًا: “ثورة الدستور” عام 1948م
ثورة الدستور هي انقلاب مسلح قاده عبد الله الوزير على المملكة المتوكلية اليمنية في فبراير 1948 لإنشاء دستور للبلاد، حينها قتل يحيى حميد الدين في منطقة حزيز جنوبي صنعاء.
وأزيح آل حميد الدين من الحكم، وتولى “الامام” عبد الله الوزير السلطة، لكن الثورة فشلت بعد أن قام “الإمام” أحمد حميد الدين بثورة مضادة مؤيدة بأنصاره من القبائل استطاع خلالها إجهاض الثورة وإعدام الثوار.
وبالتالي، لم تقف السعودية مكتوفة الأيدي إزاء الوضع آنذاك، بل قدمت الدعم لـ”الامام” أحمد حميد الدين الذي كان مؤيدًا من قبل القبائل فنجح في استعادة السلطة.
ثالثًا: ثورة 26 سبتمبر (الحرب الأهلية اليمنية)
هي ثورة قامت ضد المملكة المتوكلية في شمال اليمن عام 1962، تحولت إلى حرب أهلية بين الموالين للمملكة والموالين للجمهورية العربية اليمنية، واستمرت لثماني سنوات بين عامي 1962-1970، وقد سيطرت الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب، وانتهت المملكة وقامت الجمهورية العربية اليمنية.
بدأت الحرب عقب انقلاب المشير عبد الله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين، وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن. هرب الاخير إلى السعودية وبدأ بالثورة المضادة من هناك.
حيث تلقى وأنصاره الدعم من قبل السعودية، في حين تلقى السلال الدعم من قبل نظام جمال عبد الناصر في مصر، تدخلت القوات المصرية والسعودية بشكل مباشر في الحرب ودعمت الأطراف المتنازعة سياسيًّا وعسكرياً.
رابعًا: حرب الوديعة عام 1969م
هي حرب نشبت بين المملكة العربية السعودية، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد أن اشتبكت القوات اليمنية الجنوبية مع القوات السعودية في “مركز الوديعة” على حدود البلدين في نوفمبر 1969، حيث بلغت خسائر القـوات السعودية مقتل (39) فرداً وأسر (26)، وتدمير بعض المعدات وإسقاط طائرة مقاتلة.
خامسًا: حرب الانفصال عام 1994م
نشبت حرب الانفصال في اليمن؛ ما أدى إلى تجميد ملف الحدود مع السعودية، وفي أعقاب فشل حركة الانفصال الجنوبية في اليمن، وقع أول صدام حدودي بين السعودية واليمن في هذه المرحلة، شرق مركز “الخرخير” السعودي.
وعقب ذلك وقعت اشتباكات عسكرية حول بلدة البوقة اليمنية، وأدى تدخل سوريا بين الطرفين إلى انسحاب القوات اليمنية وعودة الأمور إلى ما كانت عليه، وفي غضون هذه المرحلة لوح اليمن مراراً برغبته في اللجوء إلى أسلوب التحكيم بين البلدين لحل النزاع الحدودي.
إلا أن السعودية أكدت على ضرورة حل المسالة عن طريق التفاوض المباشر، حيث سعى اليمن إلى الربط بين موضوع الحدود والمواضيع الاقتصادية ومسألة الامتيازات السابقة لليمنيين في السعودية.
سادسًا: حرب صعدة “جبل الدخان” عام 2009م -2010 بين أنصار الله والسعودية
دخلت المواجهات العسكرية بين أنصار الله والسعودية مرحلة جديدة، بعدما قامت السعودية بحشد قواتها تمهيداً لعمل عسكري بمحاذاة الحدود مع اليمن، فقتل ضباط والعشرات من الجنود السعوديين وأصيب عدد آخر، وتمكن “أنصار الله” من السيطرة على بعض المناطق داخل السعودية من بينها “جبل دخان”.
وفي 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2009، شنت القوات السعودية هجوماً على “انصار الله” على الشريط الحدودي مع اليمن، ما دفع الحركة للسيطرة على جبل الدخان في منطقة جازان جنوب غربي المملكة، وقد اتهمت حركة “انصار الله” حينها الحكومة السعودية بدعم النظام اليمني مالياً واستراتيجياً وفتح حدودها والسماح لقوات النظام باستعمال الأراضي السعودية كـ”قاعدة” لعملياتها ضد “أنصار الله”.
وقد سيطر “أنصار الله” على ما يزيد عن 40 منطقة آهلة بالسكان بعد سقوط مئات المواقع العسكرية السعودية وحققوا انتصارات كبيرة ودحروا القوات السعودية، ودخلوا في العمق السعودي ووصلوا للجابري والخوبة في أقل من شهرين، كما طالت صواريخ “الكاتيوشا” التي أطلقتها “أنصار الله” دار الضيافة في القصر الملكي بجازان.
هذا وبلغ عدد جرحى قوات النظام السعودي ما يزيد عن 700 جريح فيما بلغ عدد القتلى أكثر من 200 وفق تقرير لوكالة “رويترز”.
وضم “التحالف الدولي” حينها دول الخليج بالكامل ما عدا سلطنة عمان؛ كما شاركت مصر والمغرب والأردن بوحدات برية وبحرية وجوية في العمليات، وقد منيت قوات “الكوماندوس” السعودية بهزائم متتالية بعد محاولات يائسه لاستعادة القواعد العسكرية التي سيطر عليها “أنصار الله” بكامل عدتها وعتادها العسكري.
في 26 كانون الثاني/يناير 2010، أعلن “انصار الله” انسحابه من كامل المواقع التي استولوا عليها بتوجيهات من قائد الحركة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وتم توقيع اتفاق مع المملكة تعهدت فيه بعدم التدخل عسكرياً في اليمن وبعدم السماح لقوات النظام اليمني بالاعتداء على “انصار الله” انطلاقاً من الأراضي السعودية.
وفي 12 شباط/ فبراير من العام نفسه، توقفت الحرب كلياً بعد تكبيد القوات السعودية خسائر كبيرة وعجزها الكلي عن تحقيق أي تقدم فعلي على الأرض.
ومنذ ذلك الحين، تم إخلاء العديد من القرى، وبقيت جدران بيوتها مهدمة وبيوت أخرى مليئة بثقوب القذائف،
وعاد “أنصار الله” من تلك الحرب بغنائم عسكرية مهمة شملت أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة وآليات مدرعة وغير مدرعة، وقد حاولت المملكة استعادتها ودفعت مبالغ بملايين الدولارات، لكن “انصار الله” رفضوا ذلك واكتفوا بإطلاق العسكريين السعوديين الذي اعتقلوهم في تلك الحرب.
سابعاً: دعم السعوديه للإرهاب لزعزعة الاستقرار في اليمن..
دعمت السعودية قوى الإرهاب التكفيري المتشدد بالأموال والسلاح للسيطرة على عدد من المناطق ، وافتعال خضات أمنية وتفجيرات تستهدف الأمن والاستقرار في اليمن.
ويبقى التعبير الأبرز عن طبيعة العلاقات التي كانت سائدة في حقبة ما قبل الثورة اليمنية، يتجلى من خلال وصية الملك السعودي المؤسس عبد العزيز لأبنائه أن “أضعفوا اليمن بأية وسيلة، فعزكم في ذل اليمن وذلكم في عز اليمن”.
حيث تحركت السعودية بدعم اميركي للعدوان على الشعب اليمني بعد الطرد الأخير للوديعة السعودية في اليمن المتمثّلة بالرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، آل سعود الذين لم يتحرّكوا يوماً لنصرة فلسطين وشعبها، ولم يلتفتوا لاستغاثات أطفال غزّة، هبّوا يداً واحدة بقيادة المعتدي السعودي لإبقاء سيطرة الرياض على اليمن، والحفاظ على أدواتها فيها.
فيما تصدت قوات الجيش اليمني مع اللجان الشعبية للعدوان السعوصهيوأمريكي على اليمن حيث صدرت أعظم البطولات والملاحم وأكبدتهم خسائر فادحه في الأرواح والعتاد العسكري والمادي والسيطرة على معظم المعسكرات والمواقع العسكريه للعدو في حرب طالت لمدة أكثر من تسعة أشهر.
وعلى نفس المسار ومن خلاله أثبت الجيش والشعب اليمني مجددين ومذكرين بتاريخهم المجيد باأن اليمن مقبرة الغزاه وباأنهم قادرين على الصمود والأستبسال أمام دول العمالة والطغيان مهما طال الزمن حيث وقد عملوا على تلقين الأعداء الغازين الطامعين في خيرات اليمن دروس في الميدان عن فنون القتال وعن المقاتل اليمني الغيور على أرضه وعرضه ودينه.
وكالة يقين للانباء – محمد محسن
التعليقات مغلقة.