صنعاء – اخبار عربية
– يتوسّط الشاب أحمد سلطان الحشود أمام مقر «الاسكوا» في رياض الصلح. يلتزم الصمت، يراقب لافتات رُفعت تضامناً مع اليمن الجريح. لم يكن يتوقع يوماً أنّ وطنه سينزف دماء، وهو مغترب، يرصد أخبار الأهل عبر شاشة صغيرة أو موقع تواصل اجتماعي، ليطمئن قلبه.
منذ خمس سنوات قدم أحمد إلى لبنان لمتابعة دراسته، انشغل بداية في التحصيل العلمي ليجد نفسه أمس مشاركا في نشاط تضامني، يعبّر من خلاله عن إدانته لمجزرة ارتكبت في صنعاء، وذهب ضحيتها المئات من أبناء شعبه.
بحزن يتحدث الشاب عن مجزرة «لم يرتكب العدو الإسرائيلي مثيلا لها، حتى داخل فلسطين المحتلة». يقول: «ما يحصل في اليمن هو تأكيد على عدم احترام المواثيق الدولية».
تضيق الدنيا في وجه أحمد وتصعب، كلما ذكر أفراد عائلته الموجودين في صنعاء، تواصله معهم عبر الهاتف يوميا لا يلغي المسافات بينه وبينهم. جبال وبحور تفصله عنهم على أمل لقاء قريب، «عندما يفك النظام السعودي أسره عن بلده، ويسمح بفتح مطار صنعاء الدولي».
في المكان نفسه، ومن داخل المشهد. ترفع شابة يمنية (أمل النهاري) لافتة أخرى، دمعة في العين وفي القلب غصة. أمل تعيش في بيروت مع والدتها اللبنانية، لكن والدها هناك. كانت تخطط لزيارته قبل أيام من اندلاع الحرب، لكن لغة النار عطّلت مشاريعها.
اليوم لا تملك الشابة إلا دعوة توجهها إلى كل اليمنيين «اتحدوا كي تنجو اليمن».
عشرات الشبان والشابات اليمنيين شاركوا أمس، في الاعتصام الذي دعا اليه «المنتدى الإعلامي في لبنان»، بمشاركة كل من «الحركة الوطنية للتغيير»، «مركز الخيام لتأهيل ضحايا السجون»، «الطلاب اليمنيون في لبنان»، و«القوى الوطنية والمدنية».
هتف المتضامنون: «الموت لآل سعود» و«لبيك يا يمن»، كما حملوا لافتات كُتب عليها «كلنا يمن يا حكام الخليج»، و«يا شعب يمن المظلوم نحن معكم».
ودعا المنسق العام لـ«الحركة الوطنية للتغيير الديموقراطي» عصام نعمان، الى عقد مؤتمر «الشعب العربي المقاوم الذي يعرف عدوّه ويقاومه بكل الوسائل المتاحة».
وتحدث ماجد الوشمي باسم «المجتمع المدني اليمني»، فأكد «أن الشعب اليمني ما زال حتى اليوم يعيش الحصار البحري والجوي والبري، وأن هناك أكثر من 300 حالة خطيرة تحتاج الى السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، وتعجز عن ذلك بسبب إغلاق المطار».
وألقى زاهر الخطيب كلمة الأحزاب والقوى الوطنية، فدان «قصف الطيران السعودي لأحد مجالس العزاء في اليمن»، واصفا الأمر بـ الإبادة».
ودعا الحاج محمود قماطي باسم «المقاومة الإسلامية في لبنان»، العالم العربي والامم المتحدة الى الاعتراف بهذه الجريمة التي لم تراع حقوق الانسان، التي تدّعون حمايتها وترفعون شعارها».
من جهته، تحدث أبو عماد رامز باسم «فلسطين المحتلة»، فأكدّ أن « الحرب على اليمن تستهدف القضية الفلسطينية، وأن كل هذه المجازر هي من فعل فاعل واحد، مهما اختلفت الأسماء».
واعتبرت ثريا عاصي باسم «المنتدى الإعلامي» أنّ «المسألة اليمنية لا تختلف عن مثيلاتها في العراق وسوريا ولبنان، ولا شك في أنها حلقة من حلقات مشروع واحد».
صحيفة السفير اللبنانية
التعليقات مغلقة.