صنعاء سيتي أخبار محلية
تتواصل عمليات الإغاثة في إيران والعراق للعثور على ناجين وسط دمار خلفه الزلزال العنيف الذي ضرب المناطق الحدودية بين البلدين مساء الأحد، ولتأمين المأوى والغذاء لمن شردهم الزلزال. وارتفعت حصيلة الزلزال إلى أكثر من 530 شهيداً و8000 جريح في إيران، في حين سقط ثمانية قتلى وأصيب 336 آخرون على الجانب العراقي.
وأفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم الثلاثاء بأن ما لا يقل عن 530 شخصا قتلوا في أسوأ زلزال تشهده إيران منذ أكثر من عقد فيما تجاوز عدد المصابين ثمانية آلاف.
وقالت إيران يوم الثلاثاء إن عمليات الإنقاذ انتهت في إقليم كرمانشاه في غرب البلاد والذي شهد يوم الأحد زلزالا بلغت شدته 7.3 درجة.
ومع هبوط الليل واجهت السلطات تحدي إيواء وإطعام عشرات آلاف الأشخاص المجبرين على المبيت خارج منازلهم لليلة الثانية على التوالي.
وقالت مساء الاثنين السلطات الإيرانية إن عمليات الإنقاذ انتهت عمليا، في حين قررت الحكومة أعلان الثلاثاء يوم حداد وطني.
ومع أن سكان بغداد والعديد من المحافظات العراقية شعروا بعنف الزلزال إلا أن الحصيلة الرسمية للضحايا في العراق كانت أقل بكثير واستقرت عند 8 قتلى و336 جريحا.
وقال الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري في تصريح للتلفزيون الإيراني، أثناء زيارة للمناطق المنكوبة، “الحاجات الفورية للناس تتمثل أولا في خيمة وماء وغذاء”.
وأضاف “أن المباني التي شيدت حديثا قاومت بشكل جيد لكن المنازل القديمة الطينية انهارت تماما” معبرا عن الأمل في أن تنتهي عمليات تنظيف ورفع الأنقاض قبل حلول الظلام.
ولم تحصل وسائل الإعلام الأجنبية على ترخيص لدخول المناطق المنكوبة الاثنين.
دمار “بنسبة مئة بالمئة”
أظهرت صور وأشرطة فيديو نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية أن العديد من المجمعات السكنية الحديثة قاومت الزلزال بشكل جيد، في المقابل تعرضت المنازل المنخفضة إلى أضرار كبيرة.
وحدد مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7,3 درجات قرب الحدود مع العراق على بعد 50 كلم شمالي مدينة سربل ذهاب الأكثر تضررا من الزلزال وحيث سجل 280 قتيلا. وتم انتشال أم وطفلها من بين الأنقاض في هذه البلدة، بحسب وسائل الإعلام المحلية.
وقال مسؤولون محليون إن نصف مدارس هذه المدينة التي تضم 85 ألف نسمة، أصيب بأضرار وكذلك المستشفى.
وفي ناحية دالاهو المجاورة دمر العديد من القرى بشكل كامل، حسبما أفاد الحاكم المحلي لوكالة تسنيم.
وقالت الحكومة إنه تم إرسال 22 ألف خيمة و52 ألفا من الأغطية ونحو 17 طنا من الأرز ومئة ألف من المصبرات (المعلبات) إلى المكان. كما تم توزيع أكثر من 200 ألف قارورة مياه.
طرقات مفتوحة
وأكدت السلطات المحلية عصر الاثنين أن كافة الطرقات التي كانت قد أغلقت بسبب انهيارات أرضية في محافظة كرمنشاه، أعيد فتحها، لكن الكهرباء لازالت مقطوعة عن سربل ذهاب، بحسب التلفزيون العام.
وأمر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الحكومة والقوات المسلحة باستنفار “كافة الإمكانات” لمساعدة السكان.
وأشارت عدة وسائل إعلام إلى مشاركة مئات من سيارات الإسعاف وعشرات المروحيات العسكرية في عمليات الإنقاذ. وتم إجلاء 200 جريح إلى طهران جوا لتلقي العلاج.
وفي دربندخان، البلدة الأكثر تضررا في العراق، دعت السلطات سكان جنوب البلدة إلى المغادرة وذلك بسبب مخاوف من تضرر سد.
وقال مسؤول محلي لفرانس برس “لم نشهد هذا الأمر منذ قرن على الأقل”.
وأفاد معهد الجيوفيزياء بجامعة طهران أن 150 هزة تلت الزلزال بينها عشرون فاقت قوتها 4 درجات أقصاها 4,7 درجات على سلم ريختر.
وتقدمت سوريا والأمم المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا بتعازيها. وعرضت ألمانيا والأمم المتحدة المساعدة.
وأغلقت المدارس أبوابها الاثنين في المحافظات الإيرانية الحدودية مع العراق. وفي كرومنشاه حيث أعلن الحداد ثلاثة أيام ستبقى المدارس مغلقة الثلاثاء.
والزلازل ظاهرة مألوفة في إيران. وكان زلزال 2003 (31 ألف قتيل) دمر مدينة بام (جنوب) التاريخية. أما زلزال 1990 فقد أوقع 40 ألف قتيل في شمال البلاد ولازال عالقا بأذهان الناس.
ونقلت وكالة إيسنا عن مسؤول عن الشؤون الثقافية في كرمنشاه أن خمسة معالم أثرية في المحافظة تعرضت لأضرار طفيفة معربا عن ارتياحه لعدم تعرض موقع مدرج على لائحة اليونسكو “لأي ضرر”.
التعليقات مغلقة.