بين يدي حكومة المبادرة
هل تتغابى ما يسمى بحكومة الوفاق أم هو الحاصل حقيقة فالمتأمل لتصريح رئيس الحكومة قبل أيام قلائل وهو يستعرض خطته العملية للواقع المزري لنظام المبادرة أمام احدى القنوات والتي أجاب فيها على أسئلة البرنامج بقاعدة من قال لا أعلم فقد افتى مع ما هو حاصل من انتهاك السيادة اليمنية بشكل فضيع وغير مسبوق يفهم جيدا أن أمور ومقاليد اليمن وشؤونه صارت مرهونة بيد الخارج الأمريكي ولك ان تتأكد من خلال مقارنتك بين تصريحات السفير الأمريكي وبين تصريحات باسندوه
لذلك اجزم انك إن فعلت أخي القارئ ستقول إن باسندوة هو السفير والسفير الامريكي هو الحاكم فالأخير لا تفوته شاردة ولا واردة إلا وهو على علم بها بل ويضع الاستراتيجية لمواجهتها أو يقدم المبادرة للالتفاف على أبناء يمن الحكمة ولك أيضا ان تسال نفسك هل تلعثم باسندوة أو احرج عندما لم يجب على أسئلته المقابلة الصحفية أم أن تجاعيد وجهه الستيني اكفهرة وهو يستشعر مسؤوليته في الحفاظ على الوطن وامنه
غير أن ما يجده ابن اليمن للأسف من حكومة المبادرة هو خذلانه في كل جوانب الحياة فهو لم يعد يشعر بالأمن مع تصاعد وتيرة الاغتيالات التي يرافقها صمت مريب من المكونات والأحزاب السياسية اليمنية بل اصبح وكأن الأمر نزهة أو لا يعنيها وكأن انعدام الأمن هي الوسيلة التي يبحث عنها المواطن اليمني ويتمنى بقائها أو انهم يرونها بأنها هي الطريقة الحديثة التي يراهنون عليها لتصفية الخصوم وإرهاق الشعب للقبول بالوضع الراهن أمام تصرفات الحكومة التي تزيد من الجرع الاقتصادية وترفع الأسعار وتقوم بالتضييق على المزارع اليمني بدلا من تسويق منتجاته
وتتعمد نهب الثروة وتقديمها لمراكز القوى التي ثار عليها الشعب ونادى بمحاكمتها ومحاسبتها وترك اسر شهداء الثورة وجرحاها وصدق الله القائل
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} فما نراه ونلاحظه كيمنيين هو الفساد المالي والإداري وتهيئة الأجواء اكثر للقبول بالاحتلال الأمريكي ولن يكون مصدراً لتغيير واقع سيئ من كان شريكا أساسي في صناعته هذا ما نفهمه ويبقى أن الحل المجدي امام حكومة كهذه هو تقديم الاستقالة الطوعية قبل فوات الأوان وإسقاط الغطاء السياسي الذي تتستر خلفه أمريكا التي تدعي الحرية وهي أكبر من يقف ضد خيارات الشعب وهي من حمت الاستبداد في المنطقة العربية ودعمت وساندت الأنظمة والحكومات الجائرة وهي من تحتمي بها مراكز القوى التي تسعى للحيلولة دون التغيير الحقيقي
التعليقات مغلقة.