هكذا ستحتوي سوريا العدوان الأميركي في الميدان
تسابق سوريا الوقت وتجتهد السلطات لاستشراف بنك الاهداف المحتمل للعدوان على سوريا، وتضع الخطط لمواجهة الهجوم الصاروخي من البر والجو.
وأفاد "الحدث نيوز" ان قياديين في غرفة العمليات لوضع خطط المجابهة العسكرية صرحوا لـ "الرأي": "ان الخطوات العملية لملاقاة الصواريخ الاميركية، وفي مقدمها الثنائي كروز وتوماهوك جارية على قدم وساق، وفق خطط جرى إنجازها وتتسم بالمرونة التكتيكية تبعا لمجريات الحرب وتطوراتها".
وتحدثوا عن ان "حركة الاقمار الصناعية يكاد يسمع صوتها وهي تصول وتجول فوق سوريا، لتجديد بنك أهداف الضربة المرتقبة عبر نشاط يومي"، كاشفين عن الاجراءات التي تتخذها القيادة السورية وأبرزها:
الهدف الاول للضربة سيكون على الأرجح القضاء على أكثر من 100 طائرة سورية عاملة، ولذا تقوم القيادة السورية بحمايتها عبر إخفائها لانها تشكل العنصر الاساسي في الدفاع عن الدولة والهجوم على الجماعات المسلحة.
الهدف الثاني سيكون ضرب المدرجات وإخراجها من الخدمة. وقد تم تجهيز فرق صيانة سريعة تستطيع إعادة تأهيل المدرجات وبناء غرفة عمليات للتحكم بالرادارات في المطارات للحفاظ على قدرة التحرك على هذا المستوى.
الهدف الثالث هو ضرب الفيول والكيروزين، ولهذا جرى ايجاد مئات النقاط البديلة والمترامية التي يصعب اصطيادها لتأمين استمرارية حركة الآليات العسكرية والطيران عند انجلاء الوضع العسكري.
الهدف الرابع سيكون ضرب القوة البحرية والموانئ والقوة الصاروخية سطح-سطح، والتي أعدتها القيادة للعمل تحت القصف الشديد، على النحو الذي يحاكي اسلوب المقاومة في لبنان والتي لم تتأثر حركة إطلاق صواريخها رغم عمل نحو 800 طائرة اسرائيلية في الاجواء اللبنانية على مدى 33 يوما.
الهدف الخامس للضربة من المتوقع ان يكون الاذاعة والتلفزيون. وقد استحدثت غرفة العمليات المشتركة محطة بث بديلة على غرار ما فعله حزب الله، الذي لم يتوقف بث محطته المنار رغم تدمير مبناها في الايام الاولى من حرب يوليو 2006، حيث انتقلت الى مكان سري.
الهدف السادس يتمثل في ضرب الاتصالات. ولتجاوز ما قد ينتج عن ذلك، استبدلت القيادة العسكرية مراكز الاتصالات الكلاسيكية بأخرى متنقلة، وتخلت عن أجهزة اتصالاتها اللاسلكية بأخرى سلكية لمنع التنصت على الاتصالات ولمثابرة التواصل بين الجبهات والقيادة، مهما اشتدت الحرب.
الهدف السابع هو ضرب انتشار القوات لضمان الغلبة للمسلحين. ولهذا اعتمدت القوات السورية على التقرب قدر المستطاع من الجماعات المسلحة، واتبعت طريقة انتشار على نحو شبه ملاصق لأمكنة المسلحين، ما يزيد من ضراوة المعركة في الايام المقبلة، وخصوصا في الغوطتين الشرقية والغربية اللتين تعتبرهما المعارضة المسلحة نقطة الانطلاق في اتجاه دمشق.
واضاف القياديون في غرفة العمليات المشتركة "تم تشكيل قوات خاصة مهمتها ملاحقة قوات ومصالح الدول المشاركة في الضربة، إضافة الى البحث عن فرق التجسس الصغيرة التي تستخدم أدوات ليزرية على الارض لمواكبة حركة الصواريخ البعيدة المدى او تلك التي تطلقها الطائرات المعادية، وتتبعها لتصحيح أهدافها، وهي التي تبعث إشارات عبر الاقمار الصناعية لهذه الغاية.
وأشاروا الى ان "الاوامر اعطيت للتعامل فورا مع هذه الفرق حين الاشتباه بها والقضاء عليها دون انتظار الاوامر من القيادة"، كاشفين عن ان "القوات الخاصة المولجة بتعقب هذه الفرق تتبع قيادة مستقلة تأخذ اوامرها مباشرة من الرئيس بشار الاسد".
واوضحوا ان "الجيش السوري قسم الى 3 اقسام، لكل واحد منها قيادة مستقلة ومنفصلة لتمكينها من اخذ المبادرة بمنأى عما قد يحصل خلال الحرب اذا وقعت"، مشيرين الى ان القسم الاول مسؤوليته المنطقة الوسطى التي تضم دمشق وريفها، والثاني مسؤوليته المنطقة الشمالية التي تشمل حلب وصولا الى الحدود التركية-العراقية، اما الثالث فمسؤوليته المنطقة الجنوبية التي تضم درعا ومحيطها.
وتوقع القياديون ان "الحرب المقبلة مع اميركا وحلفائها، اذا وقعت، لن تقتصر على الضرب بالصواريخ عن بعد، بل ان سلاح الطيران الاميركي والاساطيل الحليفة له ستشارك في المعركة بشكل فعال، ولهذا فإن القيادة السورية انتهت من إنشاء شبكة أنفاق متواصلة في المناطق التابعة كي تستمر القيادة في عملها".
التعليقات مغلقة.