الإستهداف للإمام الحسين هو استهداف للإسلام الأصيل
الإمام الحسين (عليه السلام) الذي قال فيه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وفي أخيه الحسن: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)) رجل الجنة وولي الله ووريث الأنبياء، ووريث القرآن، ورجل الإسلام، هذا الرجل العظيم، من مقامه العظيم، عندما استُهدِف في مسؤوليته، استُهدِف في تحركه، وتحرك الطغاة بكل إجرامهم بكل وحشيتهم بكل طغيانهم لاستهدافه والقضاء عليه إنما كانوا يستهدفون بذلك الإسلام، إنما كانوا يحاربون بذلك القرآن، يحاربون الحق الذي يحمله الحسين، ويحاربون العدل ويرومون القضاء على العدل الذي يعمل الحسين على إقامته في الأرض، يحاربون المبادئ والأخلاق العظيمة والسامية التي حملها الإمام الحسين وجسدها في واقعه، وفي واقع الحياة، وأراد أن يبني واقع الأمة على أساسها.
إذاً فالاستهداف للحسين والحرب عليه ومحاولتهم إفشال مشروعه عبر قتله وتصفيته كان كما قلنا حرباً على الإسلام والقرآن وجناية على مجد الأمة. لأن الإسلام والمشروع الديني له ثلاث دعائم وركائز تعتبر أساسية: المنهج والرموز والمقدسات. المنهج: تعاليم الله وهديه وبصائره لعباده التي تُطبق في واقع الحياة عملاً والتزاماً ومنهجاً والتي يُربى وتربى النفوس على أساسها. والرموز: الذين هم قادة للأمة هداة للأمة قدوة للأمة مربون للأمة معلمون للأمة، يأخذون بيد الأمة في الصراط المستقيم، ويخرجونها من الظلمات إلى النور، ويمثلون القدوة العظيمة. والمقدسات: التي هي من المعالم المهمة للإسلام.
فالاستهداف للإمام الحسين (عليه السلام) هو استهداف للإسلام المحمدي الأصيل؛ لأن الإسلام بدون رموزه الحقيقيين لن تقوم له قائمة، ولن يبقى لمقدساته حرمة, ولن يبقى هناك القيادة التي تأخذ بأيدي الناس إلى طريق الحق، تربي وتعلم وتهذب وتهدي وترشد وتنير الطريق وتدفع بالناس إلى الحق. فالاستهداف هنا ليس استهدافاً لشخص الإمام الحسين فقط وإنما هو استهداف للإسلام في معلم من أهم معالمه، في روحه، وفي وقوده، وفي دافعه.
لقد أرادوا إسلاما يخدم مصالحهم ويدجن الأمة لهم ويحول السلطة إلى ملك متوارث لهم ويحول المستضعفين من أبناء الأمة إلى عبيد لهم كما هو حال الإسلام السائد اليوم.. وبالذات الإسلام التكفيري الذي أصبح أداة بيد أعداء هذه الأمة ووسيلة لضربها, وتهيئتها لتداس بأقدام أعدائها.
يوجهه أعداء اليمن أينما شاؤوا فمرة في أفغانستان ومرة في العراق وأخرى في سوريا والآن في اليمن وكلها حروب يشنها أصحاب الإسلام التكفيري الإسلام المزيف في صالح الظالمين والطواغيت ولا يجدون أي حرج ليس في التحالف مع المجرمين وقطاع الطريق وإنما في التحالف حتى مع اليهود والنصارى.
إن هذه الحادثة المؤلمة والذكرى التي هي فاجعة ومحزنة جداً لها الكثير من الدلالات وفيها الكثير من العبر، جريمة بذلك المستوى بحق من! بحق سبط رسول الله، بحق وريث الأنبياء (عليهم السلام) من كان يحمل روحية الأنبياء ومشروع الأنبياء ويعمل على الدفاع عن رسالة الله التي أتى بها الأنبياء ويحمل في نفسه وفي واقع حياته أخلاق الأنبياء (عليهم السلام), الاستهداف له بتلك الوحشية، وارتكاب تلك الجريمة البشعة، قتله بذلك المستوى من الوحشية مع أسرته مع أطفاله مع أقاربه مع الصفوة من أصحابه، يدلل على أمر مهم جداً في تاريخ الأمة، يدلل على مستوى الانحراف الرهيب الذي كانت تعاني منه الأمة، يدلل على الخلل الفظيع في بناء الأمة، في بناء توجهها في إصلاحها.
ذلك أن الأمة لو سارت على المستوى الصحيح وفق بناء الإسلام، وفق توجيهات القرآن وتربية القرآن، لكانت على مستوى عظيم من زكاء النفوس والأخلاق العالية والصفات الحميدة، لكانت أمة عزيزة طاهرة صالحة مستقيمة, تنفر من الظلم وتأبى الباطل، وتكره الإجرام، أمة تتوجه في حياتها على أساس توجيهات ربها وبأخلاق دينها العالية بالصدق بالصفاء بالإخلاص بالنقاء، وتوجهها في حياتها وفق مسئوليتها الكبرى؛ لإقامة الحق لإرساء دعائم العدل لتطهير الأرض من الفساد والإجرام، فما الذي حدث؟ لماذا كانت الأمة بذلك المستوى الدنيء والهابط جداً والمفلس أخلاقياً؟! جماهير كثيرة وأعداد غفيرة من الناس لا أخلاق لهم، لا رحمة فيهم، لا عزة فيهم، لا شرف لهم، يعشقون الإجرام، ميالون إلى الظلم، مستجيبون للطغاة، يصطفون في صف الباطل، يرتكبون أبشع الجرائم، ويتصفون بأسوأ الصفات، حتى أنهم صاروا بعيدين حتى عن الإنسانية، بعيدين عن الفطرة، وحشية رهيبة، وإجرام فضيع، تُشترى ولاءاتهم، وتُشترى مواقفهم بالقليل القليل القليل من المال، ويُدفعون لمواجهة قرآنهم، لمواجهة رموزهم، لمواجهة هداتهم، في صف مَن؟ في صف طغاتهم وأكابر مجرميهم، والمتوحشين فيهم، بُعد شاسع، وفرق كبير كبير، وابتعاد رهيب رهيب عن دينهم، عن أخلاق دينهم، عن مبادئ دينهم، وإفلاس إفلاس في القيم إفلاس رهيب جداً.
ما الذي أوصلهم إلى ذلك المستوى؟ فكان لدى معظم الأمة استعداد أن يتقبلوا بدلاً من الحسين, بدلاً من وريث الأنبياء، بدلاً من الحسين بالإسلام، الحسين بالقرآن، الحسين بالمبادئ العظيمة، الحسين بالحق، الحسين بالعدل، الحسين بالخير، كانوا يتقبلون ولديهم القابلية بيزيد بفسقه، يزيد بخمره، يزيد بفجوره، يزيد بطغيانه، يزيد بظلمه، يزيد بإجرامه، يزيد بمساوئ أخلاقه.
إنه التفريط والتحول الذي حصل في واقع الأمة المؤسف والمؤلم بعد أن أقصي القرآن وقرين القرآن عن واقع الحياة.
أيضاً إشكالية أخرى ودلالة ثانية في تلك الأحداث حينما تجلى من خلال تلك الحادثة، تجلى حقائق مهمة جداً، تجلى في جانب الحق قيمه وأخلاقه من البطولة والفداء والثبات والصمود والإيثار والتضحية والصدق مع الله والوفاء لله ولأولياء الله, وفي جانب الباطل تجلى وظهر الإجرام, ما يخفيه الباطل من إجرام, ما يخفيه من سوء خلق من وحشية من فظاعة من انحطاط رهيب, تجلى واقع الباطل بمساوئ أخلاقه, بوحشيته, بظلمه, بإجرامه, بتلك المعاملة السيئة جداً اللاإنسانية التي عُومِل بها الحسين وعُومِل بها أهله وأطفاله والصفوة من أصحابه الصادقين.
دلالة أخرى من دلائل الحدث هي أنه في الظروف الصعبة يتحرك الرجال العظماء, ويتقاعس ضعيفو الإيمان, ويتخاذل قليلو الوعي والبصيرة, في الظروف الصعبة عندما يهيمن الباطل يكون له السلطة, يكون له المال, يكون له الجيش, يكون بيده المناصب حينها القليل من الناس العظماء, العظماء في إيمانهم, العظماء في أخلاقهم, العظماء في معرفتهم ووعيهم وبصيرتهم هم من يتحركون ويكونون هم في طليعة الأمة دعاة, دعاة إلى الله, دعاة إلى الحق, دعاة للأمة ومستنهضين لها لتقوم بمسئوليتها, وفي تلك المراحل وفي تلك الظروف يتراجع الكثير الكثير من الناس كما هو واضح.
الإمام الحسين (عليه السلام) تحرك في موقفه وفي حركته الجهادية بقضية واضحة بقضية عظيمة يواجه من خلالها حالة الانحطاط ويعالج من خلالها الخلل الرهيب في واقع الأمة ويعمل من خلال ذلك إلى القيام بمسئوليته, هو (عليه السلام) قال: ((ما خرجت أشراً ولا بطراً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)) هكذا كانت أسس تحركه (عليه السلام), ومن هذا المنطلق تحرك غريباً يواجه خذلان الجم الغفير من الأمة والعدد الكثير من الناس المتقاعسين والمتخاذلين من كانت نفسياتهم قد تأثرت بعوامل سابقة.
الحسين (عليه السلام) برؤيته النافذة خرج من أجل الحق ليقوم الحق ليقيم الحق ليدفع الناس من جديد إلى نصرة الحق والتمسك بالحق وإقامة الحق, وكان يدرك بنظرته القرآنية والربانية أن لا قيمة للحياة ولا قيمة للواقع بدون الحق, وهو (عليه السلام) الذي قال: ((إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون وأن الدنيا قد تنكَّرت وتغيَّرت وأدبر معروفها واسْتَمَرَّت جداً)) صارت مرة صارت الحياة تحت هيمنة الباطل تحت وطأة الظالمين تحت معاناة جبروتهم مرة, مرة جداً, لا حلاوة لها وليس فيها ما يجعل الإنسان يتشبث بها فيتنصل عن مسئوليته من أجلها, ((واسْتَمَرَّت جداً فلم يبقَ منها إلا صُبابة كصُبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون أن الحق لا يُعمل به وأن الباطل لا يُتناهى عنه)) ألا ترون, حينما كان يرى واقعاً كهذا لا وجود فيه للحق, ولا عمل فيه بالحق, ولا إتباع فيه للحق, ولا نصرة فيه للحق.
واقعاً كهذا يتحرك فيه الباطل بكل حريته, ليس هناك من ينهى عنه ولا يقف بوجهه, ولا يعمل على مواجهته مشكلة كبيرة لأمة تنتمي إلى الإسلام والقرآن, تنتمي إلى الرسول محمد (صلوات الله عليه وعلى آله), في واقع كهذا يعتبر واقعاً خطيراً على الإنسان حينما يكون الواقع واقعاً مهيئاً للباطل, ساحة سهلة لا امتناع فيها للباطل ولا وقوف بوجهه يمكن لكل إنسان أن يسقط في حضيض الباطل تحت هيمنته, وأن ينقاد للباطل, حينها المؤمن الإنسان المؤمن بإيمانه بوعيه بثباته بخوفه من الله, بحيائه من الله, بإجلاله لله, بإذعانه لله, بعبوديته لله يكون حريصاً كل الحرص أن يلقى الله محقاً, ألا يموت على الباطل ولا يموت وهو مذعن للباطل أو خاضع للباطل أو متقبل للباطل الذي يبعده عن دينه وعن ربه.
لذلك يقول الحسين (عليه السلام): ((ألا ترون أن الحق لا يُعمل به وأن الباطل لا يُتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برماً)) الموت أسعد للإنسان, أهنأ, أشرف, أنجا من أن يبقى في حياة مذلة يخضع للظالمين, يذعن للمبطلين, يستسلم للباطل, لا قيمة لحياة لا تكون فيها أنت محقاً ثابتاً على الحق متمسكاً بالحق ناصراً للحق ليبقى لك دينك هكذا كانت معالم تحركه (عليه السلام).
أيضاً هناك الكثير من الدلائل المهمة في موقفه, في موقف الإمام الحسين (عليه السلام) فهو تحرك من موقعه في الإسلام, وريث الأنبياء, وريث القرآن, سيد الأمة, قائد الأمة فتحرك ليستنهض الأمة وليبذل روحه في سبيل الله من أجل قيامه بهذه المسئولية العظيمة والمهمة في زمن تقاعس الناس فيه عن قول الحق, الكثير الكثير من عُبَّاد الأمة ومن علماء الأمة لم يعودوا يجرؤوا أن يكون لهم موقف, سطوة الظالمين وبأسهم واستحكام سلطانهم وسيطرتهم الكبيرة على الأمة خلقت جواً من الخوف والرهبة تجاه الظالمين, فلم يعد يجرؤ الكثير على أن يقولوا كلمة الحق وأن يصدعوا بالحق وأن يستنهضوا الأمة.
لكن الحسين (عليه السلام) بإيمانه العظيم الذي كان فوق مستوى ذلك الواقع فوق مستوى تلك المخاوف وتلك المخاطر تحرك بغربة كبيرة تحرك صادعاً بالحق ومستأنساً بالحق وواثقاً بالله ومنيباً إلى الله ومذعناً لله, قائماً بمسؤوليته المهمة, حاملاً رسالة الأنبياء (عليهم السلام) يقدمها للناس, يدعو إليها, يستنهض لها, يدافع عنها, ويبذل من أجلها روحه الطاهرة (صلوات الله عليه).
فالإمام الحسين (عليه السلام) الرجل الذي طوال حياته ومنذ صباه كان يرتقي سلم الكمال ودرجات الإيمان ووصل إلى المستوى العظيم, تحرك بروحية عالية إباء وعزة ونفس أبية وأنف حمية لا تقبل بالظلم ولا تستسيغ الباطل, ولا ترضخ لأكابر المجرمين وطغاة الأرض المفسدين, روحية عالية وإباء وعزة, وهو الذي قال حينما أرادوا أن يساوموه على الذل والهوان والاستسلام والخضوع: ((لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد)) هو (عليه السلام) الذي قال: ((ألا وأن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة وبين الذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ونفوس أبية وأنوف حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)), وبروحية عالية, وبروحية عالية بهذا الإباء الإيماني والعزة الإيمانية التي لا تقبل الخضوع للظالمين, ولا تستسيغ هيمنة الطغاة, بهذه الروحية العالية تحرك قائماً بمسؤوليته رغم الخذلان الكبير من الأمة والتقاعس عن المسؤولية, ورغم كثرة الأعداء والواقع المرير غربة حقيقية, غربة حقيقية, فئة قليلة جداً من المؤمنين بإيمانها العظيم بوفائها العظيم بمصداقيتها الكبيرة مع الله سبحانه وتعالى وقفت ثابتة صامدة معه (صلوات الله عليه).
من الأشياء المهمة ومن الدروس المفيدة من الحادثة والواقعة أهمية هذه القيمة, أهمية هذا الخلق الإباء والعزة في حمل المسؤولية وفي التحرك في الظروف الصعبة والقاسية التي يعم فيها التخاذل.
ذلك أيها الإخوة الأعزاء أن الطغاة والفراعنة والجبابرة والسلاطين سلاطين الجور الظالمون, والحكومات التي تمارس الطغيان بحق شعوبها تعتمد في إخضاع الناس وفي الهيمنة عليهم على الجبروت والبطش والقمع والوحشية, فتقتل بدون رحمة, تقتل الكبار وتقتل الصغار, تدمر المساكن, تستبيح دماء الجميع, تقتل النساء والأطفال والرجال بوحشية كبيرة, وتمارس البطش بأعتى وأسوأ صوره, تعتمد هذه كوسيلة لإخضاع الناس, لترسيخ حالة رهيبة من الخوف والذل في نفوس الناس, تهيئهم للاستسلام والخضوع المطلق والإذلال المهين.
فهذه القيمة من أهم القيم الإباء والعزة؛ لأن الإنسان المؤمن حقاً بعزة الإيمان وبإباء الإيمان مهما كانت قسوة الظروف, مهما كان حجم المخاطر, مهما كان الثمن لا يقبل نهائياً لا يقبل نهائياً بأن يكون من يهيمن عليه من يحكم توجهه في الحياة هو الباطل هم الظالمون ويستعبده الطاغوت, لا يقبل بذلك, يكون حاضراً لأن يضحي لأن يبذل نفسه في سبيل الله لأن يلحق بالرفيق الأعلى وهو ثابت على الحق صامد على الحق لا يتزعزع ولا يتضعضع لا يؤثر فيه إرجاف ولا يؤثر فيه أحداث ولا يؤثر فيه تكالب الطغاة ولا وحشيتهم ولا فظاعة إجرامهم.
لقد تحرك السيد حسين رضوان الله عليه على نفس النهج وفي نفس الطريق وأمام نفس النوعيات من المجرمين تحرك وأعاد للأمة روجها الجهادية التي فقدتها أعاد للأمة رجولتها المفقودة أعاد للأمة هويتها الضائعة أعاد للأمة عزتها ومجدها ودورها المنوط بها أعاد لها سيادتها التي كانت قد تخلت عنها ونفس الشيء تحرك في مواجهته المتنفذون الطواغيت المجرمون اصحاب الدين المزيف التكفيريون العملاء وما زالت المعركة قائمة إلى الآن بين خط الأمام الحسين الذي هو امتداد لخط جده المصطفى (صلوات الله عليه وعلى آله)وبين المجرمين والطواغيت المرتهنين للشيطان والمتحالفين مع قوى الشر والنفاق والعمالة الذين هم امتداد لخط أبي سفيان وأبي جهل ومعاوية ويزيد وابن ملجم .
نحن أيها الإخوة الأعزاء في منطلقنا في هذه المسيرة – برجالها بجماهيرها بنسائها بأطفالها برموزها بأبطالها بقادتها – ننطلق على هذا الأساس بالروحية التي كان يحملها الحسين (عليه السلام) مقتبسين من ذلك النور وسائرين في تلك الطريق, طريق الجهاد والإستشهاد, هذه المسيرة التي كانت ولا زالت وستظل تقدم قوافل الشهداء من شبابها الأعزاء ورجالها الأبطال في ميادين الجهاد وساحات وميادين الثورة وما يحصل في دماج وكتاف وعمران من تقديم للشهداء في مواجهة قوى الشر من التكفيريين والقوى المتنفذة وقطاع الطريق إلا صورة من الصور الكربلائية ومشهد من المشاهد الحسينية منطلقين من تلك المبادئ الراسخة من مدرسة الإمام الحسين من مدرسة الإسلام من مدرسة القرآن من روحية الأنبياء يقتبسون ويأخذون, وبنورهم يستضيئون ويستبصرون, ومن عزيمتهم يأخذون وينطلقون ويندفعون على ذلك الأساس؛ لأن هذا هو الطريق الصحيح؛ لأن هذا هو الصراط المستقيم؛ لأنه طريق العزة؛ لأنه طريق الكرامة.
من هذه المدرسة مدرسة الحسين المدرسة الإيمانية بعزتها بمنهجها بثقافتها بقرآنها بنبيها بإسلامها ننطلق في هذه المسيرة رجالاً ونساءً, كباراً وصغاراً, جماهير ومقاتلين في مواجهة الخطر الأمريكي الذي يستبيح الأجواء اليمنية, الذي ينشر طائرات التجسس وطائرات الاستطلاع كل يوم وكل ليلة على أجواء اليمن, الذي ينشر آلاف الجواسيس وآلاف المخبرين من مَن يشتريهم بالمال وبالدولار من أبناء شعبنا لينقلوا له المعلومات ليثبطوا ليُخذِّلوا ليضللوا ليشوهوا ليفتروا ليسيئوا, نتحرك بروحية الإيمان بمنهج القرآن بعزة الأنبياء وبعزة ورثة الأنبياء ومقتبسين من عزة الله نتحرك في مواجهة كل المخاطر, في مواجهة كل التحديات في كل الميادين, سنظل على ذلك في الساحات في ميادين الثورة في المسيرات الأسبوعية, سنظل على ذلك في كل الثغور حيث نُقاتَل سنقاتِل, وحيث نُواجَه بالسلاح سنواجِه بالسلاح بسلاح الحق بسلاح الإيمان بسلاح التقوى وبسلاح الحديد, وحيث نُواجَه بالمؤامرات والمكائد التي تتعاون فيها ضدنا قوى إقليمية, بعض الدول الإقليمية التي تبذل المال الكثير في سبيل تلك المؤامرات والمخططات, وقوى محلية قوى من الداخل اليمني بعض الأحزاب بعض الجهات بعض الجماعات لخدمة مؤامرات, البعض يتحرك فيها بعلم والبعض يتحرك فيها بدون علم, البعض بشعور والبعض بدون شعور.
نتحرك في مواجهة كل تلك المؤامرات كل تلك الشائعات وفي مواجهة الفتنة الطائفية التي يُراد لها أن تُلبَس ثوباً طائفياً [الإستنهاض الوهابي التكفيري] الذي وراءه التحرك الأمريكي, يريدون خلق مشكلة تحمل العنوان الطائفي ليحاربوا بين أبناء الأمة تحت عنوان شيعة وسنة, والواقع أن من يصنع هذه الفتنة ومن يقف وراء هذه المؤامرة ومن ينشر عملاءه لاستنهاض الوهابيين في مناطق كثيرة من اليمن وحتى خارج اليمن وراء ذلك قوى إقليمية مدفوعة أمريكياً, مدفوعة أمريكياً, مدفوعة من أمريكا موجهة من أمريكا, من أهم المؤامرات الأمريكية خلق مشاكل طائفية. نحن أيَّاً كانت العناوين أيَّاً كانت المؤامرات مهما كان حجم التحديات, عدو يواجهنا من الداخل أو آخر يتآمر علينا من الخارج سنقف واثقون بالنصر, حاضرون للشهادة, معتزون بعزة الإيمان, مستبصرون بنور القرآن, معتمدون على الله, متوكلون على الله, واثقون من تأييد الله, وواثقون أن العاقبة للمتقين.
التعليقات مغلقة.