علماء محافظة صعدة يقيمون ندوة في مسجد الإمام الهادي (ع) طالبوا فيها العلماء والدولة بالقيام بدورهم حيال حصار أكثر من مليون نسمة في محافظة صعدة .

اقيمت صباح يومنا هذا الاربعاء في جامع الإمام الهادي عليه السلام ندوة جمعت عدداً كبيراً من علماء صعدة الذين حضروا استشعاراً لمسؤوليتهم التي القاها الله عليهم في تبيين الحق وتوضيحه لعامة الناس ، العلماء بدورهم استنكروا الموقف الرسمي حيال حصار أكثر من مليون نسمة في محافظة صعدة في ظل صمت مريب من حكومة مايسمى بالوفاق وهي ترى اطرافاً منها من يمولون الحرب على أبناء صعدة وسفيان وترى ايضاً مليشيات آل الأحمر من الأجانب وغيرهم وهم يتقطعون ويقطعون الطرقات على أبناء الوطن ويسلبون امتعتهم ويقتلونهم بدم بارد.

شارك في الندوة عدداً من العلماء بكلمات خطابية ركزت في مجملها على دور الدولة السلبي في التعامل مع هذه الأحداث ومع من يحاولون بكل جهد أن يدخلوا اليمن في دوامة حرب مذهبية نزولاً عند رغبة اسيادهم من بلاد نجد والأمريكان ايضاً
شارك في الندوة أيضاً العلامة عبد المجيد الحوثي ببيان عن الملتقى الإسلامي وطلائع المجد حذر فيه من الانجرار وراء من يريدون نشر الطائفية والمذهبية المقيتة واستنكر البيان ايضاً من موقف السلطة السلبي حيال الحصار المفروض على محافظة صعدة وعدم قيامها بدورها المناط بها كحكومة للشعب وليس لآل الأحمر .

وفي الندوة أصدر علماء صعدة بياناً هاماً اليكم نصه :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفحلون " وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن الصحابة الراشدين أما بعد :
فإننا انطلاقاً من واجبنا نحن علماء محافظة صعدة في تبيين الحق والدعوة إلى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشعوراً بمسؤوليتنا تجاه كل ما يحصل هذه الأيام وما يتعرض له وطننا وأمتنا من مؤامرة كبيرة من أعداء الوطن والأمة أمريكا وإسرائيل فقد عقدنا هذا الاجتماع للتشاور حول ما يمكن فعله وما يجب على الناس الحذر منه ونؤكد على مايلي:

أولاً : ندعو جميع أبناء الشعب والأمة إلى التحلي بالوعي واليقظة تجاه محاولات إثارة الفتنة الطائفية التي ترعاه أمريكا وينفذها عملاؤها من التكفيريين وتجار الحروب ، فوعي الشعب وتحلية باليقظة وتقوى الله وتحمل الجميع لمسؤلياتهم هو السلاح الأمثل الذي نواجه به ذلك التآمر الكبير وبه نكسب عون الله وتأييده ورعايته فهو سبحانه الملاذ والمستعان وعليه التوكل هو حسبنا ونعم الوكيل.

ثانياً: نذكر الجميع بقول الله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " الداعي إلى التوحد والتكاتف والاعتصام بحبل اله سبحانه وتعالى لتحصين واقعنا أمام كل محاولات التفرقة والتشاحن والتباغض .

ثالثاً : نستنكر الحصار الظالم الذي تفرضه مليشات آل الأحمر وغيرهم على محافظة صعدة  وأبنائها الشرفاء الذين عانوا كل هذه المعانة بسبب مواقفهم الحرة تجاه التدخلات الأمريكية والمشروع الأمريكي في اليمن خاصة وفي المنطقة العربية والإسلامية عامة.

رابعاً : نستنكر الحملة التشويهية التي يتعرض لها أبناء المحافظة وأنصار الله عموماً في وسائل الإعلام وبالأبواق المختلفة حتى باسم العلماء احياناً ، ونؤكد أن تلك الافتراءات التي يروجون لها ظالمة وجائرة ولن تؤدي بهم إلا إلى الخسران، وواجب الجميع تحري المصداقية والصادقين كما يقول الله تعالى " ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" .
 كما ندعو أبناء الشعب إلى التحلي بالوعي الكامل حتى لا ينخدعوا بتلك الأراجيف والاكاذيب والتحريض الطائفي المقيت ، ومن أراد التأكد فعليه تشريف محافظة صعدة ليطلع من واقع الميدان على هذه الحملة الظالمة التي لابد ان تنكشف غياهبها وتزول كما زالت شبيهاتها من الحملات الظالمة على أبناء هذه المحافظة الصابرة الصامدة.

خامساً : إن الاستهداف لابناء هذه المحافظة وغيرها ولأنصار الله على وجه الخصوص هو بسبب ما تقوم به من دفاع عن حقوق الأمة ورفع الظلم والاستبداد عن كاهلها والذود عن حمى الاسلام واليمن وجمميع الأمة الإسلامية ورفع شعار البراءة من أعدءا الله وأعدءا الانسانية واعداء الخير والقيم من الأمريكيين والصهاينة ومن تبعهم وسار على منهجهم ووالاهم .
إن هذه الحصار والحرب الإعلامية الظالمة ضد انصار الله من قبل التكفيريين وعملاء أمريكا وتجار الحروب والمفدسين في الأرض وقطاع الطرق والمعتدين على المسافرين والآمنين إنها ثمن المواقف الكريمة لأنصار الله في دفاعها عن الأمة وتبني قضاياها ودعوتها للتعايش السلمي  المشترك بين جميع أبناء الوطن ، وإن هذه الوقائع تتحتم عليكم أيها العلماء القيام بواجبكم الديني والشرعي تجاه هذه الأحداث المؤلمة التي يروجها أعداء الله والإنسان ويستقطبون شذاذ الأفاق لقتال اخوانكم في محافظة صعدة تحت دعايات كاذبة يروجها التكفيريون ومن معهم من شياطين الإنس وانصار الباطل ، وقد وجب على العلماء البيان وايضاح الحق وأن الله لن يعذركم إن كتمتم ما أنزل الله من البيان في كتابه الكريم ازاء مواجهة المعتدين والمفدسين في الأرض ووجوب مواجهتهم بالجهاد في سبيل الله وجمع الكلمة واليقظة التامة .

سادساً : ندعو بقية علماء الجمهورية اليمنية المبجلين إلى اتخاذ المواقف الوضحة والمنصفة والوقفو مع أبنء هذا الشعب عموماً وأبناء محافظة صعدة خصوصاً في محنة الحصار هذه التي يعاني منها الكبير والصغير رجالاً ونساءا وفي مختلف جوانب معيشتهم فإنا لله وإنا إليه راجعون .

سابعاً : نؤكد أن كل تلك المحاولات في إثارة الفتنة الطائفية لن تتمكن من تغفيل الشعب وإلهائه عن عدوه الحقيقي أمريكا وإسرائيل بل إن وسائلهم هذه تكشفهم وتفضحهم أكثر يوماً بعد يوم ، ويجب تنمية السخط الشعب العام تجاه الأعدء االحقيقيين أمريكا وإسرائيل .

ثامناً : نؤكد أن هذه الفتنة لا تستهدف أبناء صعدة حدهم ولا طائفة بعينها بل تستهدف نسيج المجتمع بكله أطيافه واتجاهاته وتستهدف السلم الاجتماعي والتعايش السلمي الذي يتمتع به أبناء اليمن وأبناء صعدة بالأخص والتي تمثل نموذجا راقياً للإخاء والسلام والتعايش والمحبة والتنوع.

تاسعاً: نحن نتمتع بهذا التنوع الحاصل في صعدة ولانعاني اطلاقا من التنوع المذهبي كما يروج له البعض ولا نعاني إلا  من بعض التكفيرييين الأجانب الذين يسعون في بلادنا فساداً ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
 

التعليقات مغلقة.